فصائل المعارضة وتركيا تطرد "داعش" من جرابلس

هدف تركيا من عملية "درع الفرات" في سورية طرد تنظيم "داعش" بسبب هجماته في أراضيها، لكن السبب الآخر هو منع الأكراد من السيطرة على مناطق حدودية إذ تعتبر تركيا ذلك خطا أحمر

فصائل المعارضة وتركيا تطرد

حلب (رويترز)

سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سورية، بعد ساعات على بدء أنقرة عملية برية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، وفق ما أفاد مصدران معارضان.

وقال القيادي في "فرقة السلطان مراد" أحمد عثمان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إنه "باتت جرابلس محررة بالكامل"، الأمر الذي أكده مصدر في المكتب الإعلامي لـ"حركة نور الدين زنكي" مشيرا إلى "انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة الباب" التي باتت معقل الجهاديين الأخير في محافظة حلب.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم، الأربعاء، إن موسكو منزعجة بشدة من تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية بعدما أرسلت أنقرة قواتها إلى الأراضي السورية.

وشرعت القوات الخاصة والدبابات والطائرات المقاتلة التركية بدعم من طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أول هجوم منسق لها في سورية، اليوم، في محاولة لطرد تنظيم "داعش" من الحدود ومنع مقاتلي ميليشيا كردية سورية من تحقيق مزيد من المكاسب.

شنت تركيا فجر اليوم أكبر عملية، منذ بدء النزاع في سورية، داخل الاراضي السورية وقال الرئيس رجب طيب اردوغان، إنها تستهدف تنظيم "داعش" وكذلك الأكراد.

وتؤكد تركيا أن العملية الجوية والبرية التي أطلقت عليها اسم "درع الفرات" هدفها إخراج الجهاديين من بلدة جرابلس السورية الواقعة تماما قبالة بلدة كركميش التركية.

وتأتي هذه العملية التركية بعد أيام من مقتل 54 شخصا في تفجير انتحاري في مدينة غازي عنتاب، القريبة من الحدود السورية نسب إلى "داعش". وتتعرض المناطق الحدودية التركية منذ فترة للقصف انطلاقا من البلدات السورية التي يسيطر عليها "داعش".

وقالت مديرة مركز دراسات الامن في جامعة بهجة شهر في إسطنبول، غولنور ايبيت، حول توقيت التحرك التركي الآن، إن "داعش يقوم مباشرة باستهداف الأراضي التركية من سورية ولهذا فإن هذه العملية هي قبل كل شيء رد على ذلك".

وأضافت أنه "كان يمكن أن تتكثف هجمات داعش ولهذا رأت تركيا أن من الضروري اتخاذ هذه الخطوات والتحرك عبر الحدود بإرسال دبابات وجنود".

ووافق المحلل ايمري تونكالب لدى "ستروز فريدبرغ" لاستشارة المخاطر على ذلك، مضيفا أن الوضع الأمني على الحدود شهد تدهورا و"اعتداء غازي عنتاب والقصف على كركميش أمس كانا بمثابة القشة الأخيرة".

لكن ايبيت رأت أن أهداف العملية تنطوي على القضاء على التهديد الجهادي وكذلك منع القوات الكردية السورية من التمركز في المناطق التي يتم تحريرها.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية وتتفق في تصنيفها هذا للحزب مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقالت ايبيت إنه "يسيطر أكراد سورية على قسم كبير من الحدود لكن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على هذا الجزء في الوسط. لذلك فان ما يقلق تركيا هو هل ستنتقل وحدات حماية الشعب إلى المناطق التي يتم تحريرها من داعش؟ بانتقالها إلى هذه المنطقة فان (القوات التركية) تمنع كذلك الأكراد السوريين من التموضع فيها".

وأشار تونكالب إلى أن تركيا لطالما اعتبرت المنطقة الواقعة إلى الغرب من الفرات خطا أحمر لا يمكن أن تسمح للأكراد السوريين أن يتمركزوا فيها.

وأضاف أن أنقرة كادت تختنق عندما انتزعت قوات سورية الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، من الجهاديين بلدة منبج الإستراتيجية جنوب جرابلس والواقعة على الضفة الغربية للفرات، وقال إنه "كان الأمر غير مقبول بالنسبة لتركيا وشكل حافزا إضافيا لدفعها للتدخل بشكل أوسع في سورية".

وقال مسؤول أميركي، اليوم، إن قوات سورية الديمقراطية توقفت عن التقدم شمالا باتجاه جرابلس "لذلك أعتقد أننا هدأنا أبرز مصادر قلق لدى تركيا".

 

التعليقات