إيران تستعرض قوتها العسكرية في خضم التوتر المتصاعد مع إسرائيل

شكّل العرض العسكري الذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للجيش، فرصة للقوات المسلحة الإيرانية لإظهار حجم ترسانتها؛ وذلك في مواجهة التهديدات بهجوم إسرائيلي للرد على هجومها غيرالمسبوق الذي شنته على إسرائيل في مرحلة بالغة التوتر إقليميا.

إيران تستعرض قوتها العسكرية في خضم التوتر المتصاعد مع إسرائيل

(Getty Images)

سعت إيران من خلال استعراض منظوماتها الصاروخية وطائراتها المسيّرة في عرض لمناسبة اليوم الوطني للجيش، اليوم الأربعاء، إلى إظهار "جاهزيتها" لمواجهة ردّ محتمل من إسرائيل على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الجمهورية الإسلامية على إسرائيل.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وشكّل العرض السنوي للقوات المسلحة مناسبة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لإطلاق تحذيرات جديدة لإسرائيل، وقال في كلمة أمام أبرز قادة الجيش والحرس الثوري بعد العرض الذي أقيم في قاعدة عسكرية قرب طهران "إذا ارتكب النظام الصهيوني أدنى عدوان على أرضنا سيؤدي ذلك إلى رد قاس وعنيف".

وأكدت إسرائيل أنها ستردّ على الهجوم الذي شنّته إيران ليل السبت الأحد، على رغم إعلانها أنها تمكنت بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، من اعتراض غالبية المسيرات والصواريخ التي أطلقتها طهران. وتؤكد الدولة العبرية أن عدد المقذوفات تجاوز 300.

وشدد رئيسي على أن هجوم طهران "أظهر... أن قواتنا المسلحة جاهزة". وأضاف أن العملية "أثبتت أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وكسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر". وأكد أن الهجوم كان "إجراء دقيقا ومحدودا وعقابيا" ردا على استهداف إسرائيل لقنصلية بلاده في دمشق في الأول من نيسان/ أبريل، مما أسفر عن مقتل سبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان بارزان.

وكما في السنوات السابقة، كان العرض العسكري مناسبة للقوات المسلحة الإيرانية لإظهار حجم ترسانتها. وتخلله عرض طرازات مختلفة من المسيرات مثل "مهاجر" و"أبابيل" و"آرش"، أو أنظمة صاروخية من طراز "دزفول" و"إس 300" الروسي الصنع. كما عرضت العديد من المركبات العسكرية منها دبابة "تيام" المحلية، إضافة إلى مشاركة عناصر مشاة من الجيش والحرس الثوري.

ونقلت وكالة "إيسنا" عن قائد القوات الجوية للجيش، حميد واحدي، قوله "نحن جاهزون بنسبة 100% (...) سواء من ناحية الغطاء الجوي أو القاذفات، ومستعدون لضرب الأهداف خاصة بطائرات سوخوي 24 (الروسية)". وفي كلمته، جدد رئيسي انتقاد الدول التي "سعت إلى تطبيع علاقاتها مع النظام الصهيوني"، معتبرا أن قادتها "يذلّون أمام شعوبهم، وهو ما يشكل فشلا إستراتيجيا" لإسرائيل، من دون أن يذكر أي دولة بالاسم.

وفي أعقاب هجوم نهاية الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة، أمس، الثلاثاء، عزمها فرض "عقوبات جديدة على إيران، بما في ذلك برامجها لتطوير مسيرات وصواريخ" والحرس الثوري ووزارة الدفاع. كما دعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، الذي يزور إسرائيل، دول مجموعة السبع إلى فرض "عقوبات منسقة" على إيران.

وفي غضون ذلك، تستمر الحياة على طبيعتها في طهران حيث رفعت لافتات وجداريات تحتفي بالهجوم على إسرائيل. ولدى سكان العاصمة، راوحت الآراء بين الإقرار بإمكانية وقوع الحرب، وعدم الاكتراث لما قد تسبّبه.

وقالت إحدى المواطنات، تحدثت لوكالة "فرانس برس" خلال مرورها من إحدى الساحات الرئيسية في المدينة "نحن مسلمون ولا نهتم بالحرب لأننا نؤمن أنه إذا أراد الله أن تندلع حرب، فسوف يكتب لنا النجاة".

من جانبه، أكد حسين وهو محام يبلغ من العمر 50 عاما أن الإيرانيين "مستعدون لمواجهة كل شيء" عندما يتعلق الأمر بـ"الدفاع عن الوطن". وتابع "بلادنا تواجه عقوبات اقتصادية والعديد من الأشخاص يواجهون صعوبات لكن الدفاع عن بلدنا أقوى من أي عقبة".

التعليقات