النظام والروس يستأنفون مجازر حلب

​استأنف النظام السوري وحليفه الروسي، مساء أمس السبت ونهار اليوم الأحد، ارتكاب المجازر ضد المواطنين المحاصرين في أحياء مدينة حلب الشرقية، بقصف جوي ومدفعي بعد انتهاء الهدنة التي أعلنتها روسيا واستمرت مدة ثلاثة أيام.

النظام والروس يستأنفون مجازر حلب

(رويترز)

استأنف النظام السوري وحليفه الروسي، مساء أمس السبت ونهار اليوم الأحد، ارتكاب المجازر ضد المواطنين المحاصرين في أحياء مدينة حلب الشرقية، بقصف جوي ومدفعي بعد انتهاء الهدنة التي أعلنتها روسيا واستمرت مدة ثلاثة أيام.

وطوال ثلاثة أيام كاملة ورغم إعلان الهدنة "إنسانية"، لم يتم إجلاء أي مصاب أو مريض أو محاصر من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتحاصرها قوات النظام والمسلحين الموالين له، وتقصفها يوميًا طائرات النظام والطائرات الروسية.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أكد السبت أن "هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الأمر الذي يظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار". وأعلنت الأمم المتحدة ان الأحياء الشرقية بصدد ازمة عذاء إنسانية قاسية جراء الحصار.

وبدأ النظام وحليفه الروسي هجوما في 22 أيلول/ سبتمبر لاستعادة الأحياء الشرقية ما أدى إلى اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" نظرا لقوة الضربات التي أوقعت نحو 500 قتيل وألفي جريح، بحسب الأمم المتحدة. وليلا، أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية أنه سمع دوي قصف مدفعي في مختلف الأنحاء بعيد انتهاء الهدنة.

وفي حصيلة أولى للمرصد السوري، أسفر هذا القصف عن ثلاثة جرحى على الأقل في الأحياء الشرقية. والهدنة الإنسانية التي انتهت مساء السبت لم تسفر عن مغادرة السكان أو المقاتلين الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 ألف شخص.

ورغم الأوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة أي حركة. في النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.

مواجهات في جنوب حلب

واتهمت السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية السورية فصائل المعارضة بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم. وكانت الأمم المتحدة خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن "الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية" ليست متوافرة.

وتقول الأمم المتحدة أن 200 شخص من المرضى والجرحى يجب إجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المعارضة في حلب. وأفاد المرصد السوري أن قوات النظام سيطرت الأحد على مناطق جديدة عند الأطراف الجنوبية لحلب ما يتيح لها استهداف الأحياء الشرقية.

وقتل عشرون مقاتلا على الأقل في هذه المعارك ينتمي معظمهم إلى جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) بحسب المرصد.

وأسف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، الذي وصل الأحد إلى غازي عنتاب في جنوب تركيا حيث سيزور مخيما للاجئين، لتجدد المعارك.

وقال "إذا كنا نريد أن يعود اللاجئون السوريون يوما إلى بلادهم فينبغي القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف عملية التفاوض للوصول إلى اتفاق سياسي. ولا يمكن الوصول إلى مفاوضات تحت القنابل".

وفي نيويورك، أعلن خبراء تابعون للأمم المتحدة أن جيش النظام السوري شن هجوما كيميائيا على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سورية في 16 آذار/ مارس 2015.

غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 آذار/ مارس 2015 وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 نيسان/ أبريل 2014، بحسب التقرير الذي أرسل الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي.

ومن أصل تسعة هجمات كيميائية مفترضة نظر فيها فريق "آلية التحقيق المشتركة" وتم شنها بين عامي 2014 و2015، نسب المحققون ثلاثة هجمات إلى النظام السوري وهجوما واحدا الى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). 

التعليقات