"سورية الديمقراطية" تتقدم بالرقة وواشنطن تقصف مقرات للنظام

قال تحالف قوات سورية الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة، إنه بدأ معركة لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" في سورية في مزيد من الضغوط على التنظيم الذي تتراجع خلافته التي أعلنها في سورية والعراق.

قال تحالف قوات سورية الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة، إنه بدأ معركة لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" في سورية في مزيد من الضغوط على التنظيم الذي تتراجع خلافته التي أعلنها في سورية والعراق.

بالمقابل، شنت الولايات المتحدة هجوما جويا على مقاتلين تدعمهم إيران، قالت إنهم يشكلون تهديدا لقواتها وقوات تدعمها واشنطن في جنوب سورية، وذلك في تصعيد جديد للتوتر بين الولايات المتحدة والقوات التي تؤيد الحكومة السورية.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، التي سعت للابتعاد عن الحرب السورية لتركز في المقابل على محاربة تنظيم "داعش" في العراق وسورية، شنت هجوما مشابها يوم 18 أيار استنكرته دمشق.

 وقال العميد طلال سلو المتحدث باسم التحالف في حديث هاتفي مع رويترز، إن عملية استعادة الرقة بدأت الإثنين، وإن المعركة "ستكون قوية لأن داعش سيستميت للدفاع عن عاصمته المزعومة".

ويتزامن الهجوم مع المراحل الأخيرة من الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من التنظيم.

وكان التنظيم انتزع السيطرة على المدينة من جماعات معارضة في عام 2014، واستخدمها كقاعدة للتخطيط لعمليات في الغرب.

وقالت قائدة الحملة العسكرية في الرقة روجدا فلات، لرويترز إن الهجوم بدأ على منطقة المشلب عند مشارف المدينة من ناحية الجنوب الشرقي، مؤكدة تقريرا سابقا بهذا المضمون من المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال سلو عبر الهاتف من منطقة مزرعة الحكومية، التي تبعد عشرة كيلومترات إلى شمالي الرقة "التحالف له دور كبير جدا لنجاح العمليات... إضافة للطيران هناك قوات تابعة للتحالف تعمل جنبا إلى جنب مع قوات سورية الديمقراطية".

وقال شاهد من رويترز في المنطقة إنّه يسمع أصداء القصف المدفعي والغارات الجوية من بعيد.

وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة إن معركة الرقة ستكون "طويلة وصعبة"، لكنها "ستوجه ضربة قاصمة لفكرة داعش على أنها خلافة موجودة".

ونقل بيان التحالف عن قائد التحالف اللفتنانت جنرال ستيف تاونسند، قوله "من الصعب إقناع المجندين الجدد بالانضمام إلى داعش كقضية رابحة بعد خسارتها عاصمتيها في العراق وسورية".

 وأضاف تاونسند "شهدنا جميعا الهجوم الشنيع في مانشستر ببريطانيا... داعش تهدد كل دولنا وليس فقط العراق وسورية، ولكن أيضا داخل دولنا. هذا لا يمكن أن يستمر".

ومضى قائلا "ما إن تهزم داعش في الموصل والرقة سيكون أمامنا خوض المزيد من القتال الشرس".

وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف، إنه حتى مساء الثلاثاء قصفت طائرات ومدفعية التحالف وحدات تكتيكية للتنظيم ومواقع قتالية ومركبات ومخزن أسلحة.

وأضاف أن التحالف دمر 19 قاربا كان المتشددون يستخدمونها لنقل المسلحين والعتاد عبر نهر الفرات، وهو وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى المدينة من الأراضي التي يسيطرون عليها على الضفة الجنوبية.

وحذر مسؤولون أمنيون في الغرب من زياد احتمالات شن هجمات مثل تفجير مانشستر الشهر الماضي وهجوم لندن يوم السبت، مع خسارة تنظيم "داعش" أراض في سورية والعراق. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجومين.

وقال محمد الشاكر المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية التي انضمت إلى قوات سورية الديمقراطية في فبراير/ شباط إنها دخلت حي المشلب بدعم جوي من طائرات التحالف.

وأضاف "قوات النخبة السورية دخلت منذ ساعة أو ساعتين أول أحياء مدينة الرقة وهو حي المشلب (انطلاقا) من الجهة الشرقية... طبعا بإسناد من قوات التحالف الدولي، إسناد جوي ودعم لوجستي على الأرض".

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن قوات سورية الديمقراطية سيطرت على عدد من المباني في منطقة المشلب، كما هاجمت ثكنات عسكرية والفرقة 17 عند مشارف الرقة الشمالية.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد يعتقد أنهم متحصنون بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومترا من الحدود مع تركيا.

وتسبب القتال حول الرقة منذ أواخر العام الماضي في نزوح عشرات الآلاف اتجه كثير منهم إلى مخيمات بالمنطقة وتقطعت السبل ببعضهم وسط الصحراء.

التعليقات