هل سيكون العام 2017 عام انهيار نتنياهو؟

نتنياهو يوصف بأنه مرهق ومستنزف وغير متركز وأفكاره مبعثرة وتطورات الأيام الأخيرة من العام 2016 تشير إلى أن 2017 سيكون مختلفا تماما وتحمل دلالات انهيار، خاصة في أعقاب القرار 2334 وخطاب كيري والقرار بإجراء تحقيق جنائي معه

هل سيكون العام 2017 عام انهيار نتنياهو؟

يبدو أن تطورات الأيام الأخيرة من العام 2016 تشير إلى أن عام 2017 سيكون مختلفا تماما بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويحمل دلالات انهيار، خاصة في أعقاب قرار مجلس الأمن 2334، وخطاب وزير الخارجية الأميركية جون كيري، والقرار بإجراء تحقيق جنائي معه.

وتوقع المعلق للشؤون الحزبية، لصحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، أن يكون العام 2017 بالنسبة لنتنياهو، على أنه سنة تحول قد تؤدي إلى انهيار، مع تحول عملية تقصي الحقائق إلى تحقيق جنائي، حيث سيتم التحقيق معه تحت التحذير كمتهم بتهم خطيرة.

ولفت إلى أن الشخصيات التي قابلت نتنياهو الأسبوع الماضي، وصفوه بأنه 'مرهق ومستنزف وغير متركز وأفكاره مبعثرة'. ويضيف أنه بالرغم من أن العشرين من كانون ثان/ يناير، موعد دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يقترب ببطء، بالنسبة لنتنياهو، إلا أن ترامب لن يخلصه من 'الوحل الجنائي'، خاصة وأن 'كبر حجم التهم وخطورتها تعمق ضعف القائد الذي يجري التحقيق معه إزاء أنصاره في الحزب وفي الائتلاف الحكومي'.

وأشار في هذا السياق إلى  أن'الانهيار السياسي' الذي تواجهه إسرائيل مؤخرا، بدءا من قرار مجلس الأمن وحتى خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لن يزول في العام 2017. فالقرار ليس لمجلس الأمن وحده، وإنما العالم بأسره، من فرنسا وبريطانيا حتى روسيا الصين، فقد ملت هذه الدول من سياسة الاستيطان للحكومة الإسرائيلية وازدواجية خطاب قادتها.

كما يشير فيرتر إلى رد فعل نتنياهو على خطاب كيري، حيث تجاهل بشكل تام المبادئ التي وضعها لاتفاق محتمل، وهي مبادئ أساسية من المعروف أنه لا يمكن بدونها. كما أن رد فعله على قرار 2334 لمجلس الأمن كان نموذجا للانعزال العدواني كأنه جعل إسرائيل كوريا الشمالية، وساوى بين هذا القرار وبين قرار الجمعية العام للأمم المتحدة عام 1975 الذي أكد على الصهيونية عنصرية، ما يعني أنه بنظر نتنياهو الصهيونية اليوم هي المستوطنات.

ويتابع أن نتنياهو لا يعيد النظر بسياسته التي يقودها في السنوات الأخيرة، ولا يرى نفسه مسؤولا عن وضع إسرائيل في الساحة الدولية، وبشكل بطيء ومؤكد يحول إسرائيل إلى دولة منبوذة. وبحسب فيرتر، فإنه لا شك أن قضية 'عمونا' وقانون مصادرة الأراضي وشرعنة البؤر الاستيطانية، التي حذر هو بنفسها من أبعاده الخطيرة ولكنه صوت مع مرتين، أدى إلى قرار الولايات المتحدة عدم استخدام حق النقض ضد القرار 2334.

ورجح أن يتوجه نتنياهو في شباط/ فبراير إلى واشنطن كي يلتقي الرئيس الجديد في البيت الأبيض، وعندها سيقابل إنسانا يتمتع بشخصية إشكالية وذاتية متضخمة لا تقل عن نتنياهو نفسه. كما أن ترامب هو نموذج غير مستقر وغير متزن ومتقلب وخارج عن طوره. وخلافا لباراك أوباما، بحسب الكاتب، الذي احتوى كل ما بدر من نتنياهو تجاهه، إلا أن ترامب لن يكون متسامحا مع الألاعيب، وليس من المؤكد أن ينتظر 8 سنوات حتى يفقد صبره، وربما لن ينتظر 8 أسابيع.

كما لفت إلى أنه في جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني، التي عقدت الأحد الماضي، حاول بعض الوزراء، بينهم موشي كحلون وأريه درعي، إقناع نتنياهو بعدم الذهاب بعيدا في ما أسماه 'خطوات تنفيذية' ضد الدول التي صوتت مع قرار مجلس الأمن، وأنه بالإمكان الاحتجاج والتبرير، خاصة وأن موقف المجتمع الدولي من الاستيطان معروف مسبقا، وليس بسبب أن الولايات المتحدة اختارت ألا تستخدم حق النقض كحملة انتقامية من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بيد أن ذلك لم يغير شيئا من رد فعل نتنياهو.

ويشير فيرتر إلى أن التحفظ من تصرفات نتنياهو إزاء إدارة الرئيس باراك أوباما لم ترق بنظر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي يعرف جيدا حجم المساعدة الأمنية والاستخبارية غير المسبوقة التي قدمها أوباما لإسرائيل خلال سنوات ولايته، ولم ينس المرات التي استخدم فيها حق النقض، كما يذكر عشرات المرات التي سارع فيها أوباما إلى تقديم المساعدة لإسرائيل.

التعليقات