31/10/2010 - 11:02

عملية «الرضوان» صباح الأربعاء، وترقب إسرائيلي لما بعد الصفقة

بعد أن بات واضحا أن صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله باتت في عداد المنتهية وسيتم إخراجها إلى حيز التنفيذ صباح الأربعاء يسود الأجهزة الأمنية حالة ترقب تحسبا لضربة من حزب الله

عملية «الرضوان» صباح الأربعاء، وترقب إسرائيلي لما بعد الصفقة
بعد أن بات واضحا أن صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله باتت في عداد المنتهية وسيتم إخراجها إلى حيز التنفيذ في صباح الأربعاء، يسود الأجهزة الأمنية حالة ترقب تحسبا لضربة عسكرية ينفذها حزب الله انتقاما لاغتيال القيادي عماد مغنية في فبراير، شباط الماضي.

ومن المفترض أن يتم صباح اليوم، الاثنين، نقل الأسرى اللبنانيين الأربعة المعتقلين في سجن "إشمورت" إلى سجن هداريم لينضموا إلى الأسير سمير القنطار ليتسنى نقلهم صباح الأربعاء، موعد تنفيذ الصفقة، إلى نقطة رأس الناقورة الحدودية. وستتم عملية التبادل بحضور ممثل الأمم المتحدة، الوسيط الألماني غرهارد كونراد، وطواقم من الصليب الأحمر الدولي .

وقالت صحيفة السفير أن حزب الله قرر إطلاق اسم «عملية الرضوان» على صفقة التبادل تخليدا للشهيد عماد مغنية(الحاج رضوان-الاسم الحركي) وعرفانا بإسهاماته للمقاومة. وأكدت الصحيفة أن موعدها سيكون الساعة التاسعة من صباح الأربعاء. وسيتم في المرحلة الأولى تسليم حزب الله رفات مقاتليه ومقاومين فلسطينيين وعرب مقابل أشلاء لجنود إسرائيليين سقطوا خلال العدوان على لبنان. وفي المرحلة الثانية سيتم تبادل الأسرى. وأكدت الصحيفة أن الأسرى سيستقبلون استقبالا رسميا بحضور الرؤساء الثلاثة في مطار رفيق الحريري الدولي، وفي ساعات بعد الظهر سينظم حزب الله مهرجان استقبال للأسرى سيلقي فيه الأمين العام لحزب الله كلمة يلقي الضوء فيها على تفاصيل صفقة التبادل.

وفي إجرء بروتوكولي نشرت سلطة السجون الإسرائيلية ظهر يوم أمس، الأحد، على موقعها على شبكة الإنترنت أسماء الأسرى اللبنانيين الخمسة الذين سيطلق سراحهم في إطار صفقة التبادل مع حزب الله. وأوضح البيان أنه وفقا لقرار الحكومة في 29 يونيو/ حزيران الماضي ستبدأ عملية إطلاق سراح الأسرى يوم الأربعاء وسيتم إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين مقابل سمير القنطار وأربعة أسرى لبنانيين وقعوا في الأسر في حرب تموز عام 2006 وهم خضر زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان.

ولم تشمل القائمة التي نشرت في موقع سلطة السجون الإسرائيلية أسماء أسرى فلسطينيين، وحسب اتفاق التبادل تفرج إسرائيل عن عدد لم يتم تحديده من الأسرى الفلسطينيين، وفقا لكتاب تعهد إسرائيلي للأمين العام للأمم المتحدة. ولم يوضح حزب الله هذا الجانب من الصفقة الذي يتوقع أن يكشف عنه بعد إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وقال مصدر لبناني أن إسرائيل ستطبق الاتفاق وستفرج عن الأسرى الفلسطينيين لأنها لن تجرؤ مجددا على نكث اتفاق مع حزب الله.

