27/11/2015 - 12:47

إسقاط الطائرة بسورية يكشف مثلث العلاقات التركية الروسية الإسرائيلية

كشف إسقاط سلاح الجو التركي للطائرة الروسية المقاتلة مثلث العلاقات بين تركيا وروسيا وإسرائيل بشكل أوضح. ويظهر من تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لحادثة إسقاط الطائرة الروسية، وقوف إسرائيل إلى جانب روسيا ضد تركيا

إسقاط الطائرة بسورية يكشف مثلث العلاقات التركية الروسية الإسرائيلية

كشف إسقاط سلاح الجو التركي للطائرة الروسية المقاتلة مثلث العلاقات بين تركيا وروسيا وإسرائيل بشكل أوضح. ويظهر من تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لحادثة إسقاط الطائرة الروسية، وقوف إسرائيل إلى جانب روسيا ضد تركيا، رغم التوجس الإسرائيلي من التواجد العسكري الروسي في سوريا.

ويلفت الانتباه تصريحات ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، أمس الخميس، حيث قال للمراسلين العسكريين إن السياسة الرسمية للجيش الإسرائيلي هي عدم إسقاط طائرة روسية حتى لو دخلت المجال الجوي الإسرائيلي، وأن روسيا ليست عدوا لإسرائيل، وأن التنسيق جار بين الجيشين الروسي والإسرائيلي. لكن الضابط ألمح إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي لن يوقف غاراته التي يشنها بين حين وآخر في الأراضي السورية، علما أنه يسود في إسرائيل توجس حيال روسيا في أعقاب نصبها منظومة 'اس-400' الصاروخية المضادة للطائرات لأن راداراتها قادرة على رصد حركة الطيران، المدني والحربي، في إسرائيل.

ويؤكد هذا التحيز الإسرائيلي لروسيا، ما كتبه المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، بأنه 'في إسرائيل يشككون في ما إذا كان إسقاط الطائرة الروسية ضروريا. ويبدو أن هذا الأمر نابع بالأساس من الخصومة الجذرية بين زعيمين قويين، فلاديمير بوتين في روسيا ورجب طيب إردوغان في تركيا، ومن عداوة إقليمية طويلة، وثمة من يصفها بأنها مواجهة تدور منذ ألف عام'.

لكن هذا الكلام لا يعكس حقيقة علاقة إسرائيل مع روسيا. فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي أصبحت هذه العلاقات قوية، رغم الحذر الإسرائيلي من إغضاب الولايات المتحدة. لكن في جميع الأحوال لم تحاول إسرائيل استفزاز روسيا. واللافت أنه في كل مرة تكون هناك حاجة لاستفسار إسرائيلي لأمر هام، يقوم رئيس الحكومة بنفسه بزيارة موسكو.

إقرأ أيضا | فابيوس: الاستعانة بالنظام ضد "داعش" رغم ضرورة تنحي الأسد

ويبدو أن الإسرائيليين يتفهمون تكثيف روسيا من تواجدها العسكري في سوريا. وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، لصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، في عددها الصادر اليوم، إن 'الروس رأوا أن الأميركيين أخرجوهم من كافة الأماكن في الشرق الأوسط، من مصر والعراق وليبيا، التي أصبحت حليفة لأميركا. وعمليا، الروس يقولون الآن: حتى هنا، لن تأخذوا سوريا منا'.

وامتدح رئيس الموساد الأسبق، أفرايم هليفي، أداء بوتين، وقال إن تأثير 'السنوات التي قضاها في الاستخبارات السوفييتية بادية عليه، فقد كان ضابط مخابرات ممتاز'.

وقالت 'يديعوت أحرونوت' إن بوتين يحظى بإعجاب كبير في إسرائيل، وخاصة بين أوساط المهاجرين الروس، الذين يزيد عددهم عن المليون نسمة.  

وفي مقابل ذلك، فإن الأزمة الروسية – التركية الحالية تأتي في فترة تستمر فيها الأزمة الدبلوماسية العميقة جدا بين إسرائيل وتركيا، والتي بدأت أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية العام 2008، وتفاقمت بشكل كبير بعد اعتراض أسطول الحرية في أيار العام 2010.

وبشكل عام، تجمع التحليلات والدراسات، ليس في إسرائيل فقط، على أن العلاقة بين إسرائيل وتركيا تحكمها العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وفي حال تدهور هذه العلاقة الأخيرة تتدهور معها العلاقة التركية – الإسرائيلية. 

التعليقات