يبني سفنا لإسرائيل: شريك أبو ظبي وعلاقته بالموساد

الموساد طلب من الملياردير اللبناني إسكندر صفا، الشريك في شركة "أبو ظبي مار" التي تبني سفنا عسكرية لإسرائيل، أن يجمع معلومات حول الطيار المفقود رون أراد، وأن يتصل بحزب الله* وكنيته في الموساد هي "ساندي"

يبني سفنا لإسرائيل: شريك أبو ظبي وعلاقته بالموساد

صفا (بيمين الصورة) مع الرئيسين الفرنسي والموزمبيقي (أ.ف.ب.)

يتضح من تفاصيل جديدة جمعتها صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ونشرتها اليوم، الاثنين، أن الملياردير اللبناني الأصل، إسكندر صفا، الشريك في شركة بناء السفن 'أبو ظبي مار'، التي تبني أربع سفن عسكرية لإسرائيل حاليا، علاقات مع الموساد الإسرائيلي، الذي طلب منه معلومات حول الطيار المفقود رون أراد، وأنه توسط في الماضي في تحرير الرهينة الفرنسي الصحافي روجيه أوك الذي كان محتجزا لدى حزب الله في لبنان. ووفقا لتفاصيل نشرتها الصحيفة أمس، فإن صفا يملك 30% من أسهم 'أبو ظبي مار' بينما تملك أبو ظبي 70% من الأسهم.

وذكر أوك في كتاب من تأليفه وصدر بعد وفاته، أنه التقى على متن يخت فاخر في الريفييرا الفرنسية مع شاب إسرائيلي، يدعى عاموس، الذي بادره بالقول إنه 'لدينا طيار، اسمه رون أراد، وهو محتجز في الأسر منذ العام 1986، ونعتقد أن الذي حررك من الأسر بإمكانه مساعدتنا'. وبعد ذلك التقى أوك مع ضابط في الموساد، وأيضا مع 'منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية' في لبنان، أوري لوبراني، الذين وعدوه بأنه مقابل وساطته بالربط بين الموساد وصفا، فإنه سيسمح له بإجراء مقابلة مع الأسير اللبناني حينذاك في إسرائيل، عبد الكريم عبيد. لكن هذه المقابلة لم تخرج إلى حيز التنفيذ.

وقال أوك في كتابه إنه 'نفذت الجزء الملقى علي في الصفقة وربطت بين لوبراني وصفا'. ونقلت 'يديعوت'، اليوم، عن لوبراني نفسه قوله إنه 'التقيت مع شخصيات لبنانية كثيرة جدا من أجل جمع معلومات حول مصير رون أراد، وأذكر أنه كان بينهم واحد يدعى صفا'.

ووفقا للصحافي أوك، فإن هذه اللقاءات جرت في شقة صفا الفخمة في باريس. بينما قالت 'يديعوت' إن الموساد أطلق على صفا كنية 'ساندي'، وهي كنية التصقت به عندما كان يحارب في صفوف ميليشيا مسيحية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن لصفا علاقات متشعبة ويفضل إبرام صفقات وإدارة أعماله في الظلال وبعيدا عن الأضواء. وبحسب 'يديعوت' فإن 'صفا يفضل إدارة أجزاء كبيرة من نشاطه بسرية من إمارة أبو ظبي، التي يسكن فيها اليوم. وبإمكانه أن يعبط بطائرته الخاصة في أبو ظبي، والخروج والدخول من دون أن تظهر صوره في وسائل الإعلام، ولا أحد يحقق معه هناك حول هوية الأشخاص الذين بواسطة العلاقات معهم يدير أعماله'.     

ورغم محاولاته للابتعاد عن الأضواء، إلا أن صفا معروف للجمهور في فرنسا، بسبب ضلوعه في قضيتين تحوم حولهما شبهات كثيرة حدثتا الثمانينيات والتسعينيات. القضية الأولى، في نهاية الثمانينيات، تتعلق بفدية دفعتها حكومة فرنسا من أجل تحرير دبلوماسيين وصحافيين اختطفوا في لبنان. والقضية الثانية، يطلق عليها اسم 'أنغولا غيت'، تفجرت في العام 1991، وتتعلق بمحاولة سياسيين من اليمين الفرنسي بنقل أسلحة بقيمة 790 مليون دولار إلى الرئيس الأنغولي، جوزيه إدواردو دوس سنتوس، الذي كان يحارب متمردين في بلاده.

وفي كلا القضيتين، اختفى قسم من الأموال، وبرز اسم صفا في التحقيقات كمن توسط بين الأطراف وحصل على عمولة. وبحسب 'يديعوت'، فإن شخصا مجهولا أبلغ صحيفة فرنسية في حينه أن 'لصفا علاقات مع جميع أجهزة الاستخبارات في الشرق الأوسط، وهذا يشمل إسرائيل والموساد'.

وسعى صفا إلى التوسط في صفقات سفن عسكرية بينها صفقات مع ليبيا، إذ كان صديقا مقربا من سيف الإسلام القذافي، وكذلك مع الجزائر والسعودية. وفي مقابلة نادرة معه نُشرت قبل سنتين، قال صفا إن 'التجارة بالفرقاطات والسفن القتالية مُجدٍ أكثر بكثير من بناء ووساطة السفن المدنية'.

 

التعليقات