يقدّر مسؤولون إسرائيليّون أن احتمالات إلغاء العقوبات الأميركيّة الوشيكة، التي تستهدف كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ؛ منخفضة، بحسب ما أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة العامّة ("كان 11") في تقرير.
ووفق هيئة البثّ، فإنّه على الرغم من عِلم تل أبيب بأنّ واشنطن كانت تبحث إمكانية فرض عقوبات من هذا القبيل، "إلا أنّ كل رؤساء الأجهزة (الإسرائيلية المختلفة) فوجئوا بالقرار".
وذكر التقرير أن التقديرات في إسرائيل، تشير إلى أن توقيت الإعلان غير الرسميّ حتى الآن، بشأن فرض عقوبات على "نيتساح يهودا"؛ "ليس محض صدفة"، وأنّ لذلك علاقة بموافقة الكونغرس على حزمة المساعدات الضّخمة لإسرائيل.
وكان مجلس النواب قد أقرّ حزمة مساعدات، بقيمة 26.4 مليار دولار لإسرائيل، بأغلبية 366 صوتا، مقابل 58.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بشأن ذلك، إن "التشريع الذي صدق عليه مجلس النواب سيسمح بدعم دفاع إسرائيل في مواجهة إيران ووكلائها، كما سيسمح بزيادة تدفُّق المساعدات الملحّة للمدنيين في غزةّ".
في السياق، تحدّث وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد، مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بشأن العقوبات الأميركية الوشيكة، كما أجرى محادثة في السياق ذاته مع السفير الأميركي لدى إسرائيل، ومن المقرر أن يتحدثّ كذلك مع وزير الخارجية الأميركيّ، أنتوني بلينكن.
وأبلغ غالانت الجانب الأميركي بأن "مقاتلي كتيبة ’نيتساح يهودا’ يعملون على الخطوط الأمامية - منذ اندلاع الحرب، ويعملون على إبعاد قوات حزب الله عند الحدود الشماليّة، وإحباط العناصر الإرهابية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، ويعملون على تفكيك كتائب حماس في قطاع غزة، ويخاطرون بحياتهم".
وزعم أنه "يتم تنفيذ نشاط الكتيبة وفقًا لقيم الجيش الإسرائيلي، ووفقًا للقانون الدولي، وأي حدث يخرج عن ذلك، يتم التعامل معه، وفقًا لما هو ملائم".
وذكر أن أي "محاولة لانتقاد وحدة بأكملها، تلقي بظلال ثقيلة على الجيش الإسرائيلي لحماية مواطني إسرائيل وإحباط عناصر الإرهاب"، عادّا أنّ "الضرر الذي يلحق بكتيبة واحدة هو ضرر للمنظومة الأمنية بأكملها، ومضيفا أن "هذه ليست طريقة التعامُل مع الشركاء والأصدقاء".
وقال إن "صديقنا وعدونا" يتفحّص "العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، أكثر من أي وقت مضى، وآمل أن تتراجع الإدارة الأميركية عن عزمها على فرض عقوبات على كتيبة ’نتساح يهودا’، فقد يفتح ذلك بابا خطيرا لإجراءات مماثلة".
وكان الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيليّ، بيني غانتس، قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الأحد، في مكالمة هاتفيّة شكره خلالها "على دعم الولايات المتحدة في مواجهة الهجوم الإيرانيّ، وكذلك حزمة المساعدات التي تمّت الموافقة عليها الليلة الماضية في مجلس النوّاب".
وذكر غانتس أنه "حذّر وزير الخارجية من أن القرار المحتمل بشأن فرض عقوبات على كتيبة ‘نيتساح يهودا‘"، معتبرا أن ذلك يشكل "خطأ مزدوجا"، وأضاف أن هذا القرار "سيضر بشرعية إسرائيل في زمن الحرب، وليس له أي مبرر لأن إسرائيل لديها نظام قضائي قوي ومستقل، وتخضع جميع وحدات الجيش لقيادة تراعي القانون الدولي".
وحثّ بلينكن على "إعادة دراسة هذه المسألة". وعلى صعيد آخر، جاء في البيان أن "غانتس قال في حديثه مع وزير الخارجية الأميركي إنه إلى جانب الضغوط العسكرية التي تمارسها إسرائيل، من الضروري دفع قضية ‘اليوم التالي‘ في قطاع غزة بمشاركة الولايات المتحدة ودول المنطقة، بطريقة من شأنها أيضًا ممارسة ضغط سياسي على حماس، وتعزيز عودة الرهائن، وتمكين تعزيز محور الاعتدال في المنطقة".
التعليقات