عبد الجليل يدعو إلى تركيز الجهود على معركة الحرية، والثوار يزحفون نحو البريقة وزليتن

قالت المعارضة الليبية يوم السبت، إنها بدأت زحفها للسيطرة على بلدة البريقة الساحلية النفطية، لكنها تتقدم ببطء بسبب الألغام الارضية التي زرعتها القوات الموالية لمعمر القذافي، عند مداخل البلدة.

عبد الجليل يدعو إلى تركيز الجهود على معركة الحرية، والثوار يزحفون نحو البريقة وزليتن

 

قالت المعارضة الليبية يوم السبت، إنها بدأت زحفها للسيطرة على بلدة البريقة الساحلية النفطية، لكنها تتقدم ببطء بسبب الألغام الارضية التي زرعتها القوات الموالية لمعمر القذافي، عند مداخل البلدة.

وقال المتحدث باسم المعارضة، محمد الزواوي: "هناك حركة كبيرة على كل الجبهات حول البريقة، نحن نهاجم من ثلاثة اتجاهات."

وتعثر القتال في الصراع في ليبيا خلال الاشهر الماضية، وتراوح بين تقدم وتقهقر لأسابيع على مشارف البريقة، التي تقع جنوب غربي بنغازي، عاصمة المعارضة.

وقال الزواوي، إن قوات المعارضة أصبحت على مرمى البصر من منطقة سكنية بالبلدة، وإنها تعتقد أنها يمكن أن تسيطر على البلدة.. وأضاف أن ذلك قد يحدث قريبا جدا، لكن المعارضة لا تريد أن تفقدأاي مقاتل، لذلك تتقدم ببطء، لكن بثقة.

نفي مقتل خميس القذافي

وكان يوم الجمعة يوما آخر من أيام صدور البيانات والبيانات المضادة في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.

ونفت حكومة القذافي ما زعمته المعارضة من أن غارة جوية لحلف شمال الأطلسي أسفرت عن مقتل خميس القذافي، نجل معمر القذافي، والذي يقود واحدة من أكثر ألوية الجيش الليبي ولاء، وأفضلها تسليحا.

وقال موسى إبراهيم، المتحدث الحكومي، إن التقارير التي تحدثت عن مقتل خميس هي حيلة للتستر على مقتل أسرة مدنية في زليتن، الواقعة على خط الجبهة، حيث تحاول قوات القذافي منع تقدم مقاتلي المعارضة صوب العاصمة طرابلس.

وقال إن هذا نبأ كاذب، اختلقته المعارضة للتستر على "جريمتهم" في زليتن.

وكان متحدث باسم المعارضة الليبية قد قال في وقت سابق، إن هجوما جويا لحلف شمال الأطلسي تسبب في مقتل 32 شخصا موالين للقذافي في زليتن، حيث يعتقد أن اللواء الثاني والثلاثين، بقيادة خميس القذافي، يقود الدفاع عن مداخل طرابلس الواقعة على مسافة 160 كيلومترا.

ولم يستطع حلف شمال الأطلسي تأكيد نبأ مقتل خميس، لكنه قال يوم الخميس إنه ضرب هدفا للقيادة والتحكم في منطقة زليتن.

وقال مسؤول في مقر عمليات حلف الأطلسي في نابولي، إنه علم بالتقرير، لكنه لا يستطيع تأكيده، وقال "لا نستطيع أن نؤكد أي شيء الآن، لأننا لا نملك أفرادا على الأرض، ونحاول أن نعرف كل ما يمكننا معرفته."

زليتن بعد مصراتة

وتحاول المعارضة التي أخرجت قوات القذافي من مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، بعد أسابيع من القتال العنيف، الزحف غربا للاستيلاء على زليتن، التي تفتح السيطرة على الطريق الساحلي نحو العاصمة طرابلس.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشاع فيها نبأ مقتل خميس خلال الصراع، وقالت وسائل إعلام عربية في مارس / آذار، إنه قتل في حادث طائرة أسقطها عمدا قائدها المتذمر، وهو من السلاح الجوي الليبي.. وعرض التلفزيون الليبي في ذلك الوقت لقطات لرجل يشبه خميس، وقال إن ذلك يفند تقارير موته.

وظل القذافي مسيطرا على العاصمة طرابلس رغم نقص الوقود، والتقدم الذي تحرزه المعارضة التي تدعمها ضربات حلف شمال الأطلسي منذ مارس / آذار.

وتواجه المعارضة مشاكلها الخاصة من فقدان قوة الدفع على جبهة القتال، إلى مشاكل الانقسامات الداخلية التي كشفها الأسبوع الماضي بوضوح، مقتل اللواء عبد الفتاح يونس، قائدها العسكري، في ظروف غامضة.

وبالقرب من العاصمة، تسيطر المعارضة أيضا على منطقة الجبل الغربي، الواقعة جنوب غربي طرابلس، وقال العقيد جمعة إبراهيم، المسؤول بالمعارضة، وفقا لرويترز، إن قواته حددت موعدا نهائيا لاستسلام بلدة تيجي المحاصرة، وإلا اقتحمتها يوم السبت.

وتستخدم قوات المعارضة مكبرات الصوت لتطلب من قائد قبلي من الموالين للقذافي، إجلاء المدنيين عن تيجي، والتوسط في سحب قوات القذافي من البلدة، وقال إبراهيم إن قواته ستهاجم البلدة إذا لم يستجب القائد القبلي.

