حال هبوط طائرته في مطار بن غوريون، الجمعة، وبالرغم من الأزمة الداخلية التي تنتظره، وتشير التوقعات إلى أنها ستطيح به، اختار رئيس الوزراء إيهود أولمرت توجيه التهديدات بشن حملة عسكرية على قطاع غزة. . ورغم أن الفلسطينيين اعتادوا على سماع مثل تلك التصريحات إلا أنها قد تحمل معان أخرى في ظل الأزمة الداخلية التي تعصف برئيس الوزراء، وندد مسؤولون في حركة حماس بتلك التصريحات وقالوا إن التهديدات الإسرائيلية تهدف إلى الضغط لتعزيز مواقف إسرئايل وتحقيق مواقع أكثر تقدما.
وقال أولمرت في حديث مع الصحفيين إن شن عملية عسكرية في قطاع غزة بات وشيكا وأكثر احتمالا من التهدئة. واضاف اولمرت بعد عودته من زيارة استغرقت ثلاثة ايام للولايات المتحدة حيث التقى الرئيس جورج بوش وكبار المسؤولين الأمريكيين:"في هذه اللحظة البندول يقترب بشكل اكبر من القيام بعمل عسكري في غزة اكثر من اي شيء اخر." وبذلك عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي وأكد على التصريحات التي أدلى بها في ذات الشأن.
وقد بدأ الإسرائيليون، الخميس، بتوجيه ضربات جوية في قطاع غزة بعد مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين في قصف بقذائف الهون شنته المقاومة، وقصفت قوات الاحتلال عدة مواقع أسفرت عن استشهاد طفلة(4 سنوات) ورجل أمن فلسطيني وإصابة 10 آخرين. إلا أن القرار بشن حملة عسكرية أو بقبول التهدئة سينتظر حتى انعقاد جلسة المجلس الوزاري المصغر الأسبوع المقبل. وكانت جلسة الأسبوع الجاري قد أرجئت بسبب زيارة أولمرت للولايات المتحدة وعلى خلفية الصراعات والتوترات الداخلية التي تعصف بالساحة السياسية الإسرائيلية. كما أرجئ إيفاد المسؤول عن ملف التهدئة في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، إلى مصر إلى حين اتخاذ قرار في المجلس الوزاري المصغر، الأمر الذي رأى فيه مراقبون ضربة لباراك على ضوء مطالبته لأولمرت بالاستقالة.
وقال أولمرت قبل إقلاع طائرته في طريق العودة من الولايات المتحدة للصحفيين الذي رافقوه في الطائرة: "نحن كما يبدو قريبون جدا من مفترق الحسم في غزة". وأضاف بعد أنهى زيارته للولايات المتحدة: " لدينا مشكلة حقيقية وتحدثت عنها خلال محادثاتي مع المسؤولين في الولايات المتحدة. كما يبدو، نحن أقرب حاليا إلى عملية عسكرية من أي تسوية، نحن قريبون من مفترق حسم في غزة". وأضاف: "إسرائيل لا تتحفز لشن حملة عسكرية في قطاع غزة، إلا أنها لا ترتدع منها. شروط إسرائيل لم تنضج بعد، ولا أعرف في الوقت الحالي ما الذي تعرضه حماس علينا".
وفي المحادثات التي أجراها أولمرت مع المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة باراك أوباما وجون ماكين، قال إن «الوضع في الجنوب لا يطاق، وإسرائيل ستعمل على تغييره، إما عن طريق ترتيب الأوضاع في حال استجابت حماس لشروطنا، وإما عن طريق عملية عسكرية إذا لم يكن هناك مناص».
كما تحدث وزير الأمن إيهود باراك بنفس اللهجة عقب مقتل إسرائيلي في مستوطنة نير عوز بقذيفة أطلقتها المقاومة الفلسطينية الخميس. وقال خلال زيارته للمصنع الذي تعرض للقصف إن الضربة العسكرية على غزة قريبة أكثر من أي وقت مضى ويمكن أن تسبق حتى التهدئة التي يتحدثون عنها. إلا أنه خلال محادثاته مع رؤساء السلطات المحلية في النقب الغربي بدا أقل حدة، وقال: "لا يدور الحديث بالضرورة عن عملية عسكرية واسعة، التي يجري الحديث عنها منذ شهور، بل عملية تهدف إلى توجيه ضربة موجعة".
حماس من جانبها اعتبرت أن التهديدات تهدف لابتزاز تهدئة مريحة لإسرائيل. وقال صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية، في حديث لموقع عرب48: إسرائيل تريد تهدئة تحاول من خلالها وبأى شكل من الأشكال تعزيز موقفها وتحقيق مواقع أكثر تقدما من خلال التهديد والوعيد موضحا انه فى حال رفض المطالب الإسرائيلية ورفض تقديم التنازلات سيأتي اليوم الذي يصبح فيه التهدئة مطلب إسرائيلي وبالشروط التي يفرضها الشعب الفلسطيني.
وشدد البردويل على أنه لا توجد تهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل حتى هذه اللحظة وأن علاقتهم بالاحتلال هي علاقة المقاومة موضحا ان التهدئة كما يعلم الجميع مرهونة برفع الحصار الشامل عن الااضى الفلسطينية وفتح المعابر وتسهيل تحرك المواطنين الفلسطينين .
وأشار البردويل إلى أن التهدئة أسلوب من اساليب ادارة الصراع بين الأعداء المتخاصمين اذا تحققت وفق المطالب الفلسطينية فستكون لفترة معينة واذا لم تتحقق فلنا اساليبنا الاخرى واستمرار مقاومتنا للمحتل
من جهة اخرى أكد خليل الحية القيادي في حركة حماس أن الرد المصري في موضوع التهدئة لم يعلن عنه حتى اللحظة، مشيراً إلى أنه في حال فشلت الجهود فإن الخيارات مفتوحة أمام شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال الحية لموقع عرب48: إذا حصلت هذه التهدئة فهي مدخل لرفع الحصار والتخفيف من معاناة المواطنين الفلسطينيين ". وأشار إلى أن حماس قدمت ما يقنع الشعب الفلسطيني وقال:" نحاول فك وكسر الحصار وحماية أبناء شعبنا بكل الوسائل المتاحة لدينا، وإذا لم تتم هذه التهدئة فنحن ماضون في طريقنا وسندافع عن شعبنا في كل ما نملك وسنمارس حقنا في كسر الحصار بكل ما نملك
07/06/2008 - 05:05
حال هبوط طائرته: أولمرت يلوح بشن حملة عسكرية على قطاع غزة..
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي تهديدات بشن حملة عسكرية على قطاع غزة. ورغم أن الفلسطينيين اعتادوا على سماع مثل تلك التصريحات إلا أنها قد تحمل معان أخرى في ظل الأزمة الداخلية..
التعليقات