حلب تتعرض لأشرس قصف منذ بدء الثورة

شدد جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، قبضته على منطقة إلى الشمال من حلب، اليوم السبت، كما أحكم حصاره لشرق المدينة، الخاضع لسيطرة المعارضة في ظل قصف جوي مكثف، وهجوم كبير تدعمه روسيا.

حلب تتعرض لأشرس قصف منذ بدء الثورة

(أ.ف.ب)

شدد جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، قبضته على منطقة إلى الشمال من حلب، اليوم السبت، كما أحكم حصاره لشرق المدينة، الخاضع لسيطرة المعارضة في ظل قصف جوي مكثف، وهجوم كبير تدعمه روسيا.

وتمثل السيطرة على مخيم حندرات، الواقع على يبعد بضعة كيلومترات عن حلب، أول تقدم بري كبير للنظام في الهجوم الذي أعلنته، أمس الأول، الخميس. ويقول سكان الشطر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة إن الطيران الحربي النظامي يقصف بقوة لم يسبق لها مثيل.

وبذلك يكون النظام قد سيطر على مخيم للاجئين الفلسطينيين على ربوة مرتفعة، تشرف على أحد الطرق الرئيسية المؤدية لحلب. بعدما ظل مخيم حندرات في قبضة مقاتلي المعارضة لسنوات.

وقال مسؤول في إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في حلب: 'سقطت حندرات'، كما جاء في بيان للنظام يؤكد تقدمه في المنطقة أن 'أعدادًا كبيرة من الإرهابيين' قتلوا.

وأفادت أنباء بمقتل العشرات شرقيّ حلب، منذ أن أعلن الجيش عن الهجوم الجديد في وقت متأخرٍ، الخميس، ما بدّد بقايا الأمل في إحياء وقف لإطلاق النار، توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.

وظل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يناشد روسيا، الأسبوع الماضي، وقف الضربات لكن النداء قوبل بالتجاهل.

ويمثل انهيار جهود صنع السلام وقرار الرئيس السوري، بشار الأسد، بدء هجوم شامل على آخر منطقة حضرية كبيرة في أيدي المعارضة نقطة تحول على ما يبدو، في صراع يصيبه الجمود منذ سنوات. ويبدو الأسد وحلفاؤه أكثر عزمَا مما مضى على سحق المعارضة المسلحة، التي بدأت قبل قرابة ستة أعوام.

(أ.ف.ب)

ويقول سكان شرقي حلب إنهم يتعرضون لأشرس قصف منذ بدء الحرب، وإنه تستخدم فيه قنابل أقوى.

وذكر مسؤولون في المعارضة أن ضربات جوية عنيفة أصابت أربع مناطق على الأقل في شرق حلب، اليوم السبت، وإن طائرات روسية تنفذ أغلب الضربات. وأظهرت لقطات فيديو لمواقع الانفجارات حفرا عميقة وواسعة.

وتقول قوى غربية ومنظمات إغاثة دولية إنها تخشى على حياة أكثر من 250 ألف مدني، يعتقد أنهم محاصرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، المنقسمة منذ سنوات إلى جزء تسيطر عليه المعارضة وآخر تحت سيطرة النظام وميليشيات عراقية وإيرانية وأفغانية.

>> تحت الأنقاض

وحاصر النظام وحلفاؤه، ومن بينهم مقاتلون من إيران والعراق ولبنان، المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شيئا فشيئًا هذا العام، وحققت هدفها بحصار المنطقة بالكامل هذا الصيف، بدعم جوي من روسيا.

وقال قائد جماعة عراقية مقاتلة، موالية للنظام السوري في منطقة حلب، إن الهدف هو السيطرة على حلب بأكملها خلال أسبوع.

وقال دبلوماسي غربي، أمس، الجمعة، إن السبيل الوحيد لسيطرة الحكومة على المنطقة بسرعة هو تدميرها بالكامل 'بطريقة فظيعة ووحشية ستترك آثارا لأجيال'.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إنه وثق مقتل 72 شخصًا منذ أمس، الجمعة، من بينهم خمسة أطفال. وقال السلمو إن عدد القتلى يزيد عن مئة.

الدمار في حلب (أ.ف.ب)

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، 'الغارات مستمرة ومكثفة'، بينما قال أحد سكان حلب 'كل صاروخ عم يعمل مثل هزة أرضية عم نحس فيها قد ما كان القصف بعيد'.

وذكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن إحياء وقف إطلاق النار يتوقف على كل الأطراف المعنية وليس فقط 'التنازلات الروسية أحادية الجانب'.

وأضاف، في مقابلة مع برنامج 'فيستي أون ساترداي' التلفزيوني الإخباري، 'ليس بالإمكان التحدث عن إحياء وقف إطلاق النار إلا بشكل جماعي'.

>> المعارضة: لا حل سياسيًا

من جهته، قال نائب رئيس الائتلاف السوري، موفق نيربية، إن المعارضة 'باتت غير معنية بالحل السياسي'، في أعقاب الهجمات الأخيرة، التي شنها النظام على حلب، فيما هدد رئيس حكومة المعارضة، جواد أبو حطب، بـ'الانسحاب من المفاوضات'.

وأضاف نيربية، خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقدته الهيئة العامة للائتلاف والحكومة المؤقتة، في مقر الأول بإسطنبول، إن 'الحلول السياسية كانت بمثابة الإلهاء لنا وللشعب السوري، عما يحدث له من مجازر كل يوم، والعملية السياسية أصبحت غير ذات معنى في الظروف الحالية'، موضحا 'أصبحنا غير معنيين بالحل السياسي'.

وطالب نيربية المجتمع الدولي بـ'محاسبة عاجلة، ليس فقط للنظام السوري وإنما للحكومتين الإيرانية والروسية، لتحولهما إلى قوة احتلال غاشم، دون أي قانون أو نظام إنساني يتيح لهما ذلك'، مضيفًا 'يحدث هذا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وجود وفد رفيع من قوى الثورة في نيويورك، لبحث حل سياسي للأزمة'.

وناشد كافة فصائل المعارضة المسلحة 'التوحد، لأنه الطريق الوحيد الذي سيسقط النظام الغاشم'، واصفا ما يحدث حاليا في حلب بأنه 'جريمة كبرى تستخدم فيها أسلحة تدميرية همجية، ويواجهها المجتمع الدولي بتخاذل'.

في السياق، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، جواد أبو حطب، في تصريح خاص للأناضول، إن 'الحلول جميعها مطروحة حيال المفاوضات المعلقة في جنيف' مضيفًا 'ندرس الانسحاب من المفاوضات بعد جرائم الأسد وبعد اغتيال وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، يعقوب العمار'.

اقرأ/ي أيضًا | النظام يكثف غاراته على حلب تمهيدا لهجوم بري

وأمس الأول، الخميس، قتل العمار وعدد من القياديين في المعارضة في تفجير انتحاري، استهدف اجتماعًا لهم بريف محافظة درعا، جنوبي سورية.

التعليقات