إسرائيل وترامب: بين مبادرة سياسية وانتفاضة جديدة

إسرائيل ما زالت تتوجس من مبادرة سياسية لحل الصراع قد يطلقها أوباما في نهاية ولايته، ومن تساهل ترامب حيال توسع استيطاني وبقاء الجمود السياسي، ما سيدفع الفلسطينيين إلى يأس عارم

إسرائيل وترامب: بين مبادرة سياسية وانتفاضة جديدة

سوق القدس (أ.ف.ب.)

مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وبدء ولاية الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، يسود انعدام يقين في إسرائيل حيال تعامل الرئيسين معها، وخاصة ما إذا كان أوباما سيقدم على إصدار إعلان سياسي حول حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. كذلك هناك ترقب في المؤسسة الأمنية – العسكرية الإسرائيلية لكيفية تعامل ترامب مع موضوع الصراع.

وفي نهاية ولاية أوباما، يستذكر الإسرائيليون رؤساء أميركيين سابقين أطلقوا تصريحات لم ترق لهم. ففي نهاية ولايته، أعلن الرئيس رونالد ريغن عن اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية، بينما أعلن الرئيس بيل كلينتون، في نهاية ولايته أيضا، عن خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتقول تقارير إعلامية إسرائيلية إنه عشية انتخابات الرئاسة الأميركية كثفت وزارة الخارجية الأميركية إصدار بيانات منددة بممارسات حكومة إسرائيل، وأنه 'بشكل يومي تصدر عن وزارة الخارجية الأميركية تصريحات وتسريبات بنبرة متصاعدة، وأن إسرائيل تعتبر أن هذه التصريحات تمهد عمليا لبيان أو تصريح سيصدره أوباما حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من أجل أن يترك أوباما بصمة بخصوص حل الصراع.

وذكرت التقارير نفسها في هذا السياق، أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، يعود إلى إسرائيل مرتين في الشهر على الأقل من أجل إطلاع نتنياهو على الأجواء تجاه إسرائيل في العاصمة الأميركية وأنه خلال هذه المداولات يتم اتخاذ القرارات حول التصرف مقابل الإدارة الأميركية في المستوى السياسي، 'بينما توصيات جهاز الأمن ووزارة الخارجية (في إسرائيل) تبقى حبرا على ورق'.   

ونقل المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، ألكس فيشمان، اليوم الجمعة، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن أمام أوباما ثلاثة خيارات:

الخيار الأول، والأرجح، هو ألا يفعل أوباما شيئا، خاصة على ضوء وجود خلافات بينه وبين أعضاء في الكونغرس، وأن مؤيدي ترامب سيصرون على ألا يتخذ أي قرار يلزم الرئيس المقبل.

لكن الخيار الثاني وارد بسبب فوز ترامب، وأن أوباما سيحاول إملاء سياسة على الرئيس الجديد في الموضوع الفلسطيني. وسيكون بإمكان أوباما القيام بذلك بواسطة إعلان رئاسي بخطاب إلى الأمة، أو بواسطة مبادرة أميركية لاتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي ولن يكون بإمكان إدارة ترامب تجاهلها.

أما الخيار الثالث، فهو أن يعطي أوباما ضوءا أخضر لفرنسا وأوروبا بدفع مبادرة السلام الفرنسية، التي رفضها نتنياهو.

من جانبه، كتب المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، اليوم، أنه يوجد تناقض في وجهات نظر القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل حيال سياسة ترامب الخارجية رغم عدم وضوحها.

لكن وفقا لما لمسته القيادة السياسية من تصريحات ترامب ومستشاريه اليهود، فإن الإدارة الأميركية المقبلة ستكون متساهلة ومتسامحة تجاه إسرائيل بكل ما يتعلق بالصراع، وأنه لن يمنع التوسع الاستيطاني، لا في الضفة الغربية ولا في القدس، وأن ترامب لا يرى بتوسع كهذا عقبة أمام السلام.

اقرأ/ي أيضًا | فشل متعاقب لعائلة ترامب في عقد صفقات في إسرائيل

ولفت هرئيل إلى أن تكثيف أعمال البناء في المستوطنات، إلى جانب الجمود والأفق المسدود في العملية السياسية، سيؤدي إلى تصاعد اليأس الفلسطيني من المسار السياسي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الهبة الشعبية الفلسطينية، التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، واندلاع انتفاضة أخرى. 

التعليقات