تقرير: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان أصاب نظام دفاع جوي روسي الصنع

شركة "بلانت لابز" التقطت صباح الإثنين صورا بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي استهدفته إسرائيل في أصفهان، في إطار "ردها" على الهجوم الإيراني غير المسبوق الذي استهدف مواقع عسكرية في إسرائيل ليلة الـ13 من الشهر الجاري.

تقرير: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان أصاب نظام دفاع جوي روسي الصنع

موقع دفاع جوي بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان (أ.ب.)

تشير صور بالأقمار الاصطناعية تم التقاطها، يوم الإثنين، إلى أن الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل والتي استهدفت مدينة أصفهان بوسط إيران، أصابت نظام رادار لمنظومة دفاع جوي روسية الصنع، وهو ما يتناقض مع نفي المسؤولين في طهران المتكرر لأي أضرار ناجمة عن الهجوم.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركي، مساء اليوم، الإثنين، وأوردت صور أقمار اصطناعية. واعتبرت أن "الضربة التي استهدفت رادار ‘إس 300‘، فيما يبدو أنها ضربة محدودة للغاية من قبل الإسرائيليين، ستمثل ضررا أكبر بكثير من هجوم إيران ضد إسرائيل في 13 نيسان/ أبريل الذي استخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ".

واعتبر تقرير "أسوشيتد برس" أن هذه الأضرار التي لحقت بمنظومة الدفاع الجوي الروسية، قد تكون "السبب الذي دفع المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم المرشد الأعلى، علي خامنئي، لرفض مناقشة نتائج الهجوم على الأراضي الإيرانية".

ويرى محللون أن "كلا من إيران وإسرائيل يحاولان الآن تخفيف التوترات في أعقاب سلسلة من الهجمات التصعيدية بينهما"، في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب الإسرائيلية على غزة مستعرة وتلقي بظلالها على المنطقة. في حين قال الخبراء إن "توجيه ضربة إلى نظام الدفاع الجوي الأكثر تقدما الذي تمتلكه إيران وتستخدمه لحماية مواقعها النووية يبعث برسالة".

(أ.ب.)

وقالت زميلة برنامج السياسة النووية في مؤسسة "كارنيغي"، الباحثة نيكول غرايفسكي، والتي كتبت كتابا سيصدر قريبا عن روسيا وإيران: "تظهر هذه الضربة امتلاك إسرائيل القدرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. كانت الدقة ملحوظة للغاية".

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانت لابز" صباح الإثنين، بالقرب من مطار أصفهان والقاعدة الجوية ذات الاستخدام المزدوج، الواقعة على بعد حوالي 320 كيلومترا جنوب طهران، منطقة قريبة كانت بمثابة نقطة نشر لنظام الدفاع الجوي.

وتظهر عبر الصور، وفقا لتقرير "أسوشيتد برس"، "بوضوح علامات الحريق حول ما حدده المحللون، بما في ذلك كريس بيغرز، وهو محلل سابق للصور الحكومية، والذي سبق أن حدده على أنه نظام رادار ‘غطاء قلاب‘ يستخدم في نظام إس 300".

وأظهرت صور الأقمار الصناعية الأقل تفصيلا التي تم التقاطها بعد يوم الجمعة، علامات حروق مماثلة في جميع أنحاء المنطقة، على الرغم من أنه لم يتضح ما كان في الموقع.

(أ.ب.)

وقال بيغرز إنه "يبدو أن المكونات الأخرى للنظام الصاروخي قد أزيلت من الموقع قبل الهجوم – على الرغم من أنها توفر غطاء دفاعيا لمنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران". واعتبر بيغرز أن "هذا بيان قوي، بالنظر إلى النظام والموقع وكيفية استخدامه".

وفتحت الدفاعات الجوية الإيرانية النار، يوم الجمعة، وأوقفت الرحلات الجوية التجارية في معظم أنحاء البلاد. وسعى المسؤولون في أعقاب ذلك إلى التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلي، محاولين وصفه بأنه مجرد سلسلة من الطائرات المسيرة الصغيرة تحلق في السماء.

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية أن "ما حدث... لم يكن ضربة. لقد كانت أشبه بالألعاب التي يلهو بها أطفالنا؛ وليس طائرات مسيرة"، وكانت واشنطن قد بذلت جهودا حثيثة لمنع توسع دائرة الصراع، ومارست ضغوطا كبيرا على تل أبيب من أجل أن يكون "الرد" الإسرائيلي على الهجوم الإيراني محدودا.

التعليقات