بكين تنفي "التجسس الصيني المزعوم" على البرلمان الأوروبي

رفضت الصين "بشدة" اتهامات بالتجسس في ألمانيا، وذلك على خلفية إعلان النيابة العامة الألمانية توقيف ثلاثة ألمان بشبهة التجسّس لحساب بكين؛ واعتبرت الصين أن المزاعم بالتجسس على البرلمان الأوروبي هي افتراء يهدف لتشويهها وإحباط التعاون بين بكين وبروكسل.

بكين تنفي

(Getty Images)

نفت بكين، اليوم الثلاثاء، "كل المزاعم بتجسس صيني مزعوم" منددة بـ"افتراء" بحقها، بعيد إعلان برلين توقيف مساعد لنائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وذلك غداة توقيف ثلاثة ألمان بالشبهة ذاتها.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن "نظرية التهديد بتجسس صيني مزعوم ليست أمرا جديدا لدى الرأي العام الأوروبي"، مدينا "افتراء" هدفه "القضاء على جو التعاون بين الصين وأوروبا".

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "ما نريد أن نشدد عليه هو أن الصين لطالما التزمت بمبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير في تعاونها مع دول العالم، بما فيها أوروبا".

وعبّر عن آماله في "أن يتخلى المعنيون في ألمانيا عن نهج الحرب الباردة ويتوقفوا عن استخدام ما يسمى خطر التجسس للانخراط في ألاعيب سياسية مناهضة للصين".

بدورها، اعتبرت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، الثلاثاء، الاتهامات بتجسس الصين على مجلس النواب الأوروبي "خطرة للغاية"، وذلك بعد إعلان الادعاء في برلين توقيف مساعد لنائب ألماني في البرلمان القاري بشبهة التجسس لصالح بكين.

وقالت فيزر، في بيان، إنه "في حال ثبت أن أجهزة الاستخبارات الصينية تجسست على البرلمان الأوروبي من الداخل، سيكون هذا اعتداء على الديموقراطية الأوروبية".

وأعلن ممثلو الادعاء الألمان، اليوم، إلقاء القبض على رجل يعمل مع نائب ألماني في البرلمان الأوروبي للاشتباه في تجسسه لصالح الصين.

وقال الادعاء الفيدرالي، في بيان، إن المشتبه به، الذي أعلن عنه اسمه الأول فقط، جيان غ.، تماشيا مع قواعد الخصوصية الألمانية، اعتقل أمس، الإثنين في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا وتم تفتيش منزله.

وبحسب الادعاء، فإن المشتبه به يعمل مع نائب ألماني في المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي منذ عام 2019.

ولم يحدد البيان النائب الألماني.

في المقابل، ذكرت هيئة الإذاعة العامة الألمانية (إيه آر دي) ومجلة "دير شبيغل" أن المشتبه به كان يعمل لصالح ماكسيميليان كراه، من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

ويظهر الموقع الالكتروني للبرلمان الأوروبي أن جيان غو هو أحد مساعدي ماكسيميليان كراه، الذي يعتبر أبرز مرشحي حزب "البديل من أجل ألمانيا" للانتخابات القارية في حزيران/ يونيو المقبل.

وجيان غ. متهم بالعمل لصالح جهاز مخابرات صيني ونقل معلومات حول مفاوضات وقرارات البرلمان الأوروبي في كانون الثاني/ يناير الماضي. ويزعم ممثلو الادعاء أنه تجسس أيضا على المنشقين الصينيين في ألمانيا.

والمشتبه به هو مواطن ألماني عمل كمساعد لكراه في بروكسل منذ العام 2019.

تأتي هذه الأنباء بعد يوم من اعتقال ثلاثة ألمان يشتبه في قيامهم بالتجسس لصالح الصين والإعداد لنقل معلومات عن التكنولوجيا ذات الاستخدامات العسكرية المحتملة في قضية منفصلة.

ورفضت السفارة الصينية في برلين "بشدة" اتهامات بالتجسس في ألمانيا، وفق ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شنيخوا).

وجاء في بيان للسفارة أوردته "شينخوا" أنه "ندعو الجانب الألماني إلى الكفّ عن استغلال مزاعم التجسّس" بغرض "تشويه سمعة الصين" وصورتها.

وأتى النفي الصيني بعدما أعلنت ألمانيا وبريطانيا توقيف أشخاص بشبهة نقلهم معلومات سرية إلى الصين، مع تعمّق المخاوف في الغرب بشأن النشاط التجسسي الصيني.

واتهمت السلطات الألمانية الثلاثي أرفيغ إف. وأينا إف. وتوماس آر. بالمشاركة في مؤامرة تموّلها مؤسسات رسمية صينية لجمع معلومات تجسّسية، بالإضافة إلى تصدير جهاز ليزر إلى الصين بشكل غير قانوني.

واعتبر حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن المعلومات المتعلقة باعتقال مساعد كراه مقلقة جدًا؛ وأضاف الحزب "كوننا لا نملك حاليًا أي معلومات إضافية حول هذا الموضوع، علينا انتظار استمرار التحقيق الذي يجريه النائب العام".

وأوضحت النيابة العامة أن المتهم "هو عنصر في الاستخبارات الصينية".

وأضافت أنه "نقل معلومات في مناسبات عدة خلال كانون الثاني/ يناير 2024 بشأن مفاوضات وقرارات البرلمان الأوروبي إلى موكله في جهاز الاستخبارات"، وقام بالتجسس "على معارضين صينيين بألمانيا لصالح جهاز الاستخبارات" الصيني.

التعليقات