ليبيا: مئات آلاف الألغام تعيق تقدم الثوار، والقذافي يؤكد رفضه للمفاوضات

استبعد العقيد معمر القذافي، يوم الخميس، إجراء محادثات مع الثوار المسلحين الذين يسعون لإنهاء حكمه الذي مضى عليه 41 عاما.

ليبيا: مئات آلاف الألغام تعيق تقدم الثوار، والقذافي يؤكد رفضه للمفاوضات

استبعد العقيد معمر القذافي، يوم الخميس، إجراء محادثات مع الثوار المسلحين الذين يسعون لإنهاء حكمه الذي مضى عليه 41 عاما.

وأبلغ القذافي حشدا من مؤيديه في مسقط رأسه سرت، في رسالة صوتية، قال: "أنا لا أتكلم معهم.. ليس بينهم وبيني كلام إلى يوم القيامة.. يتكلم معهم الشعب الليبي.. واللي يردوا عليهم الشعب الليبي."

وضم الحشد رجالا يرتدون قبعات خضراء، ونساء يلوحون بالأعلام، وأطفالا رسمت على وجوههم عبارات التأييد للقذافي.

وفي رسالته الصوتية بدا القذافي واثقا بأنه سينتصر على معارضيه ومسانديهم، وقال: "لا يمكن أن يتمكنوا من هزيمتكم إطلاقا، هم سيهزمون ويولون الأدبار."

وقامت الحكومة بنقل الصحفيين الأجانب إلى سرت بالحافلات، لمشاهدة الحشد الذي رفع فيه المؤيدون صور القذافي، ورددوا هتافات الولاء له.. وفي وقت لاحق أطلق شبان النار في الهواء، وأضاءت الألعاب النارية السماء.

وقال القذافي، إن المعارضين يخوضون "معركة ميئوس منها بالنسبة لهم.. لازم يقتنعوا أنهم يعتمدون على الخونة.. على التافهين.. ولا عندهم كرامة، ولا عندهم دين، ولا عندهم وطنية"، وأضاف: "ستزحف العواقير الحرة الأبية لتحرير بنغازي.. اهربوا، هناك مزيد من الوقت للهروب.. اهربوا بسرعة قبل فوات الأوان، الجماهير ستزحف عليكم."

 مئات الالاف من الألغام تعيق تقدم قوات الثورة

من جهة أخرى، قال مقاتلو الثورة الليبية أمس الخميس، إن مئات الالاف من الألغام، وهجوما مضادا شرسا من القوات الموالية لمعمر القذافي، تبطىء محاولاتهم للاستيلاء على مدينتين تقفان في طريق تقدمهم نحو العاصمة طرابلس.

وتشهد الجبهة قرب مدينة البريقة النفطية، وهي من بين آخر معاقل قوات القذافي، جمودا منذ أسابيع، دون أي قتال حاسم.

وقال العقيد أحمد باني، المتحدث باسم المجلس العسكري للثورة الليبية، إنه يتوقع تقدما في البريقة خلال بضعة أيام، وفي مدينة زليتن الغربية، خلال يومين، بعد أن تقدم مقاتلو الثورة إلى أطراف المدينة.

وقال وفقا لرويترز، وهو متواجد في بنغازي، المعقل الشرقي للثورة، إن قوات الثورة تتقدم ببطء وتزيل الألغام، لكنها تعرف أنها ستدخل البريقة في نهاية المطاف، مضيفا أن سقوط البريقة هو نهاية النظام.

400 ألف لغم حول البريقة وخنادق بنزين مشتعلة

وقال باني، إن عدد الألغام التي زرعت حول البريقة يقدر بنحو 400 ألف لغم، وأضاف أن مقاتلي الثورة، ومعظمهم من المتطوعين الذين ليست لديهم خبرة عسكرية، يعملون على إزالتها دون ـي مساعدة تقريبا من متخصصين.

 وكانت قوات القذافي قد صدت مقاتلي الثورة أيضا، عن طريق ملء خنادق بالبنزين وإضرام النيران فيها.

