جنرال حلب... الجزار الإيراني "سيد جواد"

مع توقّف عجلات الحافلات الخارجة من حلب، تتوقّف معها قلوب 800 مدني حاملين معهم بقايا حلب والوجع والحصار وآمالهم في النجاة، كلّ شيء يتوقف بإشارة من يده، وترتجف أياديهم وهم ينظرون إلى باب الخروج، ويسمعون صوت القص والرصاص من خلفهم.

جنرال حلب... الجزار الإيراني "سيد جواد"

(أ.ف.ب)

مع توقّف عجلات الحافلات الخارجة من حلب، تتوقّف معها قلوب 800 مدني حاملين معهم بقايا حلب والوجع والحصار وآمالهم في النجاة، كلّ شيء يتوقف بإشارة من يده، وترتجف أياديهم وهم ينظرون إلى باب الخروج، ويسمعون صوت القص والرصاص من خلفهم. لا أحد منهم يعرف ما الذي ينتظره، الجميع فقط ينتظر، فحياتهم أصبحت مرهونة بإشارة من يد الجنرال الذي يرتدي زيًّا عسكريًّا لا ينتمي لهذا المكان، ويحمل في يده اليمنى سلاحه، وفي اليسرى جها اللاسلكي.

ظلّت الحافلات التي كانت بطريقها إلى خارج منطقة الحصار متوقفة لأكثر من 5 ساعات، حيث أصبح الـ800 مدني فجأة محتجزين كرهائن بين يدي الجنرال الإيراني 'سيد جواد'، ليكتشفوا أنّهم تحوّلوا إلى أداة للضغط على المعارضة السورية، للحصول على مكاسب أخرى على هامش اتفاق وقف إطلاق النار.

صورة لسيد جواد جواد كما تناقلتها وكالات أنباء

كان الجنرال قد طالب الروس عدّة مرّات بفكّ الحصار عن الفوعة وكفريا في محافظة إدلب السورية، لكن لم يكن من المعارضة إلا أن رفضت هذه المطالب، مشيرين إلى أنّ أهالي هذه المناطق لا يقاس وضعهم مع أهالي حلب، مؤكدين على تلقيهم للمساعدات الكافية.

بدأت الأمور تسير بهذه الطريقة، النظام يحاصر القسم الشرقي من حلب وينفذ المجازر بأهله، وقوّات المعارضة تحاصر بلدتي الفوعة وكفريا، حيث تسيطر عليها قوّات حزب الله والميليشيات الإيرانيّة، والجميع يحاول كسب مصالحه خلال اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تمّ أخذ الـ800 المدنيين الخارجين من حلب كرهائن للمفاوضات.

أمّا بالنسبة للجنرال الإيراني جواد، فلم يخلِ سبيل الرهائن إلا بعد قتله لـ14 منهم وسلب ممتلكاتهم، وإعادتهم إلى القسم المحاصر من حلب.

الجزار الإيراني في حلب

بحسب 'لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب'، التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانيّة، فاسمه الأصلي هو 'أحمد مدني'، ولقبه 'سيد جواد'، وهو الذي يتولى مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات 'الحرس الثوري' الإيراني في سورية، وهو أيضًا قائد الميليشيات الإيرانيّة التي تقاتل إلى جانب قوّات النظام.

والجنرال جواد تربطه علاقة وثيقة بقائد فيلق القدس، والمسؤول عن الأنشطة العسكرية والاستخباراتية في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إذ تمّ مشاهدتهما سويًّا وهما يتفقدان مقل الـ14 مدنيّ أثناء فترة احتجاز الرهائن المدنيين الـ800، كما أفادت وسائل إعلام عديدة.

ويتواجد أكثر من 7000 من عناصر 'حزب الله' تحت قيادة جواد، والذين يمارسون عنفًا شديدًا ضد السكان في حلب الشرقية، من خلال استخدام الأسلحة الثقيلة والإعدامات الميدانية.

وكان لجواد الدور الكبير في حصار حلب، والهجمات الأخيرة التي نفذت فيها، والتي اعتبرها الرأي العام العالمي جرائم حرب واضحة، وعلى الرغم من إعلان روسيا وقف إطلاق النار لإجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة، إلا أنّ القوّات الإيرانية وحزب الله عرقلت هذه العملية أكثر من مرة، وذلك حسب أوامر 'الجنرال جواد'.

وخلال عمليّة الإجلاء، تعمد عناصر هذه الميليشيات إطلاق النار على إحدى الحافلات، وإطلاق الصواريخ على حي الراشدين في حلب.

وقالت وكالات أنباء مختلفة، إنّ أعمال الجنرال جواد تهدف إلى تقويض المبادرة التركية الروسية لإجلاء المدنيين من حلب المحاصرة، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة.

وخرق النظام السوري الهدنة، ليعاود تفعيلها مرة أخرى منتصف ليلة الأربعاء، وبموجب هذا الاتفاق تمّ إجلاء عدد من المدنيين والجرحى.

التعليقات