الموساد نفذ ما لا يحصى من العمليات بمساعدة نورييغا

مع وفاة دكتاتور بنما السابق وتاجر المخدرات والقاتل نورييغا كشف النقاب عن علاقاته الأمنية مع إسرائيل وخاصة مع الموساد ومساهمته في أمن إسرائيل وتبين أن هناك علاقة وثيقة كان تجمع بين نورييغا وبين المسؤول الكبير في الموساد، مايك هراري

الموساد نفذ ما لا يحصى من العمليات بمساعدة نورييغا

مع وفاة دكتاتور بنما السابق وتاجر المخدرات والقاتل، مانويل نورييغا، كشف النقاب عن علاقاته الأمنية مع إسرائيل، وخاصة مع الموساد ومساهمته في أمن إسرائيل.

وتبين أن هناك علاقة وثيقة كان تجمع بين نورييغا وبين المسؤول الكبير في الموساد، مايك هراري، وأنه قدم مساعدات أمنية كثيرة لإسرائيل خلال عشرات السنوات.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، إن مايك هراري هو الذي كان يركز العلاقة بين إسرائيل وبين السلطات في بنما. وكان يشغل في حينه منصب رئيس وحدة "قيسارية"، قسم المهمات الخاصة في الموساد.

ويتضح من التقرير أن هراري سافر إلى بنما في العام 1968، وهناك أنشأ علاقة مع أحد كبار الضابط في الجيش والمسؤول عن أمن المطار، ويدعى عمر توريخوس. وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه قام توريخوس بانقلاب عسكري، وسيطر على الحكم في بنما، وباتت مفتوحة تماما أمام إسرائيل.

ويقول هراري إن الموساد اهتم بتوفير أفضل علاج طبي لتوريخوس وأبناء عائلته، وكذلك والد زوجته اليهودية راحيل.

وفي حينه، تعرف مانويل نورييغا، الذي أشغل منصب رئيس الاستخبارات الخاص بتوريخونس، على التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية التي كان يقودها هراري. وورث توريخوس في الحكم بعد أن توفي الأخير في ظروف غامضة، وواصل التعاون مع هراري وعناصره بنفس المستوى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بفضل نورييغا تمكن الموساد من تنفيذ ما لا يحصى من العمليات، والتي كانت بدون مساعدته غير ممكنة أو صعبة التنفيذ.

استقال هراري من الموساد في العام 1980، وحاول رئيس الحكومة في حينه، مناحيم بيغين، إقناعه بالبقاء، إلا أنه أصر على الاستقالة. واشترط بيغين الاستقالة بمواصلة عمله على تركيز العلاقات مع نوييغا، والتي اعتبرها "ذخرا إستراتيجيا لإسرائيل" واعتبرها "ذات أهمية كبيرة جدا لإسرائيل". وفي حينه قام هراري بمشاريع شخصية في بنما، مثل مشاريع ري، وحافظ على علاقاته مع نورييغا.

في أواسط الثمانينيات بدأت تتدهور علاقات نورييغا مع الولايات المتحدة، إلى درجة أن الرئيس جورج بوش (ألأب) أصدر أمرا بغزو بنما والسيطرة على القناة فيها. وقبل أن يحصل ذلك، توجهت جهات في الإدارة الأميركية إلى رئيس الحكومة في حينه، يتسحاك شمير، وطلبوا منه إصدار أمر لهراري بأن يعمل كوسيط بين بنما وبين الولايات المتحدة.

ويكشف هراري أنه بلور معادلة وسطية يتخلى فيها نورييغا عن الحكم بهدوء، ويترك بنما ومعه أمواله إلى دولة أخرى، بيد أن هذه المبادرة انهارت واندلع الحرب في بنما.

وغزت الولايات المتحدة بنما في العام 1989، وهي تبحث عن مانويل نورييغا ومايك هراري، وأعلن عنهما كمطلوبين. وكانت الولايات المتحدة تعتبر هراري من أفضل مستشاري نورييغا، كما اتهمته بالتورط في تجارة المخدرات والاسلحة والصفقات التي كان يعقدها نورييغا.

وتمكنت الولايات المتحدة من اعتقال نورييغا، في حين تمكن هراري من الهروب من المكان بواسطة "غواصة إسرائيلية قدمت لإنقاذه"، حسبما يعتقد الأميركيون.

وبحسب التقرير فإن هراري تمكن من الهروب من الأميركيين برا بمساعدة محليين.

 

التعليقات