وقال باني، إن قوات الثورة  تقف الآن على بعد نحو 20 كيلومترا من أطراف البريقة، لكن قوات القذافي لا تزال تسيطر على المدينة ومنشآتها النفطية، ويتحصن مقاتلو الثورة شرقي وجنوبي البريقة.

وقال متحدث باسم الثورة في زليتن، على الطريق الساحلي، على بعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة، إن القوات الموالية للقذافي تعززها دبابات حاصرت مقاتلي الثورة الذين استولوا على بلدة "سوق الثلاثاء" المجاورة، وذلك في يوم الأربعاء..

وقال في رسالة عبر موقع على الانترنت، إن الجنود دمروا المنازل بقذائف الدبابات، وأضاف: "الكتائب لا تزال ترهب العائلات وتمشط القرى والأحياء، وتشيع الفزع في المنطقة كلها."

وعرض التلفزيون الرسمي ما قال إنه صور جديدة من زليتن والبريقة، في محاولة على ما يبدو لإظهار أن المدينتين ما زالتا تحت سيطرة طرابلس، وفي زليتن ظهر العشرات من أنصار القذافي وهم يرددون شعارات التأييد له.

وفي سرت، مسقط رأس القذافي، والتي تقع بين البريقة ومصراتة، احتشد أنصار القذافي ملوحين بالأعلام الخضراء، ومتعهدين بالدفاع عن حكمه.

ومني الثوار الذين يسعون جاهدين لتسليح وتنظيم أنفسهم، بخسائر على مدى الأسبوع المنصرم قرب معقلهم في مصراتة، وكذلك في بلدة البريقة النفطية، في الشرق، لكنهم يمضون قدما في حملتهم للإطاحة بالقذافي.

ومع اقتراب شهر رمضان، الذي قد ينحسر فيه القتال، لم تتمكن قوات الثورة أو القوات الموالية للقذافي من تحقيق تفوق حاسم في الصراع مع انتقال السيطرة على بعض المناطق من طرف لآخر عدة مرات.

الصين تؤيد خارطة طريق الأفارقة، وفرنسا تخفف من حدة موقفها تجاه بقائه في ليبيا

ومع طول أمد الحرب أكثر مما توقع كثيرون، كثفت الجهود الدبلوماسية الرامية لإيجاد حل للأزمة، فقالت الصين إنها ستتعاون مع الاتحاد الافريقي الذي اقترح خطة ينظر إليها على أنها أقل عداء للقذافي، من خارطة طريق غربية تصر على تنحيه.

وأبلغ الرئيس الصيني، هو جين تاو، نظيره الزائر، جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، بأن الأفارقة أدوا دورا مهما في التحرك نحو إيجاد حل سياسي.

وقال الرئيس الصيني: "تقدر الصين بشكل كبير هذا (الدور)، وهي مستعدة لأن تظل على اتصال وثيق، وأن تنسق عن كثب مع جنوب أفريقيا والاتحاد الافريقي بشأن القضية الليبية."

وقالت فرنسا يوم الأربعاء، إن القذافي يمكنه البقاء في بلاده إذا تخلى عن السلطة، وهو ما يمثل على ما يبدو تخفيفا لموقف الغرب، ويشير إلى جهود جديدة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب.

وقالت الولايات المتحدة، إنه يجب على القذافي أن يتخلى عن السلطة، لكن مسألة السماح له بالبقاء في ليبيا أمر يقرره الشعب الليبي.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة، إن مبعوث المنظمة الدولية، عبد الإله الخطيب، ربما يتوجه إلى ليبيا الأسبوع القادم، إذ يستشعر استعدادا أكبر في طرابلس للتفاعل مع مقترحاته، ولم يذكر الدبلوماسي أي تفاصيل، لكنه قال إن الضغوط العسكرية والدبلوماسية تتزايد على القذافي.

"لا يمكن التفاوض.. وإلا ثار الناس"

لكن ليبيا رفضت فكرة رحيل القذافي، قائلة إن هذا الأمر غير مطروح للنقاش، كما قال الثوار إن لا أحد يتوقع جديا إجراء محادثات.

