إيطاليا... إلى أين؟

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من خلال استفتاء رسمي، كان الردّ الذي ترقّبه العالم كلّه في حينها "لا"، ويبدو أنّ إيطاليا تسير على نفس الطريق، مع ظهور مخاوف من خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، على غرار بريطانيا.

إيطاليا... إلى أين؟

رويترز

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال استفتاء رسمي، كان الردّ الذي ترقّبه العالم كلّه في حينها 'لا'، ويبدو أنّ إيطاليا تسير على نفس الطريق، مع ظهور مخاوف من خروج هذا البلد من الاتحاد الأوروبي، على غرار بريطانيا، وذلك بعد تصويت الناخبين بالرفض على التعديلات الدستورية المقترحة من قبل رئيس الوزراء ماتيو رينزي، الأحد الماضي.

وكانت التعديلات المقترحة، تتمحور حول تدعيم مجلس النوّاب على حساب مجلس الشيوخ الذي يحظى بالنفوذ الأكبر في السلطة التشريعيّة الإيطاليّة، وصوّت 59٪ من الإيطاليين بـ'لا'، مما يثير مخاوف بانقضاض اليمين على السلطة.

من التصريحات السابقة لزعيم 'حركة خمس نجوم'، ورئيس الحكومة السابق سيلفيو بيرلسكنوني، وزعيم 'عصبة الشمال' ماتيو سالفيني، تكمن المخاوف الأوروبيّة من خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، إذ تعهّد هؤلاء في حال وصولهم إلى السلطة، فإنّهم سيتوجهون إلى جمع التوقيعات خلال استفتاء شعبي على غرار بريطانيا.

اقتصاد يتهاوى

تعتبر ألمانيا، الناجية الوحيدة من اقتصادات الاتحاد الأوروبي التي تنهار شيئًا فشيئًا، إذ تمّ اعتبار ميركل بكونها 'آخر المدافعين عن الغرب الليبرالي'، والتي بدورها كانت من أشدّ الداعمين لرئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينزي'.

بعد التصويت ضد الإصلاحات الدستوريّة، انهار اليورو إلى أدنى مستوياته منذ عامين، أمام الدولار الأميركي، فقد بدا واضحًا ارتباك أسواق المال بشأن الاقتصاد الإيطالي، إلا أنّ اليورو تمكن من تقليص خسائره، لترتفع أسهم البنوك بعد تكبّد خسارات وصلت إلى 6٪، مع احتمالية إعلان إفلاس 8 بنوك إيطاليّة، من ضمنها أقدم بنك في العالم.

وتعاني البنوك الإيطاليّة من أزمة شديدة وتخبّط غير واضح، وذلك بسبب تخمة القروض المعدومة، مما دعا الحكومة الإيطالية إلى مطالبة مديري البنوك والمستثمرين بإنشاء صندوق إنقاذ للبنوك المتعثرة بقيمة 5.5 مليار دولار.

انقضاض اليمين

ومع توقّعات صعود اليمين في فرنسا، وصعود اليمين في كلّ من المجر وبولندا، عدا عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركيّة، وكذلك صعود نبرة اليمين في إيطاليا، خاصة بعد استيلائهم على رئاسة 30 مدينة إيطاليّة، أهمّها روما، العاصمة الإداريّة، والعاصمة الاقتصاديّة ميلانو.

واعتبر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أنّ نتيجة الاستفتاء تعدّ تطوّرًا سلبيًّا على الأزمة التي تمرّ بها أوروبا، مؤكدًا على أنّ التصويت الإيطالي كان مجرد مقياس للمشاعر الرافضة للمؤسسات الحاكمة في أوروبا ككل.

وأمام تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا منذ خمس سنوات، بدأ زعماء اليمين في أوروبا بتسويق أنفسهم كون أوروبا جدار منيع في وجه اللاجئين والهاربين من جحيم الحروب، إذ أنّ رئيسة الجبهة الوطنيّة الفرنسيّة، مارين لوبن، كانت قد ألمحت في وقت سابق لخروج إيطاليا وهولندا من الاتحاد الأوروبي.

وصرّح رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، 'نحن اليوم مصممون على الحفاظ على وحدة أعضائنا السبعة والعشرين، إنها لحظة تاريخية، ولكنها بالطبع ليست لحظة لإبداء رد فعل هستيري'.  بينما ردّ رئيس وزراء بلجيكا من بروكسل، بقوله إنّ أوروبا قد تلقّعت صفعة كبيرة، داعيًا إلى العمل على إعادة إحياء المشروع الأوروبي.

التعليقات