انتقدت 15 منظمة إنسانية، اليوم الأربعاء، الحصار المفروض على اليمن، ما يعوق العمليات الإنسانية في البلد الذي بات على شفير المجاعة، داعية إلى استئناف إرسال المساعدات "فورا" منعا لوقوع "كارثة".
وفي بيان، قالت تلك المنظمات، وبينها منظمة العمل ضد الجوع، المنظمة الدولية للمعوقين، أطباء العالم، أوكسفام، المجلس الدانمركي للاجئين والمجلس النروجي للاجئين، إنه "في السياق الحالي للأزمة الغذائية الحادة و(انتشار) وباء الكوليرا، فإن أي تأخير في استئناف المساعدات الإنسانية يمكن أن يودي بحياة نساء ورجال وفتيات وفتيان في كل أنحاء اليمن".
وعبرت تلك المنظمات عن "قلقها العميق" إثر قرار التحالف العسكري بقيادة السعودية، أن يغلق كل المعابر في اليمن، معتبرة أن ذلك "يعزل البلاد"، ومطالبة بـ"الاستئناف الفوري للعمليات الإنسانية، وبإجابات واضحة حول المدة المتوقعة لإغلاق (المعابر) وحول شروط إيصال المعونة الإنسانية".
وفي سياق متصل، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأربعاء، السلطات السعودية بـ"السماح الفوري" لطائراتها بالوصول إلى اليمن لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها، وكشفت أن التحالف بقيادة السعودية، يرفض السماح لطائراتها بالوصول إلى اليمن منذ 3 أيام.
وذكرت المنظمة، في بيان لها، أن إعلان التحالف إغلاق المعابر والحدود اليمنية تضمن الأخذ بعين الاعتبار، "ضمان دخول وخروج المساعدات والعاملين في المجال الإنساني، إلا أن ذلك الضمان لم يتم تنفيذه حتى اللحظة".
وقال رئيس بعثة المنظمة إلى اليمن، جاستين آرمسترونغ، بحسب البيان نفسه، "رغم المحاولات المستمرة لطلب الحصول على إذن لدخول طائراتنا لليمن قادمة من جيبوتي، إلا أن التحالف لم يسمح بذلك".
وحذر من أن تأثير الإغلاق على الرجال والنساء والأطفال في اليمن بات ملموسًا، ويضع مئات آلاف الأرواح في خطر. مشيرًا إلى أن الاقتصاد اليمني المتهالك سوف يزداد سوءًا، الأمر الذي سيصعب على اليمنيين تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويجعل من المساعدات الإنسانية أمرًا بالغ الأهمية.
كما نوه البيان بأن التحالف طالب المنظمات الإنسانية بتجنب التواجد في أماكن معينة داخل اليمن، الأمر الذي سينعكس على حرمان آلاف الأشخاص من الرعاية الصحية الضرورية.
واعتبرت المنظمة، أن مثل هذه الإجراءات "تتعارض مع مبدأ الحياد الذي يضمن وصول المساعدات لمحتاجيها، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية".
وتعمل منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، في 13 مستشفى ومركزًا صحيًا في اليمن، وتوفر الدعم لأكثر من 18 مستشفى أو مركزًا صحيًا في 11 محافظة يمنية، وفقًا للبيان.
وكان التحالف بقيادة السعودية، قد أعلن، الإثنين الماضي، إغلاق كافة المنافذ الجوية البرية والبحرية في اليمن، على خلفية إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا صوب مطار الرياض، السبت الماضي.
وانعكس القرار سريعًا على الأوضاع المعيشية، حيث شهدت غالبية المحافظات اليمنية، ارتفاعًا مضاعفًا لأسعار السلع وانعدام الوقود وغاز الطهي المنزلي.
اقرأ/ي أيضًا | المجاعة تهدد 7 ملايين يمني والسعودية تغلق المنافذ
وقالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن إغلاق المنافذ بدأ في التأثير على الحياة اليومية لليمنيين في بعض المناطق، مع الارتفاع الحاد في سعر الوقود بنسبة وصلت إلى 60% وسعر غاز الطهي بنسبة 100%، فيما تقف السيارات في صفوف طويلة أمام محطات الوقود.
التعليقات