وصف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، ولي العهد السعودي الجديد، محمد بن سلمان، بأنه " يبدو مهزوما" و"شعر بالخطر ما دفعه إلى مراجعة سياساته".
ونقل موقع "العربي الجديد" عن الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء، إشارتها إلى أن "الأسابيع الأخيرة شهدت حملة اعتقالات في صفوف المعارضة الداخلية، وإعادة هيكلة لرؤية 2030، وهي الخطة الطموحة لإصلاح الاقتصاد السعودي القائم على النفط"، لافتة إلى "تصاعد دور بن سلمان، والذي يتولى مسؤولية العلاقات الدفاعية والخارجية بالإضافة إلى سياسات الأمن والاقتصاد".
ورأت الصحيفة البريطانية في تقريرها، بحسب المصدر، أن ولي العهد السعودي وبدلا من أن يشعر بالراحة وسط التقارير التي تتحدث عن قربه من استلام الحكم، فإنه يبدو مهزوزاً، مبينة أن "الاعتقالات الواسعة التي شملت العشرات من المعارضين بينهم سلمان العودة، بدلاً من أن تظهر ولي العهد بمظهر الواثق، فإنها كشفت عكس ذلك".
وأشارت إلى أنه لا يوجد رابط في حملة الاعتقالات الواسعة في السعودية، بخلاف أن المعتقلين لم يندّدوا بإدانة قطر. ورأت الصحيفة أن السبب الرئيسي للحصار المفروض على الدوحة، كما تراها الإمارات، هو دعم حركة "الإخوان المسلمين"، وتبني ثورات الربيع العربي عام 2011.
وشدّد تقرير الصحيفة على أن ولي العهد يحاول أن يخفف من "نزواته الخارجية"، بعدما شعر بالخطر، خصوصا بعد فشله في حرب اليمن، وانخفاض أسعار النفط، وهو ما حد من خياراته.
كما لفتت إلى أن محمد بن سلمان، وفي ضوء إدراكه بأن الأزمة مع قطر تزيد من احتمال خطورة الحد من قدرة دول الخليج على الاقتراض، في وقت تنتشر فيه الفوضى الاقتصادية، لجأ إلى الاتصال مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر. ولكن احتمال تحقيق خرق لحالة التوتر الحاصلة، دفع الرياض إلى إيقاف الحوار مع قطر.
واعتبرت الصحيفة أن الخلاف الخليجي القائم يعزز من خطورة انهيار المنطقة بأكملها، ويُلقي بظلاله على رؤية ولي العهد للمملكة في العام 2030، والتي تشمل بناء قطاع خاص. لذا اضطر محمد بن سلمان إلى إعادة رسم خططه الإصلاحية الطموحة بعد التخفيض من الإنفاق العام والتقشف في دفوعات الرواتب.
وحسب الصحيفة، يُضاف سبب محتمل آخر إلى حملة الاعتقالات، وهو المجازفة الأساسية في حملة الإصلاح الموعودة: التعويم الجزئي المرتقب لشركة "أرامكو" السعودية، وهي شركة نفطية مملوكة للدولة وتُعتبر دولة ضمن الدولة. وتمت جدولة هذا الأمر ليتم في العام القادم، ولكن هناك توقعات بتأجيل الأمر.
وأوضحت أن بن سلمان عرض طرح 5 في المئة من أسهم الشركة للبيع، وهو ما سيضع قيمة الشركة عند أكثر من تريليوني دولار، وسيجعلها الكبرى على الإطلاق. إلا أن هناك شكوكاً واسعة في أن تصل قيمة الشركة إلى هذا المبلغ.
وتقول الصحيفة إن المشككين بالأمر وخاصة من ضمن العائلة الحاكمة يعتقدون أن التعويم أمر لا داعي له، ويضع مصدر قوة العائلة المالي وقوتها المؤسساتية في خطر.
كما أن هنالك أيضا من يعتقد بأن كشف الشركة للتدقيق، كونها أساس حركة الإصلاح، هو خطأ تكتيكي، وأن هذا لم يكن لولا رغبة محمد بن سلمان في شد انتباه المستثمرين الدوليين الذين توجهت أنظارهم إلى إيران كسوق صاعدة بعد توقيعها للصفقة النووية واحتمال رفع العقوبات عنها، على حدّ تعبير الصحيفة
وتخلص "فايننشال تايمز" إلى أن الصعوبات التي يواجهها ولي العهد تتراكم، رغم اقترابه من تولي سدة الحكم.
التعليقات