بعد مؤتمر لندن: خيبة امل فلسطينية من البيان الختامي للرباعي الدولي

بعد اختتام مؤتمر لندن واصل شارون التذرع بعملية تل ابيب للتهرب من تنفيذ استحقاقات قمة شرم الشيخ* عباس: الفلسطينيون بحاجة الى السلام وليس الاصلاحات فقط

بعد مؤتمر لندن: خيبة امل فلسطينية من البيان الختامي للرباعي الدولي
كرر ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، مساء اليوم، تمسكه بالموقف الرافض للمضي قدما في المحادثات مع الفلسطينيين، ما لم يحاربوا الارهاب"، على حد تعبيره. جاء ذلك في اطار بيان صدر عن ديوان شارون تعقيبا على البيان النهائي لمؤتمر لندن الذي انعقد، اليوم، بمبادرة من رئيس وزراء بريطانيا وبمقاطعة اسرائيل له.

وقد اثنى البيان الاسرائيلي على بيان المؤتمر الذي شجب العملية الانتحارية وحث الفلسطينيين "على القيام بتحرك فوري لإلقاء القبض على المسؤولين عن التفجير "، لكن اسرائيل كما لوردنا بقيت متمسكة بالحجة التي تتذرع بها منذ وقوع العملية للتهرب من تنفيذ استحقاقات قمة شرم الشيخ.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، لراديو الجيش الاسرائيلي، في وقت لاحق، ردا على سؤال بشأن نتائج مؤتمر لندن "إنني لشديد الاسف لان القيادة الفلسطينية لاتزال مترددة بشأن حاجتها لمكافحة الارهاب".!

واضاف شالوم "يجب أن يكون واضحا انهم ما داموا لم يتخذوا القرار الاستراتيجي لتفكيك البنية التحتية للارهاب فلن يمكننا في حقيقة الامر التقدم للامام نحو السلام."

يشار الى ان اسرائيل تجنبت حضور المؤتمر للإفلات من ضغوط دولية تلح على ضرورة استئناف مبكر لمفاوضات الوضع النهائي.

وتزعم اسرائيل انها ملتزمة بخارطة الطريق التي يفترض وفقا لها أن تجمد تشييد المستوطنات وتبدأ في تفكيك البؤر الاستيطانية غير المرخصة لكنها تدعي انه يتعين ان تنتظر مباحثات السلام الى أن "يكبح عباس النشطين والى ما بعد إكمال الانسحاب من غزة".

في المقابل أعرب الفلسطينيون عن خيبة أملهم من البيان الختامي الذي اصدرته اللجنة الرباعية الدولية التي تتالف من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وقال أحد المسؤولين ان البيان لا ينتقد اسرائيل بصورة كافية.

وقالت اللجنة الرباعية في بيانها انها "تشدد على الحاجة الى مزيد من العمل المتواصل من السلطة الفلسطينية لمنع الاعمال "الارهابية"."

وقال مسؤول فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه "نشعر بخيبة الامل بسبب بيان اللجنة الرباعية. انه ضعيف للغاية."

ومضى قائلا "كنا نأمل أن يتخذوا موقفا مشددا من اسرائيل لقتلها كثيرا من الفلسطينيين منذ قمة شرم الشيخ واعلان وقف اطلاق النار" .

وبموجب البيان الختامي، فإن الهدف من عقد مؤتمر لندن كان "تجنيد المجتمع الدولي لدعم السلطة الفلسطينية في تطلعها إلى إقامة دولة فلسطينية. وقال بلير: "يمكن للجميع أن يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة. يمكننا القاء خطابات حول هذه القضية، وإطلاق تصريحات داعمةا، لكن ما هو موجود هنا اليوم يمكن اعتباره اتفاقية تحت رعاية المجتمع الدولي فيما يتعلق بالخطوات العملية، بحجر الأساس المطلوب لإقامة هذه الدولة".

وكرر المؤتمر التزامه بخطة "خارطة الطريق" والحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع عن طريق إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الهدف من ورائها هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة إلى جانب دولة إسرائيل بموجب ما تنص عليه "خارطة الطريق".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد اعلن في كلمة القاها في المؤتمران جهود الاصلاح الفلسطينية لابد وأن يدعمها تقدم سياسي في عملية السلام مع اسرائيل.

وقال عباس للاجتماع "اننا ومنذ البداية لم يساورنا أدنى شك في الفكرة الاساسية التي حدت بالصديق توني بلير للدعوة لعقد المؤتمر والمتمثلة بضرورة الاستجابة لحاجتنا جميعا لايجاد مناخ لفتح المسارات السياسية لوضع حد لحالة العنف والعنف المضاد والتي لم تؤد الا الى مزيد من التعقيدات واعاقة الفرص الحقيقية."

وتابع عباس أن الخبرة الماضية تؤكد أن الجهود الامنية يمكن أن تنهار مالم يحمها "مسار سياسي جدي".

ودعا رئيس السلطة الفلسطينية الى استئناف الجهود لتنفيذ خطة "خارطة الطريق" لاحلال السلام في الشرق الاوسط


من جهة اخرى اعلن عباس في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر الدولي لمساندة السلطة الفلسطينية في لندن ان السلطة الفلسطينية اتخذت قرارا "نهائيا" بتوحيد الاجهزة الامنية.

وتشكل هذه الخطوة مطلبا اساسيا للدول المانحة والولايات المتحدة واسرائيل في اطار اصلاح مؤسسات السلطة.

