تقديرات: انتخابات الكنيست بأكتوبر

هدم البيوت في قلنسوة وأم الحيران والتصعيد ضد فلسطينيي الداخل الذي من المتوقع استمراره خلال الشهور القادمة أيضا، هو محاولة من نتنياهو وحكومته لصرف الأنظار وإشغال الإعلام عن التحقيقات الشرطوية في قضايا الفساد المتورط فيها هو وعائلته،

تقديرات: انتخابات الكنيست بأكتوبر

هدم البيوت في قلنسوة وأم الحيران والتصعيد ضد فلسطينيي الداخل الذي من المتوقع استمراره خلال الشهور القادمة أيضا، هو محاولة من نتنياهو وحكومته لصرف الأنظار وإشغال الإعلام عن التحقيقات الشرطوية في قضايا الفساد المتورط فيها هو وعائلته والتي باتت ولأول مرة تهدد عرشه بشكل جدي.

 نتنياهو يدرك جيدا أن وجوده تحت "مرمى" كاميرات الإعلام لن يغير من مضمون التحقيق معه، ولكن سيعظم من أصدائه الجماهيرية وبالتالي سيؤثر على نتائجه فيريد أن يأخذ هذه الكاميرات إلى نقاط وبؤر أخرى يشعلها بنفسه، ليتلهي بها الإعلام، وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر حيث ينفذ خططه المبيتة ضد العرب ويبعد الأنظار عن فضائحه.

 ويتوقع محللون أن يتواصل التصعيد ضد العرب في الأيام والأشهر القريبة التي ستحسم مآلات التحقيق، علما أن بعضهم بات يتحدث بوضوح عن نهاية عهد نتنياهو، وإجراء انتخابات مبكرة للكنيست في الفترة الواقعة بين شهري أيلول وتشرين أول القادم، وذلك إثر تقديم لائحة اتهام محتملة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويرجح المحلل في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، أن يتم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في الفترة الواقعة بين شهري أيار وحزيران القادمين، حيث سيتم الإعلان عن حل الكنيست وإجراء انتخابات خلال 10 أيام كما ينص عليه القانون.

فيرتر يستند في ترجيحه على تقييم مشترك لثلاثة من رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، ويرى أن الشعور الذي يسود في الليكود وفي غالبية أحزاب الائتلاف الحكومي هو أن اللعبة انتهت، وأنه غير الممكن أن المفتش العام للشرطة الذي عينه نتنياهو والمستشار القضائي للحكومة وهو رجل دقيق وحذر، وسبق أن كان من الوسط المقرب من نتنياهو ومن حفظة سره، كانا ليقدما على فتح تحقيق ضد رئيس الحكومة لو لم يكونا مقتنعين بوجود أساس متين للاتهام والإدانة.

نتنياهو يشعر أن الأرض تهتز من تحته فوتائر النشر حول فضائحه في الملفين 1000 و2000 تضرب عميقا في طبقات السياسة الإسرائيلية بين قوى المعارضة والائتلاف الذي يخيفه أكثر مما تخيفه المعارضة، فهناك في أحزاب الائتلاف يجد نفسه محاطا بلبيد وحزبه "يش عتيد" من اليسار وبينيت وحزبه "البيت اليهودي" من اليمين، اللذان يهددان معا وكل على حدة ريادة الليكود في الائتلاف الحكومي حيث تنبئ الاستطلاعات بإمكانية تجاوز حزب "يش عتيد" عدد مقاعد حزب الليكود الذي سيهبط إلى 22 مقعدا مقابل ارتفاع قوة "البيت اليهودي" إلى 14 مقعدا.

بالمقابل يرى خصوم نتنياهو داخل الليكود أن فرصتهم قد لاحت، حيث بدأوا يتحدثون ويعملون من وراء الكواليس، ورصدت "هآرتس" وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، في لقاء مع مئير بوروش وموشيه جفني من "يهدوت هتوراة" وبعدها بيوم واحد تم تصويره مع شالوم شلومو، أحد العاملين الكبار في مكتب دعاية وإعلام مقرب من نفتالي بينيت، والذي شغل لفترة طويلة وظيفة مستشار سياسي لدى نتنياهو خلال وجوده في المعارضة وفي مكتب رئيس الحكومة، قبل أن ينتقل إلى معسكر بينيت.

 اللافت أن كاتس كان على خلاف مع شلومو سنوات طويلة والمصالحة بينهما يجب أن تشعل ضوءا أحمر في مكتب نتنياهو، خاصة أن المعروف عن كاتس عدم تسامحه مع الخصوم، إلا إذا كان ذلك يخدم أهدافه، وهو ما يجعل المقربين من نتنياهو مقتنعين بأن كاتس يشق الطريق للائتلاف القادم، ائتلاف ما بعد بيبي، الذي يحلم بأن يقف هو على رأسه. منافسون آخرون هم يوري إدلشتاين، غلعاد إردان، وربما ميري ريغف أو تساحي هنغبي المحسوب على معسكر نتنياهو.

من جهته فإن زعيم المعسكر الصهيوني ورئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، هو آخر من يريد انتخابات مبكرة، لأن حزبه في تناقص وشعبيته كزعيم وبديل مفترض في تآكل، ولذلك فهو يتقاطع مع ما يهمس في أروقة الليكود، بعدم الذهاب إلى انتخابات مبكرة في حالة ذهاب نتنياهو، والاكتفاء بانتخاب رئيس حكومة بديل.

 وبينما يتهيأ بعض وزراء الليكود لإمكانية وراثة مقعد نتنياهو بحكومته الحالية، وهي إمكانية ستبعد غدعون ساعر، المنافس الأهم على خلافة نتنياهو، عن المنافسة لأنه خارج الكنيست، فإن هرتسوغ والمقربين منه يقترحون موشيه كحلون وزير المالية وزعيم حزب "كولانو" لرئاسة الحكومة ويعربون عن استعدادهم للانضمام إليها، وهو احتمال ضعيف، بنظر المراقبين ليس فقط لأنه لن يتمتع بتأييد لبيد الذي لن يدعمه بل لأنه لن يحظى بموافقة كحلون نفسه، ناهيك عن معارضة الليكود.

التعليقات