صحيفة: القذافي ينوي مغادرة طرابلس؛ وفرار 19 عسكريا ليبيا نحو تونس

أفادت صحيفة "وول ستريت جرنال" الجمعة، استنادا إلى مسؤولين أميركيين، أن معمر القذافي "ينوي جديا" مغادرة العاصمة الليبية طرابلس، هربا من غارات حلف شمال الأطلسي الجوية.

صحيفة: القذافي ينوي مغادرة طرابلس؛ وفرار 19 عسكريا ليبيا نحو تونس

 

أفادت صحيفة "وول ستريت جرنال" الجمعة، استنادا إلى مسؤولين أميركيين، أن معمر القذافي "ينوي جديا" مغادرة العاصمة الليبية طرابلس، هربا من غارات حلف شمال الأطلسي الجوية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمن الوطني الامريكي، أن المعلومات التي حصلت عليها واشنطن، تدل على أن الزعيم الليبي "لم يعد يشعر بالأمان" في العاصمة.

ولا يعتقد المسؤولون أن هذا التحول وشيك، ويرون أن القذافي لن يغادر بلاده، في حين يطالب بذلك المتمردون الذين يقاتلونه، كشرط أساسي.. ويبدو أن لمعمر القذافي عدة منازل آمنة، وغيرها من المنشآت في العاصمة، وخارجها، بإمكانه الإقامة فيها.

متحدث باسم الثوار: يمكن للقذافي أن يبقى في ليبيا شرط ألا يكون في أي صيغة حكومية

من جانبه، أعلن محمود شمام، الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن الثوار الليبيين أقاموا اتصالات غير مباشرة مع ممثلي نظام طرابلس، وتحدثوا عن إمكانية بقاء معمر القذافي في ليبيا إذا تنحى عن السلطة.

وأشارت الصحيفة، أن الثوار يرفضون أي دور للقذافي في حكومة مستقبلية، لكنها قد تسمح له بالبقاء في مكان بعيد داخل ليبيا.

وقال شمام: "نعم تلك الاتصالات جارية من خلال وسطاء.. لكن المحادثات لا تجري بشكل مباشر أبدا.. تجري في أحيان في جنوب أفريقيا، وأحيانا في باريس، حيث أوفد القذافي مؤخرا مبعوثا له ليتحدث معنا."

وأضاف: "نرى أن عليه أن يحسم أمره، إما أن يرحل، أو أن يقبل التقاعد في منطقة نائية من ليبيا.. لا نعترض على أن ينسحب إلى واحة ليبية تحت إشراف دولي"، لكنه استطرد قائلا: "شروطنا لم تتغير.. القذافي وأفراد أسرته لا يمكنهم بأي حال المشاركة في حكومة مستقبلية."

وقال شمام إن الثورة يمكنها أن تجري محادثات مع أي "تكنوقراطي أو مسؤول ليبي لم تلوث أيديهم بالدماء"، لتشكيل حكومة مؤقتة، مهمتها تنظيم الانتخابات.

وقال يوم الخميس، وزير خارجية ليبي سابق، انضم إلى الثوار، أنه يعتقد أن القذافي يتفاوض من أجل الحصول على حق اللجوء في دولة أفريقية، أو في روسيا البيضاء.

وقال عبد الرحمن شلقم، أحد أبرز المنشقين على النظام الليبي لقناة كوريري ديلا سيرا التلفزيونية: "أعتقد أنه سيغادر ليبيا خلال بضعة أسابيع."

 

ويواجه الرئيس الاميركي، باراك أوباما، انتقادات متزايدة من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، لأنه يرفض أن يلتمس من النواب إذن مواصلة العمليات العسكرية المستمرة في ليبيا، منذ ثلاثة أشهر.

من جانبه أعلن مسؤول عسكري أميركي، أن حلف شمال الأطلسي لم يعد بما فيه الكفاية لما بعد القذافي.

وصرح الجنرال كارتر هام، وهو أعلى مسؤول عسكري أميركي في إفريقيا للصحيفة: "نحن في المجتمع الدولي، قد يتعين علينا أن نكون في ليبيا بعد يوم من سقوط القذافي، لكن ليس هناك أي خطة، ليس هناك خطة صالحة".. واعتبر أن القذافي قد يسقط سريعا، وقد تكون قوات برية ضرورية سريعا، لحفظ النظام في ليبيا.

وقد تعرضت واشنطن إلى انتقادات شديدة، لأنها لم تعد كما ينبغي لما بعد صدام حسين في العراق، بعد الغزو العسكري سنة 2003، الذي تلته اضطرابات عنيفة، دامت سنوات عديدة، وأدت إلى خسائر بشرية فادحة.