وتفيد التقديرات الإسرائيلية أن بعد الانتهاء من الصفقة سينفذ حزب الله تهديده بالانتقام لاغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق في شهر شباط/ فبراير الماضي، وسيوجه ضربة لإسرائيل إما في المنطقة الحدودية أو في مركز إسرائيلي في أوروبا. وعقب إتمام الصفقة ستدخل أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى حالة تأهب تحسبا لتلك الضربة. يشار إلى أن عقب اغتيال مغنية رفعت أجهزة الأمن الإسرائيلية حالة التأهب والاستنفار في المنطقة الحدودية وكثفت من حراسة سفاراتها والمراكز اليهودية الرسمية في الخارج. وبعد إتمام صفقة التبادل سترتفع حالة التأهب وسيتم تكثيف الحراسة وعمليات الرصد والحراسة.

وقد تسلمت الحكومة الإسرائيلية يوم أول أمس تقرير حزب الله حول جهوده لتقصي آثار الطيار المفقود، رون أراد، مرفقة بصورتين للملاح المفقود ورسائل قديمة كتبها بخط يده وأجزاء من دفتر يومياته. وبالمقابل سلمت مبعوث الأمم المتحدة، الوسيط الألماني، غرهارد كونراد، ملفا حول مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدت آثارهم أبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وستتواصل في الأيام القريبة الإجراءات لإخراج صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل إلى حيز التنفيذ، وإذا لم يطرأ تغيير، من المتوقع أن تنفذ يوم الأربعاء أو الخميس المقبلين.

ويشمل تقرير حزب الله المكون من 80 صفحة والمكتوب باللغة العربية كافة التحقيقات التي أجراها لتقصي أثر الملاح الإسرائيلي والتي تخلص إلى أنه توفي ومكان دفنه غير معروف. وقالت مصادر إسرائلية أن التقرير لا يكشف معلومات جديدة كثيرة عن مصير الملاح المفقود.

وما زالت الحكومة الإسرائيلية تتوقع الحصول على بعض الإيضاحات التي طلبتها من حزب الله لم يتم الكشف عن مضمونها، وقد تكون قد تسلمتها الليلة الماضية.

وحسب التقرير المشابه لذلك الذي تسلمته إسرائيل لدى إبرام صفقة عام 2004 فإن أراد اختفت آثاره عام 1988 حينما كان بحوزة مجموعة انشقت عن حركة أمل برئاسة الشيخ مصطفى الديراني. ويرصد التقرير الجهود التي قام بها محققو حزب الله للعثور على الملاح الإسرائيلي في الفترة التي أعقبت صفقة عام 2004.

وحال تسلم التقرير وزعت نسخ منه إلى رؤساء الأجهزة الأمنية، وسيتم حتى يوم الثلاثاء عقد جلسة مشاورات حول التقرير، بتبرير أن القرار النهائي منوط بمدى جدية التقرير.وتفيد مصادر مطلعة أن المبعوث الخاص لرئيس الحكومة، لقضايا الأسرى والمفقودين، عوفر ديكيل سيدفع باتجاه إتمام الصفقة في حين سيبدي رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، ورئيس الموساد، مئير داغان تحفظا منها، ويضعان العوائق كما حصل في جلسة الحكومة التي أقرت الصفقة قبل أسبوعين.

وتتوقع مصادر إسرائيلية أن لا تتعدى جلسة المشاورات المزمع عقدها يوم الثلاثاء كونها جلسة بروتوكولية لإقرار الصفقة نهائيا. ومن المتوقع أن تتم الصفقة في موعد أقصاه يوم الخميس المقبل، عن طريق معبر رأس الناقورة. وسيتم تسليم إسرائيل الجنديين الأسيرين مقابل خمسة أسرى لبنانيين ورفات 190 شهيدا عربيا وفلسطينيا ولبنانيا، بينهم رفات 8 مقاتلين من حزب الله ورفات مجموعة دلال المغربي التي نفذت عملية الشاطئ عام 1978. كما تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقا لكتاب تعهد إسرائيلي سلم للأمين العام للأمم المتحدة في إطار صفقة التبادل.




التعليقات