المفاوضات حول الملف النووي الإيراني تتواصل في فيينا

تشهد فيينا اليوم، الخميس، اليوم الثاني من ماراثون المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي استؤنفت أمس الأربعاء بين الدول الكبرى وطهران والرامية لتحقيق اختراق يتيح التوصل في غضون ستة أسابيع إلى اتفاق شامل بين الطرفين.

المفاوضات حول الملف النووي الإيراني تتواصل في فيينا

تشهد فيينا اليوم، الخميس، اليوم الثاني من ماراثون المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي استؤنفت أمس الأربعاء بين الدول الكبرى وطهران والرامية لتحقيق اختراق يتيح التوصل في غضون ستة أسابيع إلى اتفاق شامل بين الطرفين.
ومفاوضات الأربعاء التي شارك فيها كل من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، ستستأنف اليوم بدون كيري الذي سيغادر العاصمة النمساوية صباحا، ولكن سيحضرها بالمقابل الوزير الإيراني ومفاوضو مجموعة خمسة زائد واحد (الدول الست الكبرى) التي تترأسها آشتون.
وأمام إيران والقوى الست التي تتفاوض معها ستة أسابيع للتوصل إلى اتفاق شامل هدفه منع طهران من امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني.
وأقر الوزيران الأميركي والإيراني بأن الهوة التي تحوّل دون التوصل لاتفاق لا تزال كبيرة بين الطرفين، في حين أكدت واشنطن أنها ترفض "في الوقت الراهن" البحث في إمكانية تمديد المهلة النهائية المحددة للتوصل الى اتفاق والتي تنتهي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال مسؤول أميركي الأربعاء "أعتقد أنه بعد الاجتماع الثلاثي واجتماع الخميس، سنرى بشكل أوضح المسار الواجب سلوكه حتى 24 تشرين الثاني(نوفمبر)".
وأوضح هذا المسؤول أن التوصل إلى اتفاق ضمن هذه المهلة لا يزال ممكنا "تقنيا" شرط "أن تتخذ قرارات سياسية".
وصرح كيري في باريس قبل الاجتماع الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنا في المهلة المحددة رغم أنه ما زال يتعين القيام بالكثير من الأمور.
وقال كيري للصحافيين بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف "لا أعتقد أنه (الاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي) بعيد المنال ولكن لدينا قضايا صعبة تتطلب حلا".
ورفض كيري التعليق على ما يرجحه العديد من الخبراء وهو تمديد المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق.
وقال "يجب أن نواصل المحادثات الجدية، وهو ما سنقوم به وسنجري تقييما إلى أين نصل".
وأضاف "لا اعتقد أن إطلاق الكثير من التكهنات في الوقت الحالي سيخدم أي هدف". وصرح مسؤول بارز في الخارجية الأميركية الأربعاء أن تاجيل الموعد النهائي ليس محل نقاش حاليا".
وأضاف "نحن لا نتحدث عن تمديد .. لا يزال أمامنا الكثير من الوقت للقيام بذلك .. إذا اتخذ الجميع القرارات الضرورية".
لكن لافروف قال في مؤتمر صحافي منفصل في باريس إن مهلة تشرين الثاني(نوفمبر) "ليست مقدسة".
وقال "نأمل في الحصول على نتيجة بحلول ذلك التاريخ، ولكنني واثق من حيث المبدأ أن المهم ليس المواعيد التي تحدد بشكل اصطناعي، ولكن جوهر الاتفاق ونوعيته".
ولكن وزير الخارجية الإيراني ألمح إلى ضرورة تأجيل المهلة النهائية من أجل مناقشة ما وصفه ب "طرق جديدة جدية ومبتكرة".
وصرح للتلفزيون الحكومي في وقت متأخر من الثلاثاء عقب محادثات مع مفاوضين أميركيين وأوروبيين"هذه المحادثات ستستغرق وقتا .. ومن الممكن أن نحتاج إلى مزيد من الوقت لمناقشة هذه الحلول".
ومجموعة الست التي تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي تضم الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إلى جانب ألمانيا.
وترغب مجموعة 5+1 في أن تخفض إيران نشاطاتها النووية لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من عقد بشان هذا البرنامج، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وفي تشرين الثاني(نوفمبر) 2013 توصلت إيران ومجموعة 5+1 إلى اتفاق مرحلي وأمهلت نفسها حتى 20 تموز(يوليو) للتوصل الى اتفاق دائم. إلا أنها لم تتمكن من ذلك ما دفعها الى تأجيل المهلة إلى 24 تشرين الثاني(نوفمبر).
ونقطة الخلاف الأساسية تبقى قدرات إيران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووي في حال الوصول إلى درجات عالية من النقاء في التخصيب.
ويبدو أنه تم إحراز تقدم في تغيير تصميم مفاعل تبنيه إيران في أراك لكي ينتج بلوتونيوم أقل وكذلك ضمان عمليات تفتيش أكبر وحصر الأنشطة في منشأة فوردو المحصنة.
وتشمل نقاط الخلاف الأخرى وتيرة رفع العقوبات والجدول الزمني الذي سيحدد للاتفاق وتحقيق الأمم المتحدة في احتمال وجود "أبعاد عسكرية" لأنشطة إيران في السابق.
وبدأ العديد من المحللين يتوقعون تمديد المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق.
وقال علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس إن "اتفاقا كاملا بحلول 24 تشرين الثاني(نوفمبر) لم يعد محتملا. إنما الممكن هو تحقيق اختراق يمكن أن يبرر إعطاء الجهود الدبلوماسية المزيد من الوقت".
والتكهنات حول احتمال تمديد المهلة عززتها تعليقات مسؤولين إيرانيين بينهم الرئيس حسن روحاني.
وقال روحاني للتلفزيون الرسمي الجمعة "نرغب في أن تحل المسألة خلال أربعين يوما لكن إذا حصلت أمور أخرى ولم نتمكن من حل كل المشاكل، فان الجانبين سيجدان حلا".

 

التعليقات