05/05/2016 - 23:38

شبيرا: نتنياهو أخفى خطر الأنفاق عن أعضاء الكابينيت

نشر مراقب الدّولة، القاضي المتقاعد يوسف شبيرا، أوّل أمس مسوّدة تقرير حول سلوكيّات المجلس الوزاري الأمنيّ الإسرائيليّ المصغّر (الكابينيت) في سياق اتّخاذ القرارات خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة

شبيرا: نتنياهو أخفى خطر الأنفاق عن أعضاء الكابينيت

نشر مراقب الدّولة، القاضي المتقاعد يوسف شبيرا، أوّل أمس مسوّدة تقرير حول سلوكيّات المجلس الوزاري الأمنيّ الإسرائيليّ المصغّر (الكابينيت) في سياق اتّخاذ القرارات خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة، والذي أطلقت عليه إسرائيل اسم 'الجرف الصّامد'، عام 2014.

وأشارت مصادر مطّلعة على مسودّة التّقرير إلى أنّه اشتمل على انتقاد لاذع لثلاثة مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيليّة: رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون وقائد هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ سابقًا، بيني غانتس. ويقول المطّلعون على المسوّدة إنّ التّقرير الأوّليّ يفيد بأنّ كلًّا من نتنياهو، يعالون وغانتس أداروا كافّة مراحل الحرب لوحدهم، بينما أقصوا أعضاء المجلس الوزاري الأمنيّ الإسرائيليّ المصغّر، ناهيك عن إخفائهم قسمًا كبيرًا من التّفاصيل الهامّة عن وزراء آخرين من الكابينيت.

ويوجّه التّقرير الأوّليّ انتقادًا للحكومة الإسرائيليّة كونها لم تتطّرق، خلال الشّهور المعدودة التي سبقت العدوان الإسرائيليّ على غزّة، إلى تهديد الأنفاق التي شيّدتها حماس، إلّا بشكل مقتضب وعامّ. كما وتمّ توجيه انتقاد على غياب الجهوزيّة والاستعداد الكافييين لمجابهة تهديد الأنفاق الهجوميّة الموجّهة إلى داخل إسرائيل.

وعقّب مكتب رئيس الحكومة، يوم الأربعاء، على مسوّدة التّقرير ومضمونه 'إن كانت الأمور التي ذكرتموها صحيحة، وتظهر فعلًا بالتّقرير، فنحن نرفض الأمر جملة وتفصيلًا. رئيس الحكومة هو الذي تمّ اختياره لإدارة الدّولة، بما فيها أوقات الحرب، وفي حملة الجرف الصّامد عقد الكابينيت عشرات الجلسات، أكثر من أيّ حملة أخرى في تاريخ الدّولة'.

أمّا يعالون وغانتس فلم يعّقبا على ما سرّب من أخبار بشأن مضمون مسودّة التّقرير.

ويشار إلى أنّ مسوّدة التّقرير مصنّفة على أنّها 'سريّة للغاية'، امتدّت على طول 70 صفحة. وتمّ توزيع المسوّدة على نتنياهو وعلى جملة من الوزراء السّابقين والحاليّين، ممّن كانوا أعضاء في الكابينيت طيلة فترة العدوان الإسرائيليّ على غزّة، عام 2014.

ويشار إلى أنّ وزير الأمن، موشيه يعالون، وزير التّربية والتّعليم، نفتالي بينيت، وزير الأمن الدّاخليّ، غلعاد إردان، وزيرالطّاقة، يوفال شتاينتس، وزير الماليّة سابقًا، يئير لبيد، وزير الأمن الدّاخليّ سابقًا يتسحاق أهرونوفيتس، وزيرة القضاء سابقًا، تسيبي ليفني ووزير الخارجيّة سابقًا، أفيغدور ليبرمان، تلقوّا نسخة من مسوّدة التّقرير حول سلوكيّات القيادة الإسرائيليّة أثناء العدوان الإسرائيليّ على غزّة.

