تقرير: إسرائيل تمارس ضغوطا لمواصلة "دور الأونروا القيادي" بغزة

الضغوط التي وُصفت بأنها "هادئة" تمارسها إسرائيل هي على إدارة بايدن والأمم المتحدة، من خلال لقاءات وفد عسكري إسرائيلي مع مسؤولين كبار في الجانبين، وناقش معهم مستقبل الأونروا، لكنه ادعى أنه يجب إلغاءها بعد الحرب

تقرير: إسرائيل تمارس ضغوطا لمواصلة

نازحون يغادرون مدرسة تابعة للأونروا لمواصلة النزوح بعد تهديدات الجيش الإسرائيلي، نهاية العام الماضي (Getty Images)

تمارس إسرائيل ضغوطا بهدوء على الولايات المتحدة والأمم المتحدة للسماح بأن تواصل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لعب دور قيادي في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

وذكرت تقرير، أمس الإثنين، أنه يجري إعداد مخطط في وزارة الخارجية الإسرائيلية يهدف إلى إلغاء عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية بعد الحرب، وأن يحل مكانها وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة أو أميركية، وذلك بزعم أن 12 من بين آلاف موظفي الأونروا شاركوا في هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

إلا أن الصحيفة الأميركية أفادت بأن وفدا إسرائيليا التقى، الأسبوع الماضي، كبار مسؤولي إدارة بايدن وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمناقشة مستقبل الأونروا.

وأضافت الصحيفة أن الوفد الإسرائيلي، الذي ضم مسؤولين عسكريين، قال لمسؤولين أمريكيين وأمميين إنهم يريدون أن تستمر الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية في غزة على المدى القصير، مع ضمان إجراء تحقيق شامل بعد الحرب مع موظفي الوكالة البالغ عددهم 12 موظفًا الذين يُزعم أن لهم صلات بهجوم حماس. وقالوا إن إسرائيل تريد إما إصلاح الأونروا بشكل عميق أو إلغائها.

مظاهرة داعمة للأونروا في واشنطن، نهاية الشهر الماضي (Getty Images)

وقال مسؤول إسرائيلي على علم بالزيارة إنه "نريد من شركائنا الدوليين إما إصلاح الأونروا بالكامل أو التوصل إلى بديل". وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتفقون بشكل عام مع إسرائيل على أن الوكالة بحاجة إلى إصلاح، وأنه لا يوجد في الوقت الحالي بديل عن إدخال المساعدات إلى غزة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الاجتماعات.

وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها عينت مجموعة مراجعة مستقلة لتقييم ما إذا كانت الوكالة قد امتثلت لتفويض الأمم المتحدة بالحياد، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فاقتراح خطوات لمعالجة الوضع.، ستقودها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاثرين كولونا. وقالت الأمم المتحدة إن المراجعة ستصدر تقريرا مؤقتا، في آذار/مارس، وتقريرا نهائيا، في أواخر نيسان/أبريل.

ولطالما كانت علاقة إسرائيل مضطربة مع الأونروا، التي تدير المدارس وعيادات الرعاية الصحية وغيرها من عمليات الإغاثة للاجئين الفلسطينيين في غزة وأربع مناطق أخرى. ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن حماس لم تخترق جزءًا من الوكالة فحسب، بل يقولون أيضًا إن الأونروا تقلل من عبء الحكم الواقع على حماس، مما يحرر المزيد من الموارد للنضال. ويقولون أيضًا إن الوكالة كانت منذ فترة طويلة متحيزة ضد إسرائيل.

والتقى الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس "الإدارة المدنية" للاحتلال، غسان عليان، بكبير مستشاري إدارة بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية، باربرا ليف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال سي كيو براون جونيور، ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، في اجتماعات في واشنطن ونيويورك، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

ومنذ ظهور المزاعم الإسرائيلية، دعا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عدة مرات إلى حل الأونروا. وادعى أن "الأونروا ليست جزءا من الحل، بل هي جزء من المشكلة".

إلا أن الصحيفة أشارت إلى وجود مذكرة سياسية تم تداولها داخل الجيش الإسرائيلي، تحذر من تشويه سمعة الأونروا قبل أن تقوم الحكومة بإضفاء الطابع الرسمي على السياسة تجاه الوكالة، وفقا لشخص قام بمراجعة ورقة الموقف. وأضاف المصدر أن الوثيقة تقترح أيضا أن على الجيش أن يستمر في جمع المعلومات عن الأونروا، وليس توزيعها.

كما التقى وفد إسرائيلي أصغر برئيس الأمم المتحدة غوتيريش. وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، إن اجتماعه، الخميس الماضي، "كان فرصة لتوضيح ضرورة حصول الأمم المتحدة على وصول أكبر للمساعدات الإنسانية إلى غزة". وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إسرائيل تحد أو تمنع الوصول إلى داخل غزة، وخاصة إلى شمال القطاع.

وأضاف دوجاريك: "بالنسبة لنا، تظل أنشطة الأونروا ضرورية لبقاء الفلسطينيين في غزة على قيد الحياة".

التعليقات