باريس: اعمال الاحتجاج تشهد منعطفا جديدا مع اطلاق النار على الشرطة

اعمال الاحتجاج بدأت قبل 11 يوما بعد مقتل شابين صعقا بالكهرباء ما فجر مشاعر الاحباط بين الاقليات العرقية تجاه العنصرية والبطالة ووضعهم المهمش داخل المجتمع الفرنسي

باريس: اعمال الاحتجاج تشهد منعطفا جديدا مع اطلاق النار على الشرطة
بعد ساعات من خروج الرئيس الفرنسي جاك شيراك لأول مرة عن صمته منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليقول إن الأولوية المطلقة للحكومة الفرنسية حاليا هي استعادة الأمن والنظام في الضواحي الباريسية وبقية مدن فرنسا، شهدت اعمال الاحتجاج على البطالة والفقر والتهميش التي تشهدها فرنسا لليوم الحادي عشر، منعطفا جديدا مع إعلان الشرطة الفرنسية أن عشرة من ضباطها أصيبوا بطلقات نارية.

وحسب ما اعلنه المتحدث باسم الشرطة باتريك هتمون أمس الأحد فان ما بين 250 و300 من المحتجين رشقوا الشرطة بالحجارة وأن بعضهم استخدم بنادق صيد فجرح عشرة ضباط في ضاحية غريغني جنوب باريس. وأضاف أن اثنين منهم نقلا إلى المستشفيات في حال خطرة.

وقال شيراك في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي الداخلي إن الدولة مصممة على أن تكون أقوى في مواجهة من وصفهم بمثيري العنف.

وتعرضت حكومة شيراك لضغوط متزايدة من اجل وقف اعمال الاحتجاج . ومن المقرر ان يعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان في وقت لاحق، اليوم الاثنين، اجراءات بالنسبة لضواحي فرنسا الفقيرة حيث يعيش كثيرون من المهاجرين من افريقيا في مشروعات اسكان اجتماعي كئيبة .

وقال فيلبان بعد لقاء شيراك امس الاحد "لن نقبل بوجود مناطق خارج نطاق تطبيق القانون."

واضاف ان الحكومة ستكثف الاجراءات الامنية في البلاد حيثما تدعو الحاجة لذلك.

وبدأت الاحداث قبل 11 يوما بعد مقتل شابين صعقا بالكهرباء أثناء محاولتهما على ما يبدو الفرار من الشرطة. وفجر موتهما مشاعر الاحباط بين الاقليات العرقية تجاه العنصرية والبطالة ومعاملة الشرطة ووضعهم المهمش داخل المجتمع الفرنسي.

واصدرت احدى اكبر الجماعات الاسلامية في فرنسا يوم الاحد فتوى ضد اعمال الاحتجاج بعد اتهام بعض المسؤولين لمتشددين اسلاميين بالوقوف وراء الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها الاحياء الفقيرة في شتى انحاء فرنسا.

ويشكل مسلمو فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة ثمانية في المئة من سكان فرنسا وكثيرون منهم يعتبرون انفسهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وقالت الفتوى انه "ممنوع شرعا على اي مسلم يسعى الى مغفرة الله ورضاه ان يشارك في اي عمل يصيب بشكل اعمى الممتلكات الخاصة او العامة او قد يشكل اعتداء على حياة الاخرين".

واضافت الفتوى ان هذا ينطبق على اي مسلم يعيش في فرنسا سواء كان مواطنا او ضيفا على فرنسا

وقد امتدت موجة العنف غير المسبوق في فرنسا خلال الساعات الماضية إلى قلب العاصمة باريس، بعد أن بلغت مدنا أخرى مثل تولوز ونانت ورين وليل وبوردو وستراسبورغ.

وإضافة إلى المواجهات بين شرطة مكافحة الشغب والشبان الغاضبين تم إحراق مبان عامة ومدارس ومحلات تجارية ومطاعم للوجبات السريعة.

وحسب تقديرات الشرطة وصل عدد السيارات المحترقة منذ تفجر العنف إلى 3500 كما استمرت حملة الاعتقالات وبلغ عدد المحتجزين نحو 800 شخص.

ودفعت الشرطة بنحو 2300 ضابط إضافي لمواجهة الاضطرابات في العاصمة وتم استخدام المروحيات لتصوير الاضطرابات وتوجيه الوحدات المتنقلة إلى مواقع الأحداث.

وتحدث بعض الشبان في الأحياء الباريسية لوكالات الأنباء عن حالة الغضب التي انتابتهم إثر تصريحات وزير الداخلية الذي وصف المحتجين في بداية الأزمة بأنهم حثالة. وأكد آخرون أنهم يتحركون بشكل عفوي بناء على ما يشاهدونه على التلفزيون ويخوضون نوعا من "المنافسة" بين مختلف الأحياء على إحراق أكبر عدد من السيارات والمباني.

وطالب مسؤولو الحزب الشيوعي وحزب الخضر باستقالة وزير الداخلية نيكولا سركوزي الذي يطمح لخلافة شيراك في انتخابات عام 2007.

التعليقات