"دولة لديها جهاز أمن أم جهاز أمن لديه دولة"..

-

لا تقوم وزارات خارجية الدول السوية، وحتى دول نصف سوية وغير سوية، بالتأكيد على أنها دولة لديها جهاز أمن وليس جهاز أمن لديه دولة إلا إذا كانت تسعى لنزع صفة كهذه باتت مكشوفة للعيان.

جاء ذلك على لسان كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية في توجههم إلى وزير الخارجية ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) بضرورة التدخل فيما يحصل في مطار "بن غوريون" (اللد) من فحص مذل ومهين، في أعقاب شكاوى قدمت من سفراء دول إلى وزارة الخارجية.

وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإن صورة إسرائيل ليست جيدة، وأن أحداً لا يدرك مدى الأضرار التي يتسبب بها جهاز الأمن العام للسياحة. ونقل عن أحد كبار المسؤولين قوله " إن إسرائيل دولة لديها جهاز أمن عام، وليس جهاز أمن عام لديه دولة".

وفيما لم تتم الإشارة إلى الإجراءات الأمنية المتبعة ضد الفلسطينيين في الداخل في المطار، فقد كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقريرها الذي يحمل عنوان " السفراء يشتكون: موظفو الأمن في المطار يذلون السائحين- يفحصون في داخل الثياب الداخلية"، أن تانيا هيش (24 عاماً) وهي طالبة في كلية الطب من ألمانيا، وتستكمل دراستها لمدة 4 شهور في مستشفى بيلنسون في "بيتاح تكفا" قد تعرضت لعملية تفتيش مهينة ومذلة في المطار.

وجاء أن الطالبة المذكورة قد تعرضت لتفتيش أمني استغرق أكثر من ساعة، طلب منها خلاله خلع ثيابها، ولم تتردد الموظفة الأمنية في إدخال يديها إلى داخل ثياب الطالبة الداخلية، بل وطلبت منها الانحناء من أجل استكمال الفحص في مواضع الحشمة من جسدها باستخدام مصباح كهربائي. وفي نهاية الفحص لم يقدم لها أحد أي اعتذار..

ولم تكن شكوى الطالبة المذكورة الوحيدة التي قدمت هذا الأسبوع من قبل السفارة الألمانية في إسرائيل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية. وعلم أنه تمت ترجمة كافة شكاوى المواطنين الألمان، وبعضهم دبلوماسيون أو مبعوثون من قبل الحكومة الألمانية، إلى العبرية ووضعت في ملف واحد.

وكان من بين الشكاوى، تلك التي قدمت من قبل مجموعة تضم 4 تلميذات في كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، والتي تفيد أنهن تعرضن لفحص جسدي مهين، في حين طلب من اثنتين منهما خلع ثيابهما. كما تتضمن شكوى مواطن ألماني تعرض للإذلال، وفي أعقاب ذلك احتجز في المطار لمدة ساعتين، وعندما احتج على هذا التصرف، قيل له أنه من الأفضل عدم المجيء إلى البلاد ثانية.

وبحسب الصحيفة فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تفاجأ بالشكاوى، لكون الوزارة تتلقى مؤخراً سيلاً من الشكاوى من سفارات دول مختلفة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وتشيلي وغيرها. وتتركز غالبية الشكاوى فيما يحصل من تفتيش مهين واستخفاف بالسائحين في المطار. واشتكى بعضهم من الاحتجاز لعدة ساعات، والتفتيش العاري وإعطاب أجهزة ومعدات مثل الحواسيب المتنقلة.

وفي سياق ذي صلة تجدر الإشارة إلى أن الكاتب ب.مخائيل كان قد كتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة يوم أمس، مشيراً إلى تحقق تنبؤ البروفيسور يشعياهو ليفوفيتش بشأن تحول إسرائيل إلى دولة شاباك في نهاية المطاف. وفي هذا السياق أشار إلى أن "دولة "نصف سوية" بحاجة إلى من يضع لجاماً للشاباك، ولكن على ما يبدو فإن إسرائيل قد فاتها هذا القطار"..

التعليقات