أشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، بـ"تراجع كبير في العنف" بعد أكثر من 24 ساعة على إعلان وقف إطلاق النار، إلا أنه قال إن المخاوف الأمنيّة منعت توزيع المساعدات.
وصرح دي ميستورا للصحافيين في جنيف أن القوى التي توسطت في الهدنة، الولايات المتحدة وروسيا، ستقدّم، على الأرجح، تقييمًا شاملًا خلال الساعات أو الأيّام المقبلة.
وأوضح أن التقارير التي تصل إلى مكتبه تشير إلى "انخفاض كبير في العنف"، مع إشارته إلى ورود تقارير عن أعمال عنف، وخصوصًا ليل الإثنين-الثلاثاء، لكن الصورة الأشمل كانت إيجابية مع فجر الثلاثاء.
والاختبار الرئيسي لوقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، هو ما إذا كانت الأطراف المتحاربة ستسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين هم بأمسّ الحاجة إليها.
ونفى دي ميستورا تقارير للأعلام الرسمي التركي، أفادت بأن شاحنات تابعة للأمم المتحدة عبرت، اليوم الثلاثاء، الحدود باتجاه مدينة حلب السورية.
وقال "ليس لدي أي معلومات حول أي شاحنات تابعة للأمم المتحدة تتحرك في هذه المرحلة"، مطالبًا بـ"تطمينات ألا يصاب السائقون والقوافل بأذى".
بدروه، أكّد المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية في المنظمة، ينز لايركي، أنه لم يتم إرسال أي قوافل تابعة للأمم المتحدة عبر الحدود أو داخل سورية، منذ بدء الهدنة قبل 24 ساعة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركيّة إن اتفاق "وقف الأعمال القتالية" يبدو صامدًا، رغم بعض التقارير عن استمرار العنف.
وقال المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر، خلال مؤتمر صحافي "أطلعنا على بعض التقارير بشأن أعمال عنف متفرقة، لكن، حتى الآن، الاتفاق ككل يبدو صامدًا والعنف.. أقل مقارنة بالأيام والأسابيع السابقة".
في حين رحّبت السعودية بوقف إطلاق النار، قائلة إنها تأمل أن يؤدي الاتفاق إلى استئناف محادثات السلام من أجل إنهاء الحرب في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، نقلًا عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن المملكة "تتابع باهتمام بدء سريان الهدنة المؤقتة في سورية".
وأضافت قائلة إن السعودية "تعبر في الوقت ذاته عن ترحيبها باتفاق الهدنة، والذي من شأنه أن يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق".
ونقلت الوكالة عن المصدر قوله، أيضًا، إن "المملكة تؤكد على أهمية التزام نظام بشار الأسد وحلفائه بهذا الاتفاق، وأن يؤدي إلى استئناف العملية السياسية في سورية وفق إعلان جنيف 1".
وإعلان جنيف 1 هو وثيقة أبرمت في 2012 تضع خطوطًا عريضة لمسار السلام، بما في ذلك تشكيل سلطة لحكم انتقالي. وقالت السعودية مرارًا إن على الأسد أن يترك السلطة سواء عن طريق مفاوضات السلام أو بالقوة.
وتقدم روسيا وإيران دعمًا عسكريًا للأسد في مواجهة مسلحي المعارضة، وأرسلت إيران ما قالت إنهم "مستشارون" عسكريون لمساعدة الأسد وسمحت لمقاتلات روسية باستخدام قاعدة جوية إيرانية لشن عمليات في سوريا في آب/أغسطس.
وفي وقت سابق، قالت قطر، التي تدعم، أيضًا، معارضين مسلحين يقاتلون للإطاحة بالأسد، إنها ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بحسب بيان مؤرخ في يوم السبت، نشرته وكالة الأنباء القطرية.
اقرأ/ي أيضًا | الحكومة السورية ترفض إدخال المساعدات لحلب دون تنسيق
وقالت الوكالة إن وزارة الخارجية القطرية "تأمل في أن يسهم تطبيق الاتفاق في التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم لإنهاء الأزمة في سورية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري".
وحثت قطر، كذلك، القوى العالمية على ضمان أن تنفذ قوات الحكومة السورية الاتفاق.
التعليقات