19/03/2017 - 08:21

نتنياهو يريد انتخابات مبكرة لمنع لائحة اتهام ضده

نتنياهو: بإمكاني أن أفوز أو أن أخسر بالانتخابات، لكن كحلون سيخسر وحسب* في حال تقديم موعد الانتخابات فإن التحقيقات ضد نتنياهو ستتوقف، لكن نتنياهو قد يكون مغامرا، لأنه في حال خسر الانتخابات ستتسارع التحقيقات ضده

نتنياهو يريد انتخابات مبكرة لمنع لائحة اتهام ضده

(أ.ف.ب.)

أجمع المحللون السياسيون على أن إقدام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على افتعال أزمة ائتلافية والتلويح بانتخابات عامة مبكرة نابع من أنه يريد فعلا انتخابات كهذه من أجل إيقاف التحقيقات الجنائية بشبهات فساد التي تجريها الشرطة ضده ومنع التوصية بتقديم لائحة اتهام.

وتوجه نتنياهو فجر اليوم، الأحد، إلى الصين في زيارة رسمية، هي الثانية من نوعه خلال ولاية حكومته الحالية. وقبل صعوده إلى الطائرة، قال نتنياهو إن 'الحكومة قائمة بالاستناد إلى الاتفاقيات الائتلافية. ونص الاتفاق الائتلافي بصورة واضحة على أن جميع الأحزاب ملتزمة بقرارات حزب الليكود، أي قراراتنا، في موضوع الإعلام، بما في ذلك إغلاق الهيئة' أي هيئة البث الجديدة التي قرر نتنياهو بنفسه في الماضي إقامتها وإغلاق سلطة البث لأنها لا تقوم بتغطية مؤيدة له.

وكانت قد اندلعت في منتصف الأسبوع الماضي أزمة ائتلافية عندما دعا نتنياهو إلى عدم إغلاق سلطة البث وتأجيل انطلاق عمل هيئة البث الجديدة، ما أثار غضب رئيس حزب 'كولانو' ووزير المالية، موشيه كحلون، الذي رفض طلب نتنياهو. لكن بعد يوم واحد أعلن نتنياهو عن تراجعه ووافق على انطلاق عمل هيئة البث في موعده. ثم عاد نتنياهو، أمس السبت، وأعلن عن تراجعه وأنه يرفض إغلاق سلطة البث حاليا.    

وقال نتنياهو فجر اليوم إنه 'لا يعقل أنه يوجد وضع فيه نحن في الليكود مع 30 نائبا في الكنيست نحترم كافة بنود الاتفاقيات الائتلافية التي وضعتها أحزاب صغيرة، حتى في المواضيع التي لا نوافق عليها مثل فرض ضريبة على شراء شقة ثالثة، الذي اعترض عليه الليكود كله، ولكننا نحترم هذا لأنه توجد اتفاقيات، وعندما نطرح بنودنا، الهامة بالنسبة لليكود ولي، لا يحترمونها. هذا ليس مقبولا علينا'.

وكان نتنياهو قد اعتبر خلال مشاورات أجراها مع مقربين منه نهار أمس أنه 'بإمكاني أن أفوز أو أن أخسر بالانتخابات، لكن كحلون سيخسر وحسب'. كذلك قال رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان، أمس، إن الليكود لا يخشى انتخابات مبكرة.

من جانبه، دعا رئيس كتلة 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عبر 'تويتر' إلى عدم تفكيك الحكومة. 'أدعو الجميع إلى العمل بمسؤولية ومنع انتخابات مكلفة ولا حاجة لها وستمس باقتصاد ومواطني إسرائيل'.

وعلى خلفية هذه 'القنبلة' المفاجئة التي ألقاها نتنياهو من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة، جرى حراك سياسي في الكنيست أمس لبحث إمكانية تشكيل حكومة بديلة لفترة محدودة ومن ثم إجراء انتخابات عامة. وتمثل هذا الحراك باتصال بين رئيس كتلة 'المعسكر الصهيوني'، يتسحاق هرتسوغ، وكحلون. لكن التقديرات أن خطوة كهذه لن تنجح بسبب معارضة رئيس حزب 'ييش عتيد'، يائير لبيد، لها.  

*المحللون: نتنياهو يريد إبعاد لائحة اتهام ضده

أجمع المحللون في الصحف الصادرة اليوم، الأحد، على أن المنطق الوحيد الذي يفسر خطوة نتنياهو بشأن إغلاق هيئة البث قبل انطلاقها، هو أنه يريد إيقاف التحقيقات الجنائية ضده وإبعاد احتمال تقديم موعد لائحة اتهام، علما أن تقديم الانتخابات قد يكون مغامرة تسرع محاكمة نتنياهو.

وكتب كبير المعلقين في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، ناحوم برنياع، أن 'التفسير العقلاني الوحيد لخطوته موجود في مكان آخر غير هيئة البث، في تحقيقات الشرطة'.

وأضاف أن 'أعمال الفساد التي يخضع نتنياهو للتحقيق بشأنها ستثمر، على ما يبدو، عن توصية الشرطة بتقديم لائحة اتهام'، وأن 'قرارا بالتوجه إلى انتخابات جديدة ستجمد التحقيق وربما تفرغه من مضمونه. ونتنياهو سيدعي أن التحقيق ليس إلا مؤامرة من جانب اليسار. وسيجر ناخبي اليمين، حزبه، أعضاء ائتلافه والمجتمع الإسرائيلي إلى جولة جديدة، بعد سنتين فقط من الانتخابات السابقة. وإذ بقي في الحكم سيدعي أنه لا حاجة للتحقيق، فالشعب نظفه من أية شبهة. وبعد ذلك سيشكل الائتلاف نفسه الذي سئمه اليوم'.

ووفقا لمحلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، فإن 'نتنياهو يقدر على ما يبدو أن الشرطة توشك على التوصية بتقديم لائحة اتهام ضده، في الأسابيع القريبة، على الأقل في ملف المنافع الشخصية، 'القضية 1000'. والانتخابات، بموجب القانون الإسرائيلي، ستلجم خطوة كهذه، إلى ما بعد إغلاق صناديق الاقتراع'.  

وأضاف فيرتر أنه 'طالما لم توضع توصية على طاولة النيابة العامة، بإمكان نتنياهو أن يفعل ما يشاء. وبعد وضع توصية كهذه يصبح نتنياهو معاق سياسيا. الخيارات تضاءلت، حيز المناورة تقلص. أصبح ضعيفا، سياسيا. ولذلك، إذا كان يسعى إلى وقف التحقيقات، فإنه يوجد منطق معين في إجراء انتخابات الآن'. لكن فيرتر أشار إلى أنه في حال خسر نتنياهو الانتخابات ولم يشكل الحكومة المقبلة فإن إجراءات التحقيق وتقديم لائحة اتهام ستتسارع.

كذلك رأى المحلل السياسي في صحيفة 'معاريف'، بن كسبيت، أن التحقيقات هي السبب الأساسي الذي دفع نتنياهو غلى افتعال أزمة ائتلافية والتلويح بتقديم الانتخابات، لكنه أشار إلى سبب آخر، وهو المحادثات التي أجراها نتنياهو الأسبوع الماضي مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات. 'وفقا لعدة مصادر، نتنياهو ذُعر من لقاءاته مع المبعوث الأميركي. لقد أدرك كم أخطأ اليمين بالاعتماد على المسيح ترامب. وهو يخشى ’الصفقة النهائية’ التي سيطرحها ترامب أمامه، وهي صفقة ستجعله يشتاق إلى أوباما، لأنه بالإمكان قول ’لا’ لأوباما'. 

التعليقات