19 عسكريا ليبيا يفرون إلى تونس

وذكرت وكالة أنباء تونس الرسمية، يوم الجمعة، إن قاربا رسا في ميناء بجنوب تونس، يحمل 49 فردا، من بينهم 19 من الجيش الليبي، انشقوا عن نظام العقيد معمر القذافي، وفروا من بلادهم.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة ضباط قولهم، إن فرارهم ليس خوفا من الموت، بل رفضا لقتل أبناء بلدهم، وأضافوا أن عدد القتلى تجاوز 15 ألفا في ليبيا.

ووصل القارب يوم الخميس إلى ميناء في منطقة بن قردان، بالقرب من الحدود بين ليبيا وتونس.. وفر عشرات المسؤولين الليبيين، ومن بينهم وزير الخارجية، ومسؤول كبير بقطاع الطاقة من ليبيا، منذ اندلعت الاحتجاجات ضد القذافي في فبراير / شباط الماضي.

وتقول قوى غربية إن الانشقاقات عن حكومة القذافي، الذي يحكم البلاد منذ 41 عاما، إضافة إلى غارات حلف شمال الأطلسي، وهجمات الثورة المسلحة، ستساعد في إقصائه عن منصبه.

العمليات العسكرية كلفت بريطانيا 420 مليون دولار

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني، وليام فوكس، يوم الخميس، إن العمليات العسكرية البريطانية في ليبيا، تكلفت 260 مليون جنيه استرليني (420 مليون دولار)، واستهلكت الذخيرة ما يزيد على نصف هذا المبلغ.

وقال فوكس في بيان مكتوب للبرلمان، إن تكلفة العمليات 120 مليون جنيه استرليني، وتكلفة استعواض الذخيرة التي أطلقت 140 مليون جنيه استرليني.

وتشارك بريطانيا في عملية حلف شمال الأطلسي العسكرية في ليبيا، لتنفيذ منطقة حظر للطيران منذ مارس / آذار.. وقالت الحكومة في بادئ الأمر إن العملية ستتكلف عشرات الملايين، لكن وزير الخزانة، داني ألكسندر، قال الأسبوع الماضي، إن تكلفة المشاركة البريطانية في العملية قد تصل إلى "مئات الملايين".

وقال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، هذا الأسبوع، إن بمقدور بريطانيا مواصلة عمليتها العسكرية في ليبيا، ما تطلب الأمر ذلك.. وجاءت هذه التصريحات ردا على شكوك أثارها ضباط بريطانيون كبار، بشأن مدى قدرة بريطانيا على المواصلة.

وشكا قادة عسكريون بريطانيون من ضغوط القتال على جبهتين في أفغانستان وليبيا، في الوقت الذي يتعرضون فيه لخفض للإنفاق العسكري، للحد من العجز القياسي في الموازنة العامة.

الأطلسي يطمئن أعضاءه من مسألة هزيمة القذافي

وهون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، آندرس فو راسموسن، أمس الخميس، من شأن دعوة إيطاليا لتعليق العمليات العسكرية في ليبيا، وحاول طمأنة أعضاء مترددين في الحلف الغربي، بشأن إمكان هزيمة معمر القذافي.

وكشفت دعوة إيطاليا لوقف إطلاق النار التوتر داخل الحلف، بعد نحو 14 أسبوعا من بدء حملة القصف، التي فشلت حتى الآن في الإطاحة بالقذافي، لكنها تسبب قلقا متزايدا بشأن التكلفة والخسائر في صفوف المدنيين.

وعندما سُئل راسموسن بشأن دعوة إيطاليا لوقف إطلاق النار، قال الأمين العام للحلف في مقابلة صحفية: "لا.. على العكس.. سنستمر ونواصل حتى النهاية."

وقال لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: "الحلفاء ملتزمون بالقيام بالجهود اللازمة لاستمرار العملية"، وأضاف: "سنأخذ الوقت الذي نحتاجه إلى أن نصل إلى الهدف العسكري.. إنهاء كل الهجمات ضد المدنيين الليبيين، وعودة القوات المسلحة إلى الثكنات، وحرية الحركة للمساعدات الإنسانية."

وصرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن قدرة القذافي على الصمود تقل باطراد، لذلك لا يمكن وقف الضغط عليه الآن.

وقال كاميرون خلال زيارة لعاصمة التشيك: "الوقت في صالحنا وليس في صالح العقيد القذافي ... لذا علينا التحلي بالصبر والإصرار."

التعليقات