احتشاد متظاهرين من المناطق الفقيرة في العاصمة تونس سعيا للتغيير..

تظاهر محتجون من المناطق الفقيرة في تونس في العاصمة اليوم الاحد للمطالبة بأن تزيح الثورة التي بدأوها من تبقى من الحرس القديم بالحكومة من السلطة.

احتشاد متظاهرين من المناطق الفقيرة في العاصمة تونس سعيا للتغيير..

تظاهر محتجون من المناطق الفقيرة في تونس في العاصمة اليوم الاحد للمطالبة بأن تزيح الثورة التي بدأوها من تبقى من الحرس القديم بالحكومة من السلطة.

وبعد أسبوع من تولي رئيس الوزراء محمد الغنوشي مقاليد الامور بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي يواجه هو وشخصيات أخرى موالية لبن علي في التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ضغطا متزايدا للتنحي.

وفي محاولة من القيادة المؤقتة كي تنأى بنفسها عن النظام القديم حددت اقامة اثنين من أعوان الرئيس الذي فر الى المملكة العربية السعودية في منزليهما هذا الى جانب القاء القبض على 33 من بطانته غير أن التفاصيل لم ترد.

ولايام تجمع محتجون عند مكتب رئيس الوزراء في تونس بأعداد محدودة وان تهاونت معها الشرطة المتوجسة من مصيرها بعد فرار بن علي والتي أصبحت تتمتع بقدر أكبر من التأييد بين السكان غير المعتادين على حرية التعبير السياسي.

وأحاط مئات يوم الأحد بمقر الغنوشي في وسط تونس العاصمة. وكان كثير منهم من مدينة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة "ثورة الياسمين" قبل شهر بعد أن أضرم محمد البوعزيزي النار في نفسه احتجاجا على مصادرة العربة التي كان يبيع عليها الخضر والفاكهة.

وقال محفوظي شوقي وهو من منطقة قرب المدينة "نحن مهمشون. أراضينا تملكها الحكومة. نحن لا نملك شيئا." وتقع المدينة على بعد 300 كيلومتر الى الجنوب من تونس وعلى مسافة بعيدة من المنتجعات السياحية الفاخرة التي كانت الوجهة المفضلة للنخبة التي كانت تحيط ببن علي.

وقال متظاهرون انهم لن يسمحوا بانتهاء ذكرى البوعزيزي بمجرد فرار بن علي للسعودية وتأسيس حكومة يسيطر عليها أعوانه.

وهتف المتظاهرون بسقوط هذه الحكومة.

وقال أمين الكاهلي وهو أيضا من سيدي بوزيد انه يحترم ذكرى عشرات قتلوا عندما اشتبك المتظاهرون مع قوة الشرطة المسلحة وليس البوعزيزي فحسب.

وكان الكاهلي نفسه قد فقد شقيقا له في الانتفاضة والتي أذهلت العالم باسقاط زعيم كان يتمتع بمساندة راسخة من قوى غربية وزعماء عرب اخرين منذ أن استولى على السلطة في 1987 من أول رئيس تعرفه البلاد بعد الاستقلال.

وقال الكاهلي "غادر شقيقي المنزل متوجها الى عمله عندما أطلق عليه قناصة النار في صدره... كان عمره 21 عاما فقط. أريد اقامة العدالة له وأريد اسقاط هذه الحكومة."

وما زال أعضاء سابقون في التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم يحتفظون بوزارات مهمة خاصة وزارة الداخلية والدفاع والخارجية. وسمح لساسة من أحزاب معارضة صغيرة كان يجري التهاون معها في ظل بن علي بالانضمام للحكومة في مناصب أقل أهمية مثل التعليم العالي والتنمية المحلية.

واستقال خمسة من هؤلاء من الحكومة خلال يوم من تشكيل الغنوشي لها.

وأثارت انتفاضة التونسيين حماسة لدى ملايين في أنحاء العالم العربي الذي يعاني كذلك من ارتفاع نسبة البطالة والغلاء والحكم القمعي من حكومات كثيرا ما تكون مدعومة من قوى غربية كحائط صد في مواجهة التشدد الاسلامي. ورد زعماء عرب على تلك الضغوط بتقديم تنازلات واتخاذ اجراءات من الشرطة.

وفي اليمن تظاهر مئات الطلبة يوم الأحد بعد القاء القبض على الصحفية النشطة توكل كرمان التي قادت احتجاجين للمطالبة بانتفاضة على غرار الانتفاضة التونسية.

وفي مقابلة عرضها التلفزيون الحكومي يوم الجمعة قال الغنوشي انه يعتزم اعتزال السياسة بعد تنظيم انتخابات. لكن رغم مؤشرات على أن الكثير من التونسيين يريدون أن يشهدوا عودة للهدوء فان كلماته لم تقض على الاحتجاجات.

كما سعى الغنوشي الى أن ينأى بنفسه عن بن علي. وتعهد بملاحقته ووعد بتعويضات لاسر ضحايا انتهاكات حقوق الانسان.

وتقول السلطات انها ألقت القبض على 33 من أفراد عائلة بن علي لارتكاب جرائم ضد الدولة لكنها لم تذكر سوى اسم واحد فقط منهم وهو عماد الطرابلسي أحد أقارب ليلى زوجة الرئيس بن علي.

وقالت وكالة الانباء التونسية يوم الأحد انه تم تحديد اقامة عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة السابق والمستشار لدى رئاسة الجمهورية وعبد الله قلال وزير الداخلية الاسبق ورئيس مجلس المستشارين.

والأحد هو ثالث يوم من الحداد الوطني الذي أعلنته حكومة الغنوشي على ضحايا الاضطرابات التي هزت تونس لعدة أسابيع.

وقال مسؤولون يوم السبت انهم سيحققون في دور وزارة الداخلية في قتل المحتجين وستعيد النظر في القوانين لمنع ظهور رئيس اخر يعتمد على القوة في بسط سلطانه. وتظاهرت قوة الشرطة ذاتها في تونس يوم السبت لاعلان براءتها من ارتكاب جرائم ضد أبناء الشعب ولتصور نفسها على أنها ضحية.

ويقول وزير الداخلية الجديد ان 78 شخصا قتلوا منذ بداية المظاهرات في ديسمبر كانون الاول لكن مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي قالت ان العدد 117 منهم 70 قتلوا بالذخيرة الحية.

وتقول الحكومة ان المدارس والجامعات ستستأنف الدراسة بدءا من يوم الاثنين كما أن الاحداث الرياضية المتوقفة أيضا منذ الاسبوع الماضي ستستأنف عما قريب. وما زال يجري تطبيق حظر للتجول أثناء الليل.

وأفرجت الحكومة عن السجناء السياسيين وشكلت لجانا للتحقيق في الفساد وسرقة ممتلكات الدولة خلال عهد بن علي وعرضت عفوا شاملا على كل الجماعات السياسية بما في ذلك الجماعات الاسلامية التي جرمها بن علي ردحا من الزمن.

التعليقات