حالات تعفن الدم الأعلى في "رامبام" والأقل في "هعيميك"

في العام 2010 توفي 1500 شخص بسبب جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، في حين أن 3700 من الذين رقدوا في المستشفيات أصيبوا بتلوثات دم خطيرة كانت نسبة الوفيات فيها تصل إلى 40%

حالات تعفن الدم الأعلى في "رامبام" والأقل في "هعيميك"

تعتبر ظاهرة التلوث المكتسبة في المستشفيات إحدى القضايا الحساسة في الجهاز الصحي، وفي الوقت نفسه ضمن الأسرار الدفينة للمستشفيات الإسرائيلية، بسبب حقيقة أن الحديث عن مسبب للمرض والوفاة أصيب به المريض أثناء تسريره في مؤسسة طبية، وبذلك تحولت الأنابيب الطبية المعالجة والمربوطة بجسد المريض (أنابيب القسطرة) إلى  أنابيب فتاكة.

ويشير تقرير حول التلوث، نشرته وزارة الصحة صباح اليوم الأربعاء، إلى أن موضوع التلوث هو الحلقة الضعيفة والمخفية في الجهاز الصحي. ونظرا لكون الكشف عن نطاق وخطورة التلوث يمس بسمعة المستشفيات، ولذلك ظلت هذه المعلومات لسنوات طي الكتمان.

وبفضل تقرير مراقب الدولة، من العام 2013، فقد بات معروفا أنه يوجد في إسرائيل قرابة مائة ألف حالة تلوث سنوية تسبب بوفاة ما يتراوح بين 4 حتى 6 آلاف حالة. وفي الوقت نفسه تزداد المخاوف في إسرائيل والعالم من ظاهرة صمود الفيروس أمام المضادات الحيوية.

ويتركز تقرير وزارة الصحة بنوع من التلوث في الدم يسمى 'تعفن الدم' المكتسب من خلال استخدام قسطر مركزي (CLABSI)، وهو تلوث خطير يصل الأوعية الدموية القريبة من القلب. وهذا التلوث منتشر وخطير وقد يكون فتاكا. ويتطور أساسا لدى من يتم تسريرهم لمدة طويلة في المستشفيات بينما تكون أجسادهم مرتبطة بأنابيب عن طريق نفس القسطر، وخاصة لدى الأطفال حديثي الولادة والمصابين بحروق أو المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وبحسب التقرير، فإن دراسات أجريت خارج البلاد أظهرت أن تعفن الدم من هذا النوع يرفع من خطر الوفاة لدى المعالجين بـ2.27 مرة.

ويعرض التقرير انتشار التلوث في المستشفيات بواسطة قياس عدد حالات تعفن الدم بالنسبة لـ1000 يوم من القسطرة في المستشفيات في أنحاء البلاد.

وبحسب المعطيات، ففي وسط المستشفىيات الكبرى كانت النتائج كالتالي: مستشفى 'رامبام' في حيفا تصل عدد الحالات إلى 6 من كل ألف يوم، بينما تتراجع في 'إيخيلوف' و'هداسا عين كارم' إلى 4.1، و'شيبا' 3.9، و'سوروكا' إلى 0.9.

وفي المستشفيات المتوسطة كان عدد حالات تعفن الدم في 'هيليل يافي' 6.6 من كل 1000 يوم قسطرة، و5 في 'برزيلاي'، و4.8 في 'شعاري تسيدك'، و 4.1 في 'كرمل'، و 3.3 في 'كابلان'، و'2.9 في 'مئير'، و2.3 في 'أساف هروفيه'، و 2.1 في 'وولفسون'، و 1.8 في مستشفى الجليل الغربي في نهارية، و 0 حالة في مستشفى 'هعيميك' في العفولة.

وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة، فإنه لا يمكن المقارنة بين المستشفيات لأسباب كثيرة، منها بسبب 'طبيعة السكان المتغيرة التي تصل إلى أقسام الطوارئ في كل مستشفى، والاختلاف في المستوى المخبري لفحص التلوثات فيها.

كما تجدر الإشارة إلى أن تلوث الدم المشار إليه هو واحد من عدة أنواع من تلوث الدم، والتي تشكل فقط 11% من مجمل التلوثات المكتسبة في المستشفيات، إلى جانب أنواع كثيرة مختلفة من جراثيم الأمعاء والجلد، وطفيليات أخرى، والتي يمكن الإصابة بها عن طريق التلوث في المستشفيات في البلاد.

يشار إلى أن تقرير وزارة الصحة لا يوجد فيه أي معطيات قطرية واحدة بشأن عدد المصابين بالعدوى سنويا وعدد الوفيات، وأنه أبعد ما يكون عن الشفافية.

وبحسب 'الوحدة القطرية لمنع التلوث في المؤسسات الطبية'، والتي تنشط منذ نحو 10 سنوات، وتحصل على معلومات بشكل جار من المستشفييات بشأن مختلف التلوثات، فإن تقريرها الأخير، الذي نشر في العام 2011، أشار إلى أنه في العام 2010 توفي 1500 شخص بسبب جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، في حين أن 3700 من الذين رقدوا في المستشفيات أصيبوا بتلوثات دم خطيرة كانت نسبة الوفيات فيها تصل إلى 40%.

التعليقات