قتل 8 مدنيين على الأقل في قصف جوي ومدفعي للنظام السوري وقصف جوي للطيران الروسي على الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وأفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أن 4 مدنيين قتلوا في منطقة المرج، فيما قتل مدني وابنته في مدينة كفربطنا، ومدنيان اثنان في بلدة حمورية وجميعها في الغوطة الشرقية.
كما سقط عدد كبير من الجرحى جراء القصف، بعضهم جراحهم خطيرة ما يرشح عدد القتلى للارتفاع، مع تواصل القصف على المنطقة بالرغم من قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار.
وبدأ جيش النظام السوري في 18 شباط/ فبراير حملة عسكرية جوية دامية على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، والتي يسعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى استعادتها.
أوقع القصف المدفعي والغارات الجوية مذاك أكثر من 600 قتيل مدني، في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورغم هدنة إنسانية يومية أعلنتها روسيا، قصف طيران النظام مجددا، أمس الأربعاء، العديد من البلدات في الغوطة وتواصلت المواجهات البرية.
موت وخراب
في 18 شباط/ فبراير أطلقت قوات النظام السوري أكثر من 260 صاروخا فيما شن الطيران غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية.
كما عزز الجيش النظام السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة، واعتبر مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أن "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام".
في 19 شباط/ فبراير أدى القصف الكثيف للجيش السوري على الغوطة الشرقية إلى مقتل 127 مدنيا، في حصيلة للمرصد تعتبر الأسوأ في يوم واحد منذ 2013.
قصف مستشفيات
في 20 شباط/ فبراير، أعلن المرصد السوري أن الطيران الروسي قصف الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وأصاب مستشفى في عربين بات خارج الخدمة. كما استهدف القصف ستة مستشفيات أخرى في 48 ساعة، بات ثلاثة منها خارج الخدمة، بحسب الأمم المتحدة.
وتوافد مئات الجرحى إلى مراكز إسعاف ميدانية في الغوطة الشرقية وسط نقص حاد في الأسرّة أدى إلى معالجة البعض أرضا.
في 21 شباط/ فبراير، ألقت الطائرات القنابل وكذلك البراميل المتفجرة التي تقتل عشوائيا ويثير استخدامها إدانات دولية.
من جهته نفى الكرملين مشاركة روسيا في القصف، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف القتال فورا، مشبها وضع الغوطة الشرقية بـ"جحيم على الأرض".
وطالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ"هدنة" متهما النظام السوري بمهاجمة "مدنيين"، فيما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح لها بدخول الغوطة.
الأمم المتحدة تطالب بوقف للنار
في 22 شباط/ فبراير، كرر سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، تصميم النظام على استعادة كل الأراضي بما يشمل الغوطة الشرقية قائلا: "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلبُا أخرى".
وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقف روسيا وإيران في سورية بأنه "معيب".
في 24 شباط/ فبراير، أصدر مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، قرارا يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في سورية، لثلاثين يوما "من دون تأخير"، بعد 15 يوما من المفاوضات الشاقة مع موسكو.
ولكن في 25 من الشهر ذاته، خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وشنت غارات جوية وقصفا مدفعيا، بحسب المرصد السوري.
وسجلت إصابة 14 شخصا بحالات اختناق بينهم طفل قضى بعد قصف للنظام بحسب المرصد السوري. ولفت طبيب إلى "شكوك في استخدام أسلحة كيميائية، وعلى الأرجح غاز الكلور" في حين نددت موسكو بما اعتبرته "استفزازا".
بوتين يأمر بهدنة سرعان ما انتهكت
في 26 شباط/ فبراير، امر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ"هدنة إنسانية يومية" اعتبارا من 27 شباط/ فبراير، من الساعة التاسعة إلى الساعة الثانية ظهرًا، وخصوصا في الغوطة الشرقية. وأعلنت موسكو أن "ممرات إنسانية" ستفتح لإجلاء المدنيين.
ولكن في اليوم التالي، وبعد ليلة هادئة نسبيا، قصف طيران النظام ومدفعيته الغوطة مجددا وفق المرصد السوري، مشيرا إلى "قذائف وقنابل وبراميل متفجرة تنهمر على الغوطة".
في 28 شباط/ فبراير وبعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة عند أطراف الغوطة الشرقية، قصف طيران النظام مجددا العديد من البلدات.
أعلنت الامم المتحدة أن نحو أربعين شاحنة من المساعدات الإنسانية جاهزة للتوجه إلى الغوطة الشرقية. ولكن رغم تراجع وتيرة القصف، لم يسلك أي من المدنيين الممر الإنساني الذي حدده النظام، ولم يتم إجلاء سوى باكستاني وزوجته.
في الأول من آذار/ مارس، لم تؤد الهدنة الأحادية الجانب إلى نتائج ملموسة على الصعيد الإنساني، واستمرت الضغوط العسكرية لقوات النظام السوري وحليفه الروسي على الغوطة.
اقرأ/ي أيضًا | الأمن الدولي يرجئ التصويت على وقف إطلاق النار في سورية
التعليقات