14/03/2024 - 18:26

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي يحث إسرائيل على إجراء انتخابات مبكرة

حث زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، على إجراء "انتخابات جديدة" في إسرائيل، معتبرا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد يجعل تل أبيب "منبوذة" في ظل الحرب على غزة، ويشكل "عثرة أمام السلام".

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي يحث إسرائيل على إجراء انتخابات مبكرة

شومر ونتنياهو (أرشيفية - مكتب الصحافة الحكومي)

دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، اليوم الخميس، إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، معتبرا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يشكل "عقبة أمام السلام"، وأن ائتلافه "يضر بإسرائيل".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن البيت الأبيض، أن شومر أطلع الرئيس، جو بايدن، على نص الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الشيوخ، ويعتبر أقوى تصريح يصدر عن مسؤول في الحزب الديمقراطي، يُنظر إليه على أنه أشد المؤيدين لإسرائيل.

وقال شومر "لقد ضل رئيس الحكومة نتنياهو طريقه، حيث جعل استمراريته السياسية قبل مصلحة إسرائيل العليا".

وأضاف "إذا بقي نتنياهو في السلطة بعد الحرب، فيجب على الولايات المتحدة أن تلعب دورا فعالا في تشكيل سياسة إسرائيل باستخدام أدوات الضغط المتاحة"، معتبرا أن نتنياهو قد يجعل تل أبيب "منبوذة" بسبب الحرب على غزة.

وذكر شومر عضو الحزب الديمقراطي أيضا أن رفض إسرائيل لحل الدولتين "خطأ فادح"، وحث المفاوضون غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، على فعل "كل شيء ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى غزة".

وأضاف أن "إسرائيل لا يمكنها أن تتطلع إلى النجاح كدولة منبوذة تتعارض مع بقية العالم"، مشددا على أنه يتعين على إسرائيل إجراء "تصحيحات كبيرة في المسار" لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين.

وقال شومر "عند هذا التقاطع المفصلي، أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها"، معتبرا أن "تحالفا يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي احتياجات إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وأضاف شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، إن نتنياهو أحاط نفسه بمتطرفين يمينيين أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، و"أبدى استعدادا كبيرا للتسامح مع الخسائر المدنية في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية".

وتابع "لا يمكن لإسرائيل الصمود إذا أصبحت منبوذة". وأكد أنه يؤيد وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في الحرب على غزة. وجاء الخطاب وسط استياء متزايد بين الديمقراطيين في الكونغرس، وزيادة الضغط من الرئيس بايدن على حكومة نتنياهو بسبب حجم الخسائر في أرواح المدنيين من جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة.

يأتي المؤشر الجديد إلى تراجع الثقة الأميركية تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد أيام قليلة من تصريحات للرئيس جو بايدن أكد فيها أن نتنياهو "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها".

ورد سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، على تصريحات شومر، وقال إن "إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة. وليس مفيدًا، خاصة عندما تكون إسرائيل في حالة حرب ضد منظمة حماس؛ الإشارة إلى المشهد السياسي الداخلي لحليف ديمقراطي. إن ذلك يتعارض مع أهدافنا المشتركة".

بدوره، قال حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، إن "إسرائيل ليست جمهورية موز، بل هي ديمقراطية مستقلة وفخورة، وهي التي انتخبت رئيس الحكومة نتنياهو الذي يتبع سياسة حازمة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الشعب".

وتابع الليكود، في بيان، أنه "على النقيض من كلام شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر المطلق على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".

وختم بالقول: "نتوقع أن يحترم السيناتور المحافظ حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها. خصوصا في زمن الحرب".

بدوره، اعتبر حزب "ييش عتيد" المعارض أن "الشيء الوحيد الذي يحظى بأغلبية كبيرة في إسرائيل، هو أن المطلب برحيل نتنياهو لأن أكبر كارثة في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة مكتوبة باسمه. وهو حتى اليوم لا يهتم إلا بمستقبله السياسي وسيفشل في ذلك أيضًا".

وفي منشور على منصة "إكس"، قال الوزير في "كابينيت الحرب" ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس: "تتقاسم الولايات المتحدة وإسرائيل قيمًا ومصالح مشتركة، ومواطنو إسرائيل وقيادتها ممتنون جدًا لوقوف الولايات المتحدة إلى جانب دولة إسرائيل في أوقاتها الصعبة والمعقدة".

وأضاف أن "زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، صديق لإسرائيل، ويساعدها كثيرا حتى هذه الأيام، لكنه أخطأ في تصريحه. إن إسرائيل دولة ديمقراطية قوية، ومواطنوها وحدهم هم الذين سيحددون قيادتها ومستقبلها. وأي تدخل خارجي في الأمر غير صحيح وغير مقبول".

التعليقات