تقرير إستراتيجي إسرائيلي: يجب وقف الانزلاق نحو الدولة الواحدة

إسرائيل تنزلق نحو الدولة الواحدة * الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل * مكانة إسرائيل السياسية تتآكل * الجيش الإسرائيلي يواجه تدهورا وشروخا حطمت أرقاما قياسية سلبية

تقرير إستراتيجي إسرائيلي: يجب وقف الانزلاق نحو الدولة الواحدة

نتنياهو يلقي خطابًا في 'معهد دراسات الأمن القومي' (INSS)، تل أبيب (أ ف ب)

بيّن التقرير السنوي لـ'المعهد لدراسات الأمن القومي' الإسرائيلي أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تقود إسرائيل إلى 'الدولة الواحدة' بما يشكل خطرا عليها كدولة 'يهودية وديمقراطية'، كما يحذر التقرير من تآكل المكانة السياسية لإسرائيل على الساحة الدولية.

ورغم أن التقرير يشير إلى أن التهديد العسكري على إسرائيل يبقى منخفضا بشكل ملموس، إلا أنه يشير إلى حزب الله وحركة حماس وإيران، من باب التهديدات العسكرية التي تواجهها إسرائيل.

ويتطرق التقرير أيضا إلى الاتفاق النووي مع إيران، وإلى الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي، وسياسة الحكومة الإسرائيلية في الساحة الفلسطينية.

وقد قدم رئيس 'المعهد لدراسات الأمن القومي' (INSS)، ورئيس الاستخبارات العسكرية سابقا، جنرال الاحتياط عاموس يدلين، صباح اليوم الإثنين، للرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، التقرير السنوي للمعهد، والذي يضم التقديرات الإستراتيجية السنوية، والذي جاء فيه أن حزب الله يشكل التهديد التقليدي الأخطر على إسرائيل، أكثر من حركة حماس وإيران.

وبحسب التقرير، فإن حزب الله يمتلك صواريخ تصل أي مدى، وصواريخ دقيقة، وطائرات بدون طيار هجومية وانتحارية، ودفاعات جوية من أفضل ما أنتجته روسيا، ووحدات برية تجري تدريبات على احتلال مستوطنات في داخل إسرائيل.

وعن حركة حماس جاء أن إمكانية اندلاع القتال بينها وبين إسرائيل ذات احتمالات عالية جدا. وينصح المعهد لدراسات الأمن القومي بتحسين الاستخبارات الإسرائيلية، بهدف مواصلة تقليص عمليات نقل الأسلحة النوعية إلى الحركة، وتقليص احتمالات التصعيد نتيجة لذلك.

ورغم أن التقرير اعتبر أن حركة حماس مرتدعة عن شن أي هجوم، إلا أنها تواصل بناء قوتها. وبحسب التقرير فإنه بالرغم من عدم رغبة الطرفين في اندلاع القتال، إلا أن المواجهات قد تندلع بسبب تصعيد يخرج عن نطاق السيطرة عليه لحادثة محلية، أو ضائقة اقتصادية اجتماعية عميقة في قطاع غزة قد تتفجر في وجه إسرائيل.

وعن إيران، جاء في التقرير أنه بالرغم من أن الاتفاق النووي يمنح إسرائيل نافذة زمنية على المدى القصير، إلا أن طهران تعزز قدراتها التقليدية. وعلى المديين الزمنيين المتوسط والبعيد فإن إيران تصبح أخطر بكثير مع شرعية دولية لبرنامج نووي واسع وغير محدود. وفي الوقت نفسه، وعلى خلفية الحرب الدائرة في سورية، فإن إيران وأذرعها في المنطقة تقيمان قواعد في الساحة القريبة جدا من إسرائيل. بحسب التقرير.

وتشير التقديرات العامة للتقرير إلى ثلاثة تحديات جدية تواجه إسرائيل على المدى البعيد: الأول هو توفر قدرات نووية بيد دولة تدعو للقضاء على إسرائيل؛ والثاني نشوء واقع دولة واحدة لشعبين؛ والثالث هو تآكل المكانة السياسية لإسرائيل.

ويشير يدلين إلى شباك فرص في السنوات القريبة لمواجهة هذه التحديات. وبحسبه فإن الأسباب لتوفر شباك الفرص هذا تكمن في دخول الإدارة الأميركية الجديدة؛ وتداخل المصالح مع العالم العربي البراغماتي؛ وتبني توجه التقارب من 'أسفل إلى أعلى' مقابل الفلسطينيين، بالتنسيق مع الدول العظمى العالمية والإقليمية.

ونقل عن الرئيس الإسرائيلي، ريفلين، قوله إن النتيجة هي أنه على إسرائيل أن تحافظ على استقلالها من أجل ضمان مصالحها الحيوية، وفي الوقت نفسه عليها أن تتعاون، من أجل استقلالها، مع أكبر عدد من الدول الأخرى في المنطقة وفي العالم.

وقال أيضا ليدلين: 'أنتم توضحون أن السيادة والأمن لا يمكن ضمانهما أبدا من خلال الأسوار العالية والقوة العسكرية فقط، وهذه رسالة باتت مهمة بشكل لم يسبق له مثيل أكثر من أي وقت مضى'. على حد تعبيره.

وشدد المعهد على أن التهديد العسكري المباشر والتقليدي على إسرائيل يبقى منخفضا بشكل ملموس، إلا أن 'ميليشيات شبه عسكرية بتمويل إيراني تعمل على بناء قوتها'.

وعن الولايات المتحدة جاء في التقرير أنها لا تزال ملتزمة بأمن إسرائيل، والاتصالات التي جرت بشأن اتفاق المساعدات الأمنية تؤكد هذا الالتزام، رغم التوترات التي كشف عنها بين الحكومتين'.

في المقابل، أشار التقرير إلى تطورات سلبية في السنة الأخيرة، حيث جاء أن 'الحكومة الإسرائيلية واصلت التمسك بسياسة سلبية وبتكريس الوضع الراهن، وتواصل التدهور في مكانتها الدولية على خلفية الجمود، وعلى خلفية سياستها في الساحة الفلسطينية'.

كما أشار التقرير إلى أن 'الجمود السياسي والضائقة الاقتصادية وأزمة القيادة الفلسطينية واليأس المتصاعد، كل ذلك يغذي إرهاب الأفراد، وإمكانية اشتعال المواجهات'.

ويضيف التقرير أن 'استمرار الاتجاهات الحالية، التي يطلق عليها خطأ 'الوضع الراهن'، يقلص حيز الخيارات أمام إسرائيل، ويعرض مستقبلها للخطركدولة يهودية وديمقراطية'.

أما عن الجيش الإسرائيلي، فقد جاء في التقرير أن 'تدهور التكافل، وتوسع الشروخ الاجتماعية، والتهجمات على شرعية قادة الجيش وقيمه، والمواجهات السياسية التي ينجر إليها الجيش، كل ذلك حطم أرقاما قياسية سلبية'.

وكتب معدو التقرير أيضا أنه 'بالرغم من الوضع الإستراتيجي المريح نسبيا للقيادة الإسرائيلية لكي تواصل التهرب من المباحثات والقرارات الصعبة الضرورية لبلورة سياسة أمن قومي فعالة تدفع بمصالح إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وآمنة وشرعية وفي حدود معترف بها، وحتى لو لم يظهر في الطرف الثاني شريكا للاتفاق أو لتطبيقه، فإن من مصلحة إسرائيل وقف الانزلاق التدريجي لواقع سلبي لا رجعة عنه نحو الدولة الواحدة'. 

التعليقات