30/03/2017 - 09:11

"تجديد علاقات إسرائيل مع نيكاراغوا إنجاز سياسي وثمرة جهود سرية"

مسؤول في الخارجية الإسرائيلية يعتبر تجديد العلاقات مع نيكاراغوا على أنه إنجاز سياسي لأن الحديث عن دولة كانت مناهضة لإسرائيل، ومرتبطة بكوبا وإيران، وداعمة للفلسطينيين

الرئيس أورتيغا

قال مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية إن مفاوضات سرية استمرت لمدة سنة كاملة، وبوساطة دولة ثالثة وعدد من الشخصيات وتعهدات إسرائيلية بتقديم المساعدات الاقتصادية والمدنية، كل ذلك أدى إلى تجديد العلاقات الدبلوماسية مع نيكاراغوا، الأمر الذي تعتبره إسرائيل "إنجازا سياسيا".

يذكر أنه منذ مطلع حزيران/يونيو 2010، أي بعد عدة أيام من هجوم البحرية الإسرائيلية الدموي على سفينة مرمرة، أعلنت الحكومة في نيكاراغوا عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، علما أن العلاقات في السنوات التي سبقت ذلك كانت متوترة بسبب مواقف حكومة دانيل أورتيغا من إسرائيل، إضافة إلى التقارب بين نيكاراغوا وإيران في حينه.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، الصادرة صباح اليوم الخميس، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت قبل نحو سنة محاولة تجديد العلاقات مع أربع دول في أميركا اللاتينية: كوبا التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل عام 1973، وبوليفيا وفنزويلا اللتين قطعتا علاقاتهما مع إسرائيل عام 2009، ونيكاراغوا. وفي أعقاب إجراء عملية تقييم للوضع تقرر أن نيكاراغوا هي الأكثر إمكانية لتحقيق تقدم في تجديد العلاقات.

وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإنه تم تشخيص رغبة لدى نيكاراغوا في التقرب من الولايات المتحدة، لجذب استثمارات ومساعدات في مجال البنى التحتية لتطوير وضعها الاقتصادي. ويقول مسؤول في الخارجية الإسرائيلية إنه تقرر المبادرة إلى التوجه إلى حكومة نيكاراغوا وفحص ما إذا كان الرئيس أورتيغا على استعداد لتجديد العلاقات مع إسرائيل.

وجاء أن الرسائل الأولى التي أرسلت إلى العاصمة ماناغوا كانت عن طريق دولة في أميركا الوسطي تقيم علاقات جيدة مع إسرائيل، وعبر قنوات غير رسمية من قبل أشخاص أفراد. وبعد عدة شهور، وصلت ردود إيجابية من حكومة نيكاراغوا عبرت عن جاهزية لاستقبال مبعوث إسرائيلي رسمي لإجراء محادثات أولية. وكانت الزيارة الأولى قبل نحو سنة، حيث وصل رئيس دائرة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية، مودي أفرايم، سرا إلى ماناغوا.

وأشار المسؤول نفسه إلى أن أفرايم اجتمع مع عدد من المقربين إلى الرئيس أورتيغا، وعرض عليهم إعادة النظر في قرار قطع العلاقات مع إسرائيل، كما قدم اقتراحا إسرائيليا يقضي بتجديد العلاقات في المرحلة الأولى بدون شروط، وفي المرحلة الثانية تدرس إسرائيل إمكانية تقديم المساعدات لنيكاراغوا بشكل مباشر من الحكومة، وخاصة في مجال البنى التحتية والمياه، وبشكل غير مباشر عن طريق تشجيع رجال أعمال إسرائيليين للاستثمار فيها.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل لم تعرض تقديم مساعدات أمنية، كما أن نيكاراغوا لم تبد اهتماما بالحصول على مساعدات أمنية.

وجاء أن لقاءات أفرايم انتهت بأجواء إيجابية، ولكن بدون قرارات. واستمرت الاتصالات في الشهور التي تلت، من خلال عشرات المكالمات الهاتفية وتبادل الرسائل الإلكترونية بينه وبين كبار المسؤولين في حكومة نيكاراغوا. كما توجه عدد من الإسرائيليين واليهود المقربين من كبار المسؤولين في نيكاراغوا للضغط باتجاه تجديد العلاقات.

وجاء أيضا أنه تم تسريع الاتصالات مؤخرا، وقبل أسبوعين، توجه أفرايم في زيارة سرية أخرى إلى نيكاراغوا، حيث التقى مع وزير الخارجية، وعدد من كبار المستشارين للرئيس. وبعد يومين من المحادثات توصل الطرفان إلى اتفاق لتجديد العلاقات.

ومنذ التوصل إلى اتفاق، عمل الطرفان على صياغة بيان مشترك. وكان من المفترض أن ينشر البيان الأسبوع القادم، بيد أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في خطاب له، الثلاثاء، والتي جاء فيها أن دولة أخرى ستعلن عن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أدى إلى كشف الاتصالات مع نيكاراغوا، واقتضى تسريع إصدار البيان المشترك.

واعتبر مسؤول إسرائيلي تجديد العلاقات مع نيكاراغوا على أنه "إنجاز سياسي لأن الحديث عن دولة كانت مناهضة لإسرائيل، ومرتبطة بكوبا وإيران، وداعمة للفلسطينيين".

التعليقات