بوش يرفض تحديد موعد سحب قوات الإحتلال من العراق

-

بوش يرفض تحديد موعد سحب قوات الإحتلال من العراق
في الوقت الذي أسقطت فيه مروحية عسكرية أمريكية في أفغانستان وعلى متنها 17 جندياً أمريكياً، وفي الوقت الذي أعلن فيه جيش الإحتلال الأمريكي في العراق عن مقتل أربعة جنود أمريكيين في عمليات للمقاومة العراقية، رفض الرئيس الأميركي تحديد موعد لسحب قوات الإحتلال من العراق معتبرا أن ذلك سيكون "خطأ فادحا".

وفي خطاب بشأن العراق ألقاه مساء أمس الثلاثاء أمام حوالي 700 جندي بقاعدة فورت براغ في كارولينا الشمالية (جنوب شرق) قال جورج بوش "أعلم أن الأميركيين يريدون أن تعود قواتنا بأسرع وقت ممكن".

وأضاف "البعض يعتبرون أنه يتوجب علينا أن نحدد موعدا لسحب القوات الأميركية.. دعوني أشرح لكم لماذا سيكون هذا الأمر خطأ فادحا".

وأوضح أن "تحديد جدول مصطنع سيكون بمثابة الرسالة السيئة إلى العراقيين الذين عليهم أن يعلموا أن الولايات المتحدة لن تذهب قبل أن تنهي مهمتها.. ورسالة سيئة لقواتنا التي هي بحاجة لأن تعرف أننا جديون في رغبتنا في إنهاء المهمة التي يخاطرون من أجلها بحياتهم".

وقال بوش أيضا "وهذا الأمر سيكون بمثابة رسالة سيئة إلى العدو الذي سيعلم فور ذلك أنه لم يعد أمامه إلا أن ينتظر رحلينا.. سوف نبقى في العراق طالما كان وجودنا ضروريا ولن نبقى يوما واحدا إضافيا".

وحذر شعبه من أن الخطر لا يزال ماثلا في العراق، وأن المزيد من الصعوبات لا تزال متوقعة فيه.

ووصف العمل في العراق بأنه صعب وخطير، وأنه "مثل معظم الأميركيين" يرى صور العنف والدم ويدرك أن الرعب والألم اللذين يشعر بهما العراقيون حقيقيان.

وفي محاولة لحشد الدعم الداخلي لسياسته في العراق، وتبرير يقاء قوات الإحتلال قال بوش "أمام كل هذا العنف أعلم أن الأميركيين يتساءلون هل التضحية تستحق هذا الألم؟" وأجاب بأن "هذا الأمر يستحق الألم وهو أمر حيوي بالنسبة لأمن بلدنا مستقبلا".

وقد انتهز الرئيس فرصة حلول الذكرى الأولى، لما أسماه نقل السيادة إلى العراقيين لتخفيف شكوك الأميركيين تجاه مهمة قواتهم هناك التي لا تلوح في الأفق أي بوادر لنهايتها على المدى القريب.

وعدد بوش في خطابه ما وصفها بالنجاحات الإستراتيجية للسياسة المتبعة في العراق منذ الإطاحة بالنظام السابق، رغم الخسائر التي تكبدتها القوات الأميركية في تلك الحرب والتي تجاوزت 1740 قتيلا بحسب الإحصاءات الأميركية الرسمية.

وأشار إلى انتخابات الـ30 من يناير/كانون الثاني الماضي وتشكيل لجنة لكتابة دستور جديد للعراق، كعلامات على حدوث تقدم على الجبهة السياسية في تلك البلاد.

وجاء ذلك الخطاب في ظل استياء متزايد لدى الرأي العام الأميركي من جدوى الحرب، ومعارضة في الكونغرس لتجاهل بوش احتمال وضع جدول زمني للانسحاب من العراق.


وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن هذا الخطاب يأتي بعد يوم من إدانة المحكمة العالمية حول العراق كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وقوات التحالف بشأن ما يجري في العراق.

وأوصت المحكمة في ختام ثلاثة أيام من جلسات الاستماع بإجراء تحقيق شامل حول المسؤولين عن "جرائم العدوان والجرائم ضد البشرية في العراق"، بدءا بالرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وكل المسؤولين الحكوميين من التحالف العسكري.

وقالت رئيسة هيئة المحلفين بالمحكمة الهندية أرونداتي روي إن "هدفنا هو الحصول على انسحاب القوات الأميركية والبريطانية".

وتضم المحكمة نحو 200 منظمة غير حكومية، وتأسست عام 2003 على غرار محكمة راسل التي أدانت نهاية الستينات الحرب الأميركية على فيتنام.

التعليقات