وقال محمود عباس "اتخذنا قرارا نهائيا بشأن توحيد الاجهزة الامنية وفق القانون الاساسي ونواصل تطبيق هذا القرار بالرغم من الصعوبات التي لا تخفى عليكم (..) وبما ينطوي عليه القرار المذكور من تكريس التعددية السياسية وتحريم تعدد السلطات".

وعدد محمود عباس الانجازات التي تحققت منذ تنصيبه في منتصف كانون الثاني/يناير. وقال "خلال فترة وجيزة امكن لنا ان نقطع شوطا كبيرا في عملية بالغة التعقيد واعني بها عملية الاصلاح الداخلي".

واضاف انه "بعد الانتقال الهادىء للسلطة اثر الغياب المؤلم للرئيس الراحل ياسر عرفات انجزنا الانتخابات الرئاسية ونواصل الانتخابات المحلية واعلن ان شهر تموز (يوليو) القادم هو موعد للانتخابات التشريعية".

وتابع ان "شعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية وجها رسائل بالغة الاهمية للعالم تجدر قراءتها والتعامل معها بجدية وهي في ذات الوقت موجهة لجيراننا الاسرائيليين واهم هذه الرسائل استعدادنا الفعلي لبذل مائة بالمائة من الجهد على الصعيد الامني".

واضاف ان "هذا يؤكد ان القيم الديموقراطية جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني والشعب الفلسطيني قادر على بناء دولة ديموقراطية مستقلة على اساس التعددية تحكمها مؤسسات تعمل وفق القوانين الحديثة وعلى اساس قضاء مستقل فعال".

واكد ابو مازن "نواصل تنفيذه هذه القرارات التي تمنع تعدد الاطر السلطوية وتشدد على التعددية".

وكان عرفات اتخذ قبل وفاته قرارا بتقليص الاجهزة الامنية من تسعة الى ثلاثة هي المخابرات العامة بقيادة اللواء امين الهندي وجهاز الامن الوطني تحت قيادة وزير الامن الوطني والداخلية اللواء ناصر يوسف وجهاز الشرطة التابع لوزارة الداخلية والذي يقوده حاليا القائم باعمال مدير الشرطة العميد محمود عصفور.

واكد عباس ان مؤتمر لندن الذي دعا اليه رئيس وزراء بريطانيا توني بلير يأتي في اطار "ضرورة الاستجابة لحاجتنا جميعا لايجاد مناخ ملائم لفتح المسارات السياسية لوضع حد لاستمرار حالة العنف والعنف المضاد والتي لم تفض الا الى مزيد من التعقيدات واعاقة الفرص الحقيقية للسلام".

وتابع ان الفلسطينيين "ماضون قدما في ترتيب اوضاعنا والوفاء بالالتزامات المترتبة علينا في خطة خارطة الطريق التي نراها الخطة الوحيدة التي تمتلك امكانيات فعلية للتطبيق وليس لنا بشأنها سوى مطلب واحد وهو التبادلية في الالتزام".

من جهة اخرى اكد ابو مازن مجددا ادانته لعملية تل ابيب الاحد. وقال "نؤكد ادانتنا الشديدة لهذه العمية ولهذا النهج ونكرر ان القوى المتطرفة لا زالت تصر على تدمير اي جهد لاي عملية سلام". واشار الى ان "جميع التنظيمات الفلسطينية استنكرت هذه العملية".

واعتبر ان "الجهود الامنية (..) تظل عرضة للتراجع وربما الانهيار اذا لم تحم بمسار سياسي جدي لا مبرر لتأخيره بيننا وبين الاسرائيليين (..) لا بد له ان يتزامن وبشكل فوري مع وقف كامل للاستيطان والجدار ومصادرة الاراضي".

ودعا محمود عباس الاسرائيليين غير الممثلين في مؤتمر لندن الى "التواصل معنا (..) مثلما أعرب عن الاهمية القصوى التي يجب ان تولى لتسريع التحرك الاسرائيلي على الارض" تحقيقا لمطالب الانسحاب من المدن الفلسطينية وانهاء الاغلاق.

واعرب عباس عن امله في ان يكون مؤتمر لندن "مقدمة لمؤتمر دولي نتطلع الى عقده وفق خارطة الطريق ليتسنى لنا بحث حل جميع قضايا الوضع الدائم اللاجئون والقدس والحدود والمياه والاستيطن وذلك الى جانب كافة قضايا الصراع العربي الاسرائيلي على اساس قرارات الشرعية الدولية".

ويعقد المؤتمر لمساندة السلطة الفلسطينية الذي يستمر يوما واحدا بمشاركة وزراء خارجية نحو عشرين بلدا بينهم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في افتتاح الاجتماع الذي يستضيفه ان حل الصراع العربي الاسرائيلي "يمثل جزءا مهما من الكفاح ضد التطرف".

وأضاف "قد لا يكون هناك تحد سياسي أكثر الحاحا من تحريك هذه العملية السياسية الى الامام.

"لعله (الصراع) السبب الذي يستخدم أو يساء استغلاله أكثر من غيره من جانب أولئك الذين يحشدون التأييد للتطرف."

وأشاد كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة بعباس لما تحقق من تقدم وقال موجها حديثه الى عباس "لقد تصرفت بشجاعة لكبح العنف."

ومضى قائلا "هذه لحظة وعد وامكانية كامنة. فالاحساس بالترقب واضح تماما".

التعليقات