14/08/2017 - 15:33

غزة: الجدار العازل للأنفاق إحكام للحصار البري والبحري

أنه في المرة المقبلة التي ستطلق كبسولة أو بالون من غزة سيبدأ الجيش الإسرائيلي بالإعداد لبناء سقف من الحديد فوق القطاع، فيتم عزل غزة ة عن سمائها أيضا، حفاظا على أمن إسرائيل.

غزة: الجدار العازل للأنفاق إحكام للحصار البري والبحري

آليات إسرائيلية تبحث عن أنفاق قرب غزة (أ.ف.ب.)

ساخرا من قرار إسرائيل ببناء جدار حديدي تحت الأرض كوسيلة للتصدي لأنفاق قطاع غزة، كتب الصحافي غدعون ليفي، أنه في المرة المقبلة التي ستطلق كبسولة أو بالون من غزة سيبدأ الجيش الإسرائيلي بالإعداد لبناء سقف من الحديد فوق القطاع، فيتم عزل غزة ة عن سمائها أيضا، حفاظا على أمن إسرائيل.

واذا كانت غزة هي القفص الذي تقوم إسرائيل بإغلاقه بإحكام بشكل عنيف وأحادي الجانب، مثل كل إجراءاتها الأخرى ضد الفلسطينيين، بدءًا ببناء جدار الفصل العنصري على أراضيهم وحتى المستوطنات، كما يقول ليفي في مقال نشرته "هآرتس"، فإن إسرائيل أيضا تحبس ذاتها وراء مجموعة من الجدران تحت ذرائع ومسميات مختلفة، جدار الفصل والجدار الحدودي، الجدار السيئ والجدار الطيب، جدار مخيف في وجه لاجئ من أفريقيا وجدار فصل في وجه الحفاة في مخيم الدهيشة، وقريبا سيكون جدار الكتروني محيط بأم الفحم كرد على "الإرهاب" الذي يخرج منها.

ويدور الحديث عن أحد أكبر المشاريع وأهم التحديات التكنولوجية بالنسبة لإسرائيل، حيث تصل كلفته ثلاثة مليارات شيكل، وهو، كما يصفه المحلل الإسرائيلي للشؤون الأمنية، يوسي ميلمان، مشروع مدني/ عسكري يتضمن عناصر تكنولوجية وهندسية غير مسبوقة على مستوى عالمي، سيحيط عند استكماله، بعد نحو سنتين، قطاع غزة بحائط إسمنتي تحت أرضي وبجدار علوي، يجعلان من الصعب على حماس حفر الأنفاق إلى داخل إسرائيل.

ويكشف ميلمان، في مقال نشرته "معاريف"، أن المشروع يشمل عائقا بحريا أيضا، حيث سيتم إقامة "مصاف" على حدود القطاع وعليه جدار بارتفاع ستة أمتار، تركب عليه مجسات ووسائل استخبارية تجعل من الصعب على وحدات الكوماندو البحرية التابعة لحماس التسلل إلى إسرائيل، كما حدث خلال عملية "الجرف الصامد" قبل ثلاث سنوات.

ويشير إلى أن العائق البري والعائق البحري يبنيان في أراضي إسرائيل على مسافة نحو 200 متر من الحدود، منعا للادعاء بأن إسرائيل تخرق سيادة غزة.

ويتضمن الجدار، وفقا لميلمان، ثلاثة عناصر هي، حائط مسلح من الإسمنت والحديد على عمق سحيق يمتد إلى عشرات الأمتار في أعماق الأرض، تربط به مجسات غايتها تشخيص الأصوات والتموجات لحفر الأنفاق في باطن الأرض، إلى جانب جدار علوي بارتفاع ستة أمتار، يتم على امتداده بناء ونصب أبراج مراقبة، كاميرات ومواقع قيادة ورقابة، ترتبط جميعها بمنشأة تحكم مركزية في قاعدة خلفية.

الأعمال التي بدأت قبل بضعة أشهر تنقسم إلى مقاطع وتمتد على طول الحدود البالغة 65 كيلو متر، فيما تجري عمليات الحفر إلى أعماق الأرض بآلات وعتاد حفر خاصة، حيث سيتم بعد ذلك إنزال مبنى حديدي إلى الحفريات، من أجل منع الانهيار في التربة، التي هي رملية في معظمها، إذ سيتم ضخ معدن يسمى بيتونايت، بعد ذلك يصب في الحفريات الإسمنت المسلح، الذي سيشكل العائق المادي.

وإلى حائط العائق يتم ادخال مجسات ذكية لتشخيص كل ضجيج تحت أرضي يشهد على حفر الأنفاق، أما كميات التراب الهائلة التي سيتم إخراجها من قلب الأرض، فستستخدم لإقامة كثبان عالية على طول حدود القطاع.

وبلغة ليفي الساخرة، سيقوم ببناء هذا الجدار عمال من مولدوفا وطالبي لجوء من أفريقيا وسيتم وضع أجهزة للرؤية وإطلاق النار، مع مجندات شجاعات يحصلن على المجد في الصحف بعد كل عملية قتل، وأيضا أقفاص كبيرة من الحديد مع أنابيب ضد الماء ومجسات للتحذير، وهو يستدرك قائلا، فقط هناك تحذير واحد ناقص في هذا الجهاز وهو التحذير من جنون الأجهزة، دونالد ترامب على حدود المكسيك وإسرائيل على حدود غزة، والجنون متشابه في الحالتين بشكل كبير.

 

التعليقات