وقال باني، إن لا أحد يتحدث عن إيجاد حل سياسي بعد أن أغلق القذافي جميع الأبواب، وأضاف: "ما الذي يمكن قوله للأرملة أو للأم التي فقدت أطفالها؟"، مشيرا إلى أنه لا يمكن التفاوض، وإلا ثار الناس.

هذا وقد طرحت مسألة تنحي القذافي "بشكل عملي"، خلال زيارة وزير خارجيته، عبد العاطي العبيدي، هذا الأسبوع، إلى موسكو، على ما أفاد مصدر دبلوماسي روسي لوكالة "إنترفاكس"، الجمعة.

وقال المصدر، إنه "جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جدا".

وتابع المصدر أن المسألة طرحت، "بما في ذلك على ضوء الاتصالات التي سبق أن أجراها ممثلون عن طرابلس مع الاميركيين والفرنسيين".

وكان العبيدي أعلن الاربعاء، على إثر محادثات أجراها مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن تنحي القذافي عن السلطة "غير مطروح للنقاش".

ويقول بعض المحللين إن القذافي يعاني نقصا في الوقود والطعام وهو ما قد يثير اضطرابات شعبية قبل شهر رمضان الذي يبدأ الاسبوع القادم.

وذكرت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء، أن مسؤولين اجتمعوا يوم الخميس للتأكيد على توفير السلع الغذائية للمستهلكين بأسرع ما يمكن، قبل بدء شهر رمضان.

ونقلت الوكالة عن مدير ميناء طرابلس قوله، إن سفن شحن تحمل الشعير، والقمح، والموز، وإمدادات طبية أخرى، ترسو يوميا في الميناء.

وقال جيرالد هاوارث، وزير الدولة البريطاني لشؤون الأمن الدولي، إنه لن يكون هناك توقف في الحرب بمناسبة شهر رمضان، وأضاف: "لن تتوقف أنشطة التحالف لحماية شعب ليبيا.. سيكون سلوكا ينم عن عدم المسؤولية، إذا أعطينا للقذافي أي مبرر لارتكاب الاعمال الوحشية التي قام بها في السابق."

الحلف الاطلسي يكثف قصفه على زليتن

هذا وكثف الحلف الأطلسي، أمس الخميس، ضرباته على مدينة زليتن، التي تبعد 40 كلم إلى غرب مدينة مصراتة، التي يسيطر عليها الثوار الليبيون.

وسمعت عدة انفجارات في شرق المدينة بعد ظهر الخميس، حيث شوهدت أعمدة الدخان، وأوضح التلفزيون الليبي مساء الخميس، أن غارات الحلف الاطلسي استهدفت مخازن للمواد الغذائية.

وحسب النظام، فإن قصف الحلف الاطلسي أوقع عدة ضحايا في صفوف المدنيين.. وفي مستشفى المدينة، دخل الصحافيون إلى أربع غرف يعالج فيها عشرة جرحى، أكدوا أنهم ضحايا غارات الحلف الاطلسي، خصوصا في منطقة "سوق التلات" بشرق المدينة، وبالقرب من خط الجبهة.

وقال أحد المسؤولين في المستشفى للصحافيين، إن "الغرف الأخرى مخصصة للنساء، لا يمكنكم الدخول اليها"، ورأى المراسلون عسكريين، أصيب بعضهم بجروح، وهم يدخلون ويخرجون من المستشفى المركزي في زليتن، وأمامهم عشرات الاشخاص الذين ينتظرون أخبارا عن ذويهم وأقاربهم.. وقال عضو طاقم المستشفى، فرج جمال، ‘ن 80 مدنيا ـصيبوا الخميس في غارات الحلف الاطلسي.

وبالإضافة إلى ذلك، قصف الحلف الاطلسي ليل الخميس – الجمعة، أهدافا "عسكرية ومدنية" في الخمس، التي تبعد 40 كلم إلى غرب زليتن، وكذلك في سرت (450 كلم الى شرق طرابلس)، حسب ما ذكر التلفزيون الليبي نقلا عن مصدر عسكري.Description: PUBLICITE

التعليقات