نتنياهو ينتقد أوباما وينتظر ترامب لمواجهة مجلس الأمن

بدا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، غاضبا مساء اليوم السبت، في أول تعقيب له على تصويت مجلس الأمن مساء أمس الجمعة، لصالح قرار يجرم الاستيطان بأغلبية ساحقة، حيث انتقد نتنياهو امتناع الولايات المتحدة عن التصويت وعدم استخدام الفيتو.

ووجه نتنياهو خلال كلمته التي ألقاها في المراسيم الاحتفالية بعيد الأنوار 'حانوكا'، انتقادات شديدة اللهجة للرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، قائلا إن 'القرار يؤكد أن إدارة أوباما تعاملت بشكل علني مع الأمم المتحدة واختارت ملاحقة إسرائيل بالمحافل الدولية وعدم الدفاع عنها'.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستعيد تقييم علاقاتها مع الأمم المتحدة، قائلا: 'لقد أصدرت توجيهات لوزارة الخارجية بإعداد تقييم لكل روابطنا بالأمم المتحدة خلال شهر، بما فيها تمويل إسرائيل لمؤسسات الأمم المتحدة ووجود ممثلين للأمم المتحدة في إسرائيل.'

وشدد نتنياهو في خطابه على أن بلاده التي لن تتعامل مع قرار مجلس الأمن ولن تمتثل له، حيث تتطلع للتعاون والعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لمواجهة تداعيات هذا القرار، الذي وصفه بـ 'السخيف'.

واتهم الإدارة الأميركية الحالية، بالمشاركة في التخطيط لمشروع القرار ضد الاستيطان، مرجحا أن إدارة أوباما خططت وتعاملت من وراء الكواليس مع الجانب الفلسطيني لطرح المشروع والمصادقة على القرار، في محاولة من أوباما لفرض وقائع على الأرض، والسعي لفرض اجندته السياسة على إدارة ترامب.

وتمادى نتنياهو بانتقاد إدارة أوباما والأمم المتحدة التي وجه إليها أصبع الاتهام بملاحقة إسرائيل واستهدافها بالوقت الذي تلتزم الصمت حيال ما يحدث في سورية،على حد تعبير نتنياهو الذي وصف قرار الأمم المتحدة ضد الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة بـ 'العبثي والمشين'.

وتابع نتنياهو بكلمته التي بثت مباشرة على جميع سائل الإعلام الإسرائيلية: 'قرار الأمم المتحدة منحاز ومشوه وعبثي ومشين، لكننا سنتغلب عليه، فاعتبار جبل الهيكل والحائط الغربي أرض ومناطق محتلة بمثابة أمر سخيف وهو أشبه بالهذيان والهلوسة'.

ويعتقد رئيس الحكومة أن قرار مجلس الأمن، 'ما هو إلا محاولة لن تنجح'، بحسب نتنياهو، وتهدف لفرض أمور على إسرائيل بالحل الدائم، مستذكرا محاولة شبيهة قام بها الرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر، والذي كان 'رئيسا معاديا لإسرائيل'، على حد تعبير نتنياهو.

وفي محاولة من نتنياهو لإيصال رسالة للرئيس أوباما قال في كلمته: 'الرئيس كارتر في حينه ساهم بالتصويت على قرارات شبيهة ومناهضة لإسرائيل بالأمم المتحدة بيد أنها لم تنجح، حيث تصدينا لها ولم يحدث أي شيء، بل أن جميع الرؤساء بعد كارتر التزموا بالتعهدات الأميركية وامتنعوا عن فرض الحلول أو اتخاذ خطوات أحادية الجانب وفرضها على إسرائيل بمجلس الأمن'.

وخلافا لهذا النهج والإستراتيجية التي اعتمدتها واشنطن على مدار عقود، وحتى خلافا لتعهد الرئيس أوباما نفسه من العام 2011، قال نتنياهو: 'اختارت الإدارة الأميركية مساء أمس الجمعة، القيام بخطوات سريعة وخاطفة معادية لإسرائيل بتمرير قرار ضد الاستيطان، مؤكدا أن القرار ليس فقط لن يجلب السلام بل سيبعد تحقيقه وسيجعله صعب المنال'.