02/05/2024 - 12:43

عاموس غلعاد: اجتياح رفح لا يضمن إعادة الرهائن الإسرائيليين

"إذا دخلنا إلى رفح من دون تنسيق مع المصريين والأميركيين، فإنك لن تضع حلا للشمال، وستكون هناك حربا متواصلة وتوسيعها إلى كافة أنحاء إسرائيل وسنخسر الحلف الإستراتيجي وتوسيع السلام والقدرة على مواجهة إيران"

عاموس غلعاد: اجتياح رفح لا يضمن إعادة الرهائن الإسرائيليين

مخيم للنازحين في رفح (Getty Images)

شكك الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والرئيس السابق للدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، في إمكانية أن تستعيد إسرائيل الرهائن من خلال اجتياح لرفح. وأشار في مقابلة أجرتها معه إذاعة 103FM اليوم، الخميس، إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة لدى إسرائيل.

وتطرق غلعاد، الخبير في الحلبة الفلسطينية كضابط مخابرات ويرأس "المعهد للسياسة والإستراتيجية" في جامعة رايخمان، إلى زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، ودوره في مفاوضات تبادل الأسرى. وقال إن "السنوار يريد أن ننسحب من غزة ويرى أن بإمكانه ترميم حكمه الشرير، ويرى أنه حقق إنجازات إستراتيجية كثيرة، وأنه قادر على تحقيق انسحاب (إسرائيلي) كامل، وهو يسعى إلى ذلك".

واعتبر غلعاد أن "لدى إسرائيل جيشها الذي قام بعمل مذهل فعلا، لكن لا توجد لدى الحكومة أي إستراتيجية. ويجب ربط الإستراتيجية بإنجازات عسكرية – مثل ماذا سيحدث في اليوم التالي، من سيحكم، كيف نجتث حماس مدنيا؟ ينبغي إعادة إعمار غزة، منحهم أفقا، الانضمام إلى محور إستراتيجي في الشرق الأوسط كردٍ على إيران".

لافتة كبيرة بوسط تل أبيب تدعو الإسرائيليين إلى "الوحدة" (Getty Images)
​​​​

وتابع أن "السنوار لديه إستراتيجية واضحة، أن بإمكانه العودة للحكم. وينبغي الإعلان عن السنوار أنه هدف إلى حين تفكك جهازه، حتى لو دام ذلك سنين".

وأضاف غلعاد أن "على إسرائيل العمل بموجب سلم الأولويات الصحيح، وعلينا إعادة الـ133 مخطوفا كهدف أعلى. وأنا أرى الدعاية والتهجمات ضد المخطوفين، الذين تخلت الدولة عنهم، وعليها الآن أن تنقذهم. هل ستنقذهم؟ لن يكون هناك انتصارا مطلقا أبدا. ويجب فعل أي شيء من أجل تحريرهم، وبضمنهم الجنود والمجندات والجيش الإسرائيلي والدولة والجهاز مدينون لهم".

وقال غلعاد إنه "إذا دخلنا إلى رفح، فإن هذا لا يضمن إحضار المخطوفين. لا ضمان لحدوث ذلك، وهذه ليست إستراتيجية، ولا يوجد إستراتيجية. وحقيقة هي أنه بعد ستة أشهر لا يزال السنوار موجود، وحتى أنه يضع شروطا ونحن ننتظر ردّه، وهذا نتيجة غياب الإستراتيجية".

وأشار إلى أنه "إذا دخلنا إلى رفح من دون تنسيق مع المصريين والأميركيين، فإنك لن تضع حلا للشمال (أي مقابل حزب الله)، وستكون هناك حربا متواصلة وبضمن ذلك توسيعها إلى كافة أنحاء إسرائيل وسنخسر الحلف الإستراتيجي وتوسيع السلام والقدرة على مواجهة التهديد المركزي (إيران) وهو أكبر بكثير من السنوار، فهو ليس القوة المركزية في الشرق الأوسط".

وحسب غلعاد، فإن "التهديد المركزي هو إيران. ودور الحكومة أن تنظر إلى الصورة الواسعة. وإذا رأى السنوار تصدعات بيننا وبين الولايات المتحدة، مذكرات اعتقال من المحكمة الدولية (ضد قادة إسرائيل)، فلن تكون هناك تحالفات إقليمية، ومن حقق هذا كله؟ إنه السنوار الذي بإمكانه البقاء هناك. وحتى لو طاردته في رفح، فإن هذه قد تكون حربا متواصلة ستتسع إلى حرب مع الشمال".

التعليقات