وقد أمرت لجنة مراقبة الدّولة التّابعة للكنيست، مراقب الدّولة، شبيرا، فور انتهاء العدوان في صيف 2014، بالتّركيز على كيفيّة 'عمل الكابينيت ومراحل اتّخاذ القرارات'. كما وتناول التّقرير جهوزيّة الجبهة الدّاخليّة في إسرائيل، ومواجهة المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة لتهديد الأنفاق التي شيّدتها حماس. وجدير بالذّكر أنّ مراقب الدّولة، قام خلال الأشهر الأخيرة بالاستماع لشهادات كلّ من رئيس الحكومة الإسرائيليّ، نتنياهو، وكافّة أعضاء الكابينيت، وكذلك من مسؤولين في قيادة أجهزة الأمن الإسرائيليّ. كما وفحص مراقب الدّولة كافّة مضامين  جلسات الكابينيت، منذ إقامة الحكومة الإسرائيليّة، مطلع عام 2013.

وقال مقرّبون من رئيس الحكومة، نتنياهو، في نقدهم لمسوّدة التّقرير، إنّها 'تنضح رائحة سياسيّة'. وأضافوا أنّ 'تقرير مراقب الدّولة غير جادّ'. وعلقّوا بقولهم إنّهم يرفضون التّقرير ومضمونه، جملة وتفصيلًا، إذ ادّعوا أنّ الحرب تمّت إدارتها 'بشفافيّة غير مسبوقة، مقابل الكابينيت'. ويشار إلى أنّ المقرّبين من نتنياهو غضبوا أيضًا على عمليّة نشر المسوّدة الخاصّة بتقرير مراقب الدّولة، علمًا أنّها قابلة للتغيير والتّعديل، إلى حين صدور الصّياغة النّهائيّة.

كما وانتقد أيضًا مقرّبو وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعالون، مسوّدة التّقرير، إذ ادّعوا أنّ الحديث يدور 'عن مسوّدة فضائحيّة، لتسريبها دون تطرّق من تمّ انتقادهم، وحتّى المعلومات التي احتواها، غير المربوطة بالواقع'.

وواصل مقرّبو يعالون انتقادهم لمسوّدة التّقرير  'من يدّع أنّه لم يعلم بتهديد (الأنفاق) وتعاملنا معه، فهو يكذب على الجمهور'.

وخلص مقرّبو يعالون إلى أنّ مسودّة التّقرير 'مرصوفة بعدم التّدقيق، أقلّ ما يقال، ومشوبة بعدم فهم واضح للنشاط (العسكريّ) وللمنظومة'.

وأشارت مسودّة التّقرير إلى أنّ المباحثات التي أجرتها القيادة السّياسيّة بشأن قطاع غزّة عمومًا، وتهديد الأنفاق على وجه الخصوص، خلال الأشهر التي سبقت العدوان على غزّة، انعقدت في مسارين منفصلين؛ المسار الأوّل اشتمل على لقاءات جمعت كلّا من نتنياهو، يعالون وقادة كبار من المنظومة الأمنيّة، أمّا المسار الثّاني فقد اشتمل على لقاءات جمعت أعضاء الكابينيت، بحيث أنّ المسار الأوّل والمقلّص تناول الأوضاع بشكل مفصّل ودقيق، على خلاف المسار الثّاني الذي كان التذطرّق فيه إلى العدوان على غزّة، أكثر عامًّا.

وادّعى نتنياهو أنّ الكابينت، خلال العدوان على غزّة، كان مدركًا لتهديد الأنفاق في غزّة، خلافًا لمراقب الدّولة الذي شكّك برواية نتنياهو، إذ أنّه اكتشف، على سبيل المثال لا الحصر، أنّ قضيّة الأنفاق طرحت بالفعل خلال تقييم استخباراتيّ سنويّ لشعبة الاستخبارات العسكريّة أمام الكابيتيت، شهر شباط/فبراير لعام 2014، إلّا أنّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة، أفيف كوخافي، تناول موضوع الأنفاق بشكل عامّ، من بين عشرات الموضوعات الأخرى التي تناولها في الجلسة ذاتها.

إلّا أنّ مسودّة التّقرير الجديد أشارت إلى أنّ الجلسات المصغّرة تعاملت مع الأنفاق على أنّها تهديي حقيقيّ لأمن إسرائيل، خلافًا للجلسات الأوسع. وعلّق سياسيّ على هذه المعلومات بقوله إنّ من شأنها أن تؤدّي لزلزال 'هذا أكثر خطورة من تقرير لجنة فينوغراد التي تلت حرب لبنان الثّانية، وذلك لأنّه، من بين الأسباب الأخرى، توجّب استخلاص العبر ولم يفعلوا ذلك'.

اقرأ/ي أيضًا| شهيدة فلسطينية إثر القصف الإسرائيلي لغزة

التعليقات