24/03/2017 - 12:08

مؤشرات على تراجع كحلون وحل أزمة ائتلاف نتنياهو

تلويح نتنياهو بتقديم الانتخابات أثار الهلع في صفوف جميع أحزاب الائتلاف، وبضمنهم الليكود، وكحلون بدأ يظهر مؤشرات على تراجعه عن إطلاق هيئة البث وتأييد مشروع قانون قمع الصحافة

مؤشرات على تراجع كحلون وحل أزمة ائتلاف نتنياهو

(رويترز)

وفقا لتحليلات نُشرت في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة، فإن الحلبة السياسية الإسرائيلية عموما، وأحزاب الائتلاف خصوصا، أصيبوا جميعا بحالة هلع جراء تلويح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتقديم موعد الانتخابات. ربما بالإمكان استثناء حزب 'ييش عتيد' برئاسة يائير لبيد، الذي تتوقع الاستطلاعات جميعها تعزيز قوته بالانتخابات المقبلة، وحتى أنه قد يتفوق على حزب الليكود الحاكم. وكذلك القائمة المشتركة التي ستحافظ على قوتها.

لكن هناك أسباب أخرى تجعل أحزاب الائتلاف، وخصوصا الأحزاب الحريدية فيه، شاس و'يهدوت هتوراة'، تصاب بالهلع. إذ أن الحريديم ينظرون إلى الحكومة الحالية على أنها أفضل حكومة شُكّلت في تاريخ إسرائيل. ليس لأنها حكومة يمين متطرف، وإنما لأن خزينة الدولة مفتوحة أمامهم من أجل تمويل مؤسساتهم الدينية ومشاريعهم السياسية.

وذكر محلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'ماكور ريشون'، زئيف كام، أن نتنياهو تحدث مع وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، من كتلة 'يهدوت هتوراة' الحريدية، أثناء سفرهما إلى الصين، في بداية الأسبوع الحالي، حول إمكانية تقديم الانتخابات. وبحسب المحلل فإن ليتسمان صُعق من هذه الفكرة وأنه لم يُخفِ هلعه منها، ورفضها كليا.

وكتب كام أن ثمة روايتين في هذا السياق. الرواية الأولى تقول إن نتنياهو جاد في تهديده بتقديم الانتخابات في حال عدم حل الأزمة بينه وبين وزير المالية، موشيه كحلون، حول إطلاق عمل هيئة البث العام، في نهاية نيسان/أبريل المقبل. فنتنياهو تراجع حاليا عن إطلاق عمل هذه الهيئة، بينما لا يزال كحلون يصر على لإطلاقها.

وأضاف كام أن الرواية الثانية تقول إن نتنياهو لا ينوي فعلا تقديم الانتخابات وإنما لوح بهذه الفكرة من أجل ممارسة ضغط على كحلون لكي يتراجع عن موقفه الرافض لإغلاق هيئة البث.

 ويبدو أن الرواية الثانية هي الأقرب إلى الواقع، حسبما كتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، وذلك لعدة أسباب. أول هذه الأسباب هو اعتراض جميع أحزاب الائتلاف على تقديم الانتخابات. السبب الثاني هو وجود مؤشرات على نجاح ضغوط نتنياهو وتراجع كحلون.

ووفقا لفيرتر فإن نتنياهو تبلغ، في بداية الأسبوع، بأن كحلون هلع من إمكانية تقديم الانتخابات. وفي أعقاب ذلك، أوعز نتنياهو لمقربيه، وفي مقدمتهم الوزير ياريف ليفين، بوقف المفاوضات مع المقربين من كحلون، حول هيئة البث، وفي موازاة ذلك تشديد مواقفهم ضد كحلون.

وأضاف فيرتر أن هذا الأمر ساهم في تراجع كحلون عن موقفه، وحتى أنه انضم إلى نتنياهو في مهاجمة مدير عام ورئيس هيئة البث الجديدة بسبب تعيينهما الإعلامية غيئولا إيفن – ساعر، زوجة خصم نتنياهو غدعون ساعر، مذيعة رئيسية لنشرات الأخبار المركزية في القناة الجديدة التي من المقرر أن تطلقها هيئة البث العام. واعتبر كحلون أن تعيين إيفن ساعر هي 'محاولة لإسقاط حكومة شرعية'.

وتابع فيرتر أن مؤشرات ظهرت أمس، الخميس، دلت على أنه سيتم 'تحطيم' هيئة البث بواسطة المصادقة على مشروع قانون بمبادرة نتنياهو ويرمي إلى فرض رقابة أكبر على وسائل الإعلام. ونقل فيرتر عن مصدر في وزارة الاتصالات قوله إن كحلوم نفذ تراجعا آخر عن موقفه، وأنه بات مستعدا للموافقة على تأجيل إطلاق بث الهيئة لعدة أسابيع. وخلال هذه الفترة سيتم سن مشروع القانون المذكور، ليزيل عائقا أمام 'تحطيم' هيئة البث.

لكن من الجهة، هناك تطورات تزيد من قلق نتنياهو حيال استمرار حكمه. أحد هذه التطورات معروف ويتعلق بالتحقيقات الجنائية ضده في قضايا فساد. وتطور آخر، سلبي بالنسبة له، يتعلق بتلويحه بتقديم الانتخابات، إذ تشكلت إثر ذلك كتلة داخل حزب الليكود في الكنيست، تضم نصف أعضائها على الأقل، دعت إلى تسمية مرشح من الحزب لخلافة نتنياهو من دون انتخابات، في حال تقرر تقديم الانتخابات. وهذه الكتلة مؤلفة من أعضاء كنيست لن ينتخبون ثانية بموجب دستور الليكود.

   

التعليقات