رمضان أقسى الشهور على اللاجئين الأفغان

بعد أن اضطروا لترك منازلهم في أفغانستان جراء الاشتباكات، يعاني النازحون، ظروفا معيشية قاسية للغاية في مخيمات النزوح، خاصة خلال شهر رمضان.

رمضان أقسى الشهور على اللاجئين الأفغان

بعد أن اضطروا لترك منازلهم في أفغانستان جراء الاشتباكات، يعاني النازحون، ظروفا معيشية قاسية للغاية في مخيمات النزوح، خاصة خلال شهر رمضان.

ويحاول النازحون المقيمون في مخيم شيدائي في إقليم هرات غربي أفغانستان، تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال العمل في مهن بسيطة وعبر تبرعات فاعلي الخير، إلا أنهم كثيرا ما يضطرون إلى الإفطار على الخبز فقط بعد نهار طويل من الصيام.

تحدث جمعة نزار الهارب مع عائلته من الاشتباكات في ولاية قندوز للأناضول عن ظروف الحياة في المخيم، قائلا إنهم اضطروا إلى ترك منزلهم قبل 6 أشهر بعد هجوم لطالبان، واللجوء إلى المخيم.

يواجه جمعة ظروف الحياة الصعبة مع زوجته وأبنائهما الثمانية، ويضطرون إلى الاكتفاء بالخبز فقط في أيام الصيام.

يقول جمعة إنه يعمل طوال النهار وهو صائم ليتمكن من إعالة أسرته، وكثيرا ما فقد الوعي خلال العمل بسبب الحرارة الشديدة.

وأشار جمعة إلى أنه وأسرته لم يتلقوا أي مساعدات حتى الآن من الهيئات الخيرية، قائلا إنهم ينتظرون مساعدات فاعلي الخير خلال شهر رمضان.

واضطرت أسرة جمعة إلى بيع جميع أثاث منزلها بسبب الفقر، حتى لم يعد لديهم أغطية تقيهم البرد ليلا كما يقول جمعة.

وبالإضافة إلى المعاناة للحصول على الطعام فإن المياه الصالحة للشرب أيضا لا تتوافر في المخيم، وهو ما يتسبب في مرض أطفال جمعة بشكل متكرر، دون أن يتمكنوا من الحصول على العلاج بسبب عدم توافر المال.

ويتمنى جمعة لو أن الحرب تنتهي في بلاده ليتمكن هو وأسرته من قضاء شهر رمضان في منزلهم، وأداء عباداتهم على الوجه اللائق.

واشتكت إحدى السيدات القاطنات في المخيم، لم ترغب في ذكر اسمها، للأناضول من عدم تلقيها أي مساعدات من الدولة، وقالت إن اثنين من أطفالها الذين في عمر الدراسة يضطرون إلى العمل في السوق كي تجد الأسرة ما تأكله.

ورغم عمل الأطفال إلا أن الأسرة كثيرا ما لا تجد طعاما ويضطرون إلى النوم جائعين، والصيام دون تناول السحور، كما تقول السيدة.

ويقدر عدد النازحين داخل أفغانستان بحوالي مليون شخص، وقال تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية العام الماضي، إن عدد النازحين في أفغانستان تضاعف خلال السنوات الثلاث الأخيرة ليرتفع من 500 ألف عام 2013 إلى مليون عام 2016.

وقالت الأمم المتحدة إن عدد الأفغان الذين اضطروا إلى ترك منازلهم منذ بداية العام الحالي تجاوز الـ 100 ألف.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأفغانية تقول إنها ستتولى أمور النازحين، إلا أن كثيرا منهم لا يحصلون على مكان يقيمون فيه، ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمياه والخدمات الصحية.

وقال تقرير أصدرته الأمم المتحدة إن حالة النازحين في المخيمات بأفغانستان تزداد سوءا، وتتناقص المساعدات الهادفة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ولا يتمكن معظم القاطنين في المخيمات من الحصول على الرعاية الطبية، كما أن كثيرا من الأطفال لا يذهبون إلى المدارس.

ويعتقد أن عدد اللاجئين الأفغان في باكستان وإيران يصل إلى مليونين و600 ألف لاجئ.

التعليقات