الأمم المتحدة تندد بالقصف بالإيراني بكردستان العراق.. "انتهاك للسيادة العراقية"

ولاحقا، الإثنين، دانت وزارة الخارجية العراقية "بعبارات شديدة" الضربات التي تشكل "تجاوزا سافرا لسيادة العراق وأمن مواطنيه".

الأمم المتحدة تندد بالقصف بالإيراني بكردستان العراق..

من قصف سابق على كردستان العراق (Gettyimages)

قتل شخص وأصيب ثمانية على الأقل بجروح في سلسلة ضربات إيرانية استهدفت، الإثنين، مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة تتواجد في إقليم كردستان العراق الشمالي.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن المصدر قوله "شنّت إيران ضربات بالطائرات المسيّرة والصواريخ مستهدفة مراكز للأحزاب الإرهابية في منطقة شمال العراق".

وقال قائم مقام قضاء كويسنجق طارق الحيدري لـ"فرانس برس" إن "شخصا قتل وأصيب ثمانية بجروح جراء قصف إيراني بخمسة صواريخ استهدف مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" يقع في محافظة أربيل.

وأكد بيان لوزارة صحة الإقليم مقتل شخص وإصابة ثمانية بجروح جراء القصف.

ولاحقا، الإثنين، دانت وزارة الخارجية العراقية "بعبارات شديدة" الضربات التي تشكل "تجاوزا سافرا لسيادة العراق وأمن مواطنيه".

ويقع المقر الذي تعرض للقصف في قضاء كويسنجق، التابع لمحافظة أربيل.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان الأسود في السماء بعد وقت قصير من الغارات.

تزامنا مع القصف، تعرضت مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة بينها "كومالا" والحزب الشيوعي الإيراني، لقصف نفّذته طائرة مسيرة.

وقال عطا سقزي القيادي في حزب "كومالا" لفرانس برس "قصفت طائرة مسيرة حوالى الثامنة صباحا، مقرات أحزاب ‘كومالا‘ و‘الحزب الشيوعي الإيراني‘ في منطقة زركويز" الواقعة شرق مدينة السليمانية.

وأكد "عدم وقوع ضحايا لأن المقرات كانت خالية، لتلقيهم نداء إنذار".

وفي إيران، أكد مصدر عسكري إيراني وقوع هجمات بـ"صواريخ وطائرات مسيرة" على "مقار جماعات إرهابية في المنطقة الشمالية من العراق".

وتكررت هذه الضربات الإيرانية منذ أيلول/ سبتمبر، مع تواصل الاحتجاجات في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة 22 عامًا بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق.

قبل شهرين، شنت إيران هجمات ضد كومالا والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (PDKI) اللذين لهما قواعد في كردستان العراق، على الحدود مع إيران.

وتدعو هذه الأحزاب باستمرار إلى "تظاهرات سلمية" منددة في الوقت نفسه بقمع الاحتجاجات التي انطلقت بعد وفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر، عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية.

والإثنين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أكثر من 30 من المسؤولين الإيرانيين البارزين والمؤسسات، على خلفية الحملة الأمنية ضد المتظاهرين وإمداد روسيا بالطائرات المسيرة.

وازدادت الضغوط على طهران مع إعلان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه سيعقد في 24 تشرين الثاني/نوفمبر جلسة للبحث في "تدهور أوضاع حقوق الإنسان" في إيران.

ونددت الولايات المتحدة الثلاثاء بالهجمات الإيرانية عبر الحدود، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ" للسيادة العراقية.

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، من بالي في اندونيسيا إيران "التي انتهكت بشكل متكرر وصارخ سيادة العراق إلى وقف هذه الهجمات والامتناع عن مزيد من التهديدات لوحدة أراضي العراق".

كما استنكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق الضربات الإيرانية في تغريدة جاء فيها "ندين تجدّد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، والتي تنتهك السيادة العراقية".

في نهاية أيلول/سبتمبر، لقي ما لا يقل عن 14 شخصًا حتفهم وأصيب 58 آخرون بجروح، بينهم نساء وأطفال، وفقا لقوات مكافحة الإرهاب في أقليم كردستان العراق، جراء استهداف مواقع أحزاب كردية إيرانية معارضة تنتقد قمع التظاهرات في إيران.

بعد تلك الضربة القاتلة، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيواصل شن هجمات ضد هذه الفصائل المتواجدة في إقليم كردستان الذي تربطه علاقات متوترة مع الحكومة المركزية في بغداد، ويعتبر مسرحًا لقصف تركي متكرر يستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني.

وتستهدف أنقرة مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، تعتبرها قواعد خلفية للجماعة المسلحة الكردية التركية التي تصنفها أنقرة وحلفاؤها على أنها "إرهابية".

ولم تتخذ حكومة بغداد أي إجراء حاسم لوقف الهجمات التي يشنها الأتراك والإيرانيون على الإقليم.

وقال رئيس الوزراء العراقي الجديد، محمد شياع السودني خلال لقاء مع الصحافيين، السبت، في بغداد بهذا الخصوص إن حكومته يجب أن "تتخذ كل الاجراءات وفقا للسياقات القانونية الدولية".

وأضاف "نرفض أي عدوان من أي دولة سواء كانت إيران أو تركيا".

التعليقات