الثوارء يعلنون استيلاءهم على بلدة أم الغنم ويتقدمون شمالا نحو صرمان

وأعلن قادة المقاتلين المناوئين لنظام القذافي، السبت، استيلاءهم على بلدة بئر الغنم، التي تبعد 80 كيلومترا جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.

ووفقا لفرانس برس، فإن عدة مئات من المقاتلين تقدموت شمالا على طريق تناثرت عليه حطام مركبات محترقة للجيش الليبي باتجاه بئر الغنم.

وكان مقاتلو المعارضة المسلحة متمركزين منذ عدة أسابيع عند بلدة بئر عياد، التي تبعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من بئر الغنم، عندما هاجموا صباح السبت (الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي 6,00 بتوقيت غرينيتش)، الحاميات الموالية للقذافي عند بئر الغنم.

وفي تطور مواز، يواصل مئات المقاتلين المتمردين على القذافي التقدم شمالا، على بعد نحو 40 كيلومترا من بلدة صرمان القريبة من الساحل المتوسطي.

وتصاعدت أعمدة الدخان، مما يعتقد أنه مركبات تابعة للقوات الحكومية، وقد حوصر جنود حكوميون داخل بعضها وتفحمت جثثهم.

وغالبية المقاتلين الثوار على تلك الجبهة من "كتيبة طرابلس"، وهم في معظمهم من المتطوعين الوافدين من طرابلس ومدن ساحلية أخرى لتلقي التدريب في جبل نفوسة، ومن ثم مباشرة القتال.

طائرة قطرية تنقل ذخيرة إلى الثوار

من جهة أخرى، قالت مصادر على معرفة برحلة طائرة قطرية، إنها قامت بتوقف سريع في مدينة مصراتة، التي تسيطر عليها المعارضة الليبية، اليوم السبت، لتفريغ ذخيرة متجهة إلى المقاتلين المعارضين.

وأكد مسؤولون في مطار مصراتة هبوط طائرة قطرية في المطار، لكنهم رفضوا كشف تفاصيل عن حمولتها.

وقال مصدر طالبا عدم كشف اسمه: "أفرغت الطائرة ست شاحنات صغيرة كانت محملة بالذخيرة، وبعد دقائق أقلعت مغادرة مرة أخرى."

عبد الجليل يدعو إلى الوحدة وتركيز الجهود على "المعركة من أجل الحرية"

هذا ودعا مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة، السبت، إلى الوحدة في مواجهة نظام القذافي، في الوقت الذي يشهدون تصدعا في صفوفهم بعد خمسة أشهر من الثورة على العقيد المخضرم، على إثر اغتيال عبد الفتاح يونس، القائد العسكري للمجلس الانتقالي.

ويمسك عبد الجليل فعلا بالسلطة السياسية في شرق ليبيا، وقد أصدر بيانا دعا فيه الثوار إلى مواصلة جهودهم لإسقاط معمر القذافي وإنهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما.

وقال عبد الجليل إنه يريد أن يبعث برسالة "إلى كافة الليبيين في المناطق المحررة"، يحثهم فيها على تركيز جهودهم على "المعركة من أجل الحرية"، والاتحاد "من أجل قضية أسمى".

وغدت وحدة الثوار محل تساؤل أكثر من أي وقت مضى بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، القائد الذي انضم إلى قوات المتمردين على القذافي بعد أن كان حليفة ورفيقه.

وجاء مقتل يونس أثناء عودته إلى بنغازي معتقلا، ليطرح تحديا سياسيا هائلا على المجلس الانتقالي.

وتعرض المجلس لانتقادات لدوره في الأحداث التي أدت إلى مقتل يونس، فضلا عن تعامله مع حادث الاغتيال نفسه.

أمر باعتقال عبد الفتاح يونس

ورغم عدم توافر التفاصيل، والتي لا زالت بانتظار التحقيق فيها، فمن المعروف أن عضوا بارزا بالمجلس الانتقالي، وهو علي العيساوي، وقع على أمر بالقبض على يونس، ما أثار اتهامات بأن المجلس ربما ساعد في تسهيل اغتياله من حيث لا يدري.

كما تعرض "وزير دفاع" الثوار، جلال الدغيلي، وأبرز مساعديه، لانتقادات لمواصلتهما جولة خارجية، رغم ورود أنباء اعتقال يونس.

وواجه المجلس احتجاجات غاضبة وعنيفة أحيانا من جانب أبناء قبيلة العبيدي، التي ينتمي إليها يونس، فضلا عن مطالب بالإصلاح من مجموعات كانت في طليعة الثورة، التي بدأت في 17 شباط/فبراير.

وردا على ذلك، أصر عبد الجليل على أنه تم فتح تحقيق جنائي، وسوف يخرج بنتائج في وقت قريب، ووعد عبد الجليل بسرعة الكشف عن الفاعل وعن تفاصيل ما جرى.

"لا أحد فوق القانون"

كما وعد الرئيس الفعلي للثوار بتحقيق جريء في كيفية تعامل المجلس الانتقالي مع الأزمة، حيث قال إن "لا أحد فوق القانون"، من قمة المجلس وما دون.

وتطالب قبيلة العبيدي بالقصاص، ومنذ مقتل اللواء يونس، ظهرت توترات قبلية إلى السطح، في بلد شكلت فيه العشائرية لعقود أساس تسوية النزاعات، في غياب مؤسسات قضائية فاعلة.

التعليقات