بريطانيا بدأت آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي

تحرص بريطانيا على عدم الكشف عن الحجج التي ستستخدمها في مفاوضات بريكست التي ستدوم عامين، وتقول لندن إنها لن تدفع الفاتورة التي سيقدمها الاتحاد الأوروبي أو على الأقل لن تدفعها كاملة

بريطانيا بدأت آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي

توسك (يمين) مستلما رسالة الانفصال من بارو (أ.ف.ب)

بعد تسعة أشهر على التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، أطلقت بريطانيا اليوم، الأربعاء، عملية الخروج التاريخية من الاتحاد الأوروبي وفتحت فترة سنتين من المفاوضات الصعبة للانفصال عن هذا التكتل الذي انضمت اليه بتحفظ قبل 44 عاما.

ورسالة الانفصال التي وقعتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مساء أمس الثلاثاء، سلمها السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، تيم بارو، لرئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، لتنطلق بذلك رسميا آلية الخروج من الاتحاد.

وإعلان إطلاق هذا الانفصال غير المسبوق في تاريخ الاتحاد الأوروبي، الذي احتفل للتو بالذكرى الستين على تأسيسه، أكدته ماي أمام النواب في برلمان ويستمنستر. وقالت ماي إنه 'لا عودة إلى الوراء' عن هذه الخطوة داعية البلاد إلى 'الوحدة'.

ولا تزال بريطانيا تشهد انقساما كبيرا بين مؤيدي ومعارضي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي الذي أيده 52% من السكان في 23 حزيران/يونيو 2016.

وتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي تنص على خروج دولة عضو من الاتحاد الأوروبي، يعتبر ساريا اعتبارا من اللحظة التي تسلم فيها توسك الرسالة باليد.

ولا يزال مضمون الرسالة سريا، اذ تحرص بريطانيا على عدم الكشف عن الحجج التي ستستخدمها في المفاوضات التي ستدوم عامين. لكن المحللين يرون أن هذه المهلة قد لا تكفي لفك الروابط التي نسجت على مدى أربعة عقود والملفات المعقدة التي سيتم التباحث بشأنها سواء على صعيد التجارة أو القضاء أو القضايا الإنسانية.

وترفض ماي ضمان حقوق نحو ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون في بريطانيا بينما هدفها الأساسي يقوم على الحد من الهجرة القادمة من الاتحاد الأوروبي.

وألمح الوزير المكلف ملف بريكست، ديفيد ديفيس، إلى أن لندن لن تدفع الفاتورة التي سيقدمها الاتحاد الأوروبي أو على الأقل لن تدفعها كاملة خصوصا في ما يتعلق بالبرامج التي التزمت بها بلاده قبلا.

وقال مسؤول اوروبي كبير إن المفوضية الأوروبية قدرت قيمة الفاتورة بين 55 و60 مليار يورو.

التعليقات