البابا يختتم جولته في العراق بأكبر قداس

بدأ البابا فرنسيس، الأحد، إحياء أكبر قداس له في زيارته التاريخية إلى العراق في ملعب في أربيل بحضور آلاف المصلين.

البابا يختتم جولته في العراق بأكبر قداس

(أ ب)

بدأ البابا فرنسيس، الأحد، إحياء أكبر قداس له في زيارته التاريخية إلى العراق في ملعب في أربيل بحضور آلاف المصلين.

وفيما يتسع هذا الملعب لعشرين ألف شخص، إلا أنه لم يمتلئ تمامًا بالحضور، على خلفية تفشي وباء كوفيد-19، في وقت لا يزال العراق بالمراحل الأولى من حملة التلقيح ضد الفيروس.

وصلّى البابا فرنسيس وسط الركام في ساحة حوش البيعة في الموصل عن أرواح ضحايا الحرب حيث أسف لـ"التناقص المأساوي بأعداد المسيحيين"، قبل أن يتوجه إلى قرقوش حيث أدى صلاةً على أحد مسارح الانتهاكات العديدة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في شمال البلاد.

وفي اليوم الأخير من زيارته التاريخية للعراق الذي تحصل وسط إجراءات أمنية مشدّدة، قال البابا قبل أن يبدأ الصلاة قرب أنقاض كنيسة الطاهرة السريانية الكاثوليكية القديمة والمدمّرة في الموصل، "هذا التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط إنّما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره"، مضيفًا "ليس فقط للأشخاص والجماعات المعنية، بل للمجتمع نفسه الذي تركوه وراءهم".

(أ ب)

ومسيحيو العراق من أقدم الجماعات المسيحية في العالم، وأرغم أبناؤها، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية، على الهجرة. ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليونًا بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي للعراق.

واستقبل البابا في باحة الكنيسة بالتحيات والتصفيق، فيما جلس المصلون على مقاعد خشبية أمام منصة وضعت ليجلس عليها الحبر الأعظم إلى جانب مسؤولين كنسيين آخرين، بينهم رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب موسى.

ورحبّ البابا في كلمته بدعوة ميخائيل في كلمة ألقاها قبله إلى "أن تعود الجماعة المسيحية إلى الموصل وتقوم بدورها الحيوي في عملية الشفاء والتجديد".

وصلّى "من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة"، مؤكدا أن "الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب".

واكتست هذه المحطة أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وقد تعرّضت كنائسها وأديرتها التراثية العريقة لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف.

ولم تخل زيارة البابا من تحديات أمنية. فقد رافقت مروحيته من أربيل إلى الموصل خمس مروحيات عسكرية عراقية. وبعد نزوله منها، توجه إلى الباحة بسيارة مصفحة.

وقال البابا في كلمته، الأحد، من الموصل "إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية التي دمّرت دور العبادة القديمة"، مضيفًا "ألوف الألوف من الناس، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وغيرهم هجروا بالقوة أو قتلوا". وكان البابا سمّى الأيزيديين الجمعة بـ"الضحايا الأبرياء للهجمية المتهورة وعديمة الإنسانية".

التعليقات