النظام وحلفاؤه يهاجمون حلب من 4 محاور وسط غارات كثيفة

بدأت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها، اليوم الثلاثاء، هجومًا بريًا من أربعة محاور على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية، تحت غطاء جوي كثيف.

النظام وحلفاؤه يهاجمون حلب من 4 محاور وسط غارات كثيفة

(رويترز)

بدأت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها، اليوم الثلاثاء، هجومًا بريًا من أربعة محاور على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية، تحت غطاء جوي كثيف.

وقال مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية إن 'إعلان الهجوم بدأ بعد 4 أيام من القصف الجوي العنيف، نفّذته مقاتلات روسية وسورية على مواقع مقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية، مبينًا أن عدد الغارات خلال الأيام الخمسة الماضية زاد عن 350 غارة جوية بمعدل 70غارة كل يوم'.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن 'القوات الحكومية تمكنت بعد أقل من ساعتين من بدء الهجوم من السيطرة على عدد من كتل الأبنية في حي الفرافرة الأثرية بمدينة حلب القديمة، بعد انكفاء مقاتلي المعارضة باتجاه عمق المدينة القديمة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي'.

من جهتها، طالبت منظمة الصحة العالمية بإنشاء ممرات إنسانية فورًا، للسماح للمرضى والجرحى في مناطق الصراع الشرقية في حلب بمغادرة المدينة.

وأشارت المتحدثة باسم المنظمة، فضيلة شايب، اليوم الثلاثاء، في جنيف، إلى أنه لم يعد هناك سوى 25 مؤسسة طبية و35 طبيبا في جزء من المدينة السورية، يتعرض بشكل متكرر لهجمات القوات الحكومية وأن هذه المراكز الطبية والأطباء يواجهون أعباء تفوق طاقتهم.

وحسب المتحدثة، فإن أكثر من 200 جريح آخر نقلوا، مطلع الأسبوع الجاري، إلى مراكز صحية مكتظة بالفعل في مناطق شرق حلب وأن المنظمات الإنسانية استطاعت تزويد مناطق أخرى محاصرة في سورية بمواد إغاثية، من بينها أدوية ومواد طبية ولكن جميع الممرات المؤدية لحلب مسدودة.

أما ردود الفعل الدوليّة، فلم ترقَ بعد إلى مستوى الكارثة، فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، اليوم الثلاثاء، روسيا وإيران إلى 'الكف عن سياسة الازدواجية' التي تتبعانها في النزاع السوري ووقف 'جرائم الحرب' التي ترتكبها دمشق.

وقال آيرولت، في مقابلة مع صحيفة 'ليبيراسيون' الفرنسية، إن 'راعي النظام، إيران، وخصوصًا روسيا، يجب أن ترفعا يد (الرئيس السوري، بشار) الأسد. عليهما الخروج من سياسة الازدواجية التي تتبعانها'.

وأضاف أن دمشق 'تذرعت بأصغر خرق لوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض حوله (في التاسع من أيلول/سبتمبر) بين الولايات المتحدة وروسيا لقصف حلب بوحشية'.

وتابع الوزير الفرنسي أن 'النظام يريد بشكل واضح إسقاط هذه المدينة الشهيدة وإجلاء جزء من سكانها المعادين للنظام، ليحل محلهم آخرون موالون له'.

(أ.ف.ب)

واعترف بأن مجموعات المعارضة المعتدلة التي يمكنها أن تأتي إلى طاولة المفاوضات 'قريبة بشكل خطير' من بعض الجماعات الجهادية، مثل تنظيم 'فتح الشام' (جبهة النصرة سابقا)، مشيرًا بذلك إلى موضوع خلاف يؤكد عليه الروس.

وأضاف 'وحدهم الراديكاليون يعطون الانطباع بأنهم قادرون على محاربة النظام بشكل فعال'، معتبرًا أن نظام دمشق 'يعزز التطرف' بالعنف الذي يستخدمه.

وتابع الوزير الفرنسي أن بشار الأسد، وفي نهاية المطاف 'يستغل هذا الالتباس'. وأضاف أن 'الهدف هو ضرب المعتدلين، لأنهم هم الذين يمكنهم الحضور إلى طاولة المفاوضات وهذا ما تريد دمشق تجنبه'.

وتتعرض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لغارات جوية مكثفة منذ فشل الهدنة الأخيرة، التي تفاوض الروس والأميركيون حولها.

وتتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية البالغ عددهم 250 ألف شخص، تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات روسية وسورية منذ أيام، جراء ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في المستلزمات الطبية الضرورية.

اقرأ/ي أيضًا | حلب: تفاقم المعاناة وتواصل الغارات الروسية السورية

وقال آيرولت ان 'الذين يمكنهم وقف (ما يحدث في حلب) ويكنهم لا يفعلون ذلك سيتحملون مسؤولية تجاهلهم مثل هذه الجرائم أو مشاركتهم فيها'.

التعليقات