الغارات الإسرائيلية: بين الصمت الروسي ومعركة حلب

دفعت نشوة القوة الإسرائيلية وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إلى التلميح بقوة لتبني الغارة على مطار المزة قرب دمشق، فجر أمس. وتوقف المحللون العسكريون عند احتمال نقل سلاح كيميائي إلى لبنان، وطبيعة الغارة ودلالاتها

الغارات الإسرائيلية: بين الصمت الروسي ومعركة حلب

دفعت نشوة القوة الإسرائيلية وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إلى التلميح بقوة لتبني الغارة على مطار المزة قرب دمشق، فجر أمس. وهذه الغارة الثانية خلال أسبوع، التي تشنها إسرائيل على موقع عسكري قرب العاصمة السورية بادعاء منع نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وبدا المحللون العسكريون الإسرائيليون، بمقالاتهم المنشورة اليوم، الخميس، كمن تفاجأوا بتصريح ليبرمان أمام السفراء الأجانب في تل أبيب، بعد ساعات من الغارة، وقوله 'إننا نحاول منع تهريب أسلحة متطورة وعتاد عسكري وسلاح دمار شامل إلى حزب الله'.

وتوقف المحللون عند عبارة 'سلاح دمار شامل'، ورأوا أن المقصود هو سلاح كيميائي. لكن المحللين استبعدوا قيام حزب الله بنقل أسلحة كهذه إلى لبنان واحتمال استخدامها في حرب مقبلة مع إسرائيل، وذلك خوفا من رد فعل إسرائيلي بالغ الشدة ردا على أي هجوم كيميائي.

وكتب المراسل والمحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، يوسي يهوشواع، أن حزب الله 'ليس معنيا أبدا بحيازة سلاح كهذا والمخاطرة بمواجهة شديدة مع إسرائيل. كذلك فإنه بالكاد تبقى مخزون سلاح كيميائي بسورية. ولذلك بالإمكان التقدير أن الأسلحة التي هوجمت هي منظومات دفاع جوي وصواريخ دقيقة وطويلة المدى مزودة بوسائل غايتها منع اعتراضها'.  

الأمر الثاني الذي تطرق إليه المحللون هو طبيعة الغارة، هل أطلقت طائرات حربية إسرائيلية صواريخ بينما كانت تحلق في الأجواء اللبنانية أم أطلق صاروخ أو أكثر من هضبة الجولان السورية المحتلة، باتجاه الموقع الذي تم قصفه قرب دمشق.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، أنه ثمة دلالة في كلا الحالتين إلى التغيرات في المنطقة. إذ أن إطلاق صواريخ، سواء من طائرة حربية أو من منصة أرضية بالجولان، يعني أن إسرائيل تتحسب من وجود الطيران الروسي والصواريخ المضادة للطيران، وبالأساس من حدوث احتكاك بين الطيران الروسي والإسرائيلي.

إلا أن السؤال الأهم هنا، هو أن بإمكان الرادارات الروسية في سورية أن ترصد حركة الطيران الحربي الإسرائيلي، لكنها لا تحذر من غاراته، خاصة وأن السلاح المستهدف هو روسي بالأساس. وبحسب هرئيل، فإن ثمة احتمال بأن روسيا لا تحذر النظام أو حزب الله، حليفيها في الحرب السورية، لأن 'فقدان أسلحة من شأنه أن يقود إلى صفقات أسلحة جديدة مع الروس، أي لأرباح أخرى'.

الأمر الثالث يتعلق بدلالة إعلان النظام السوري وحزب الله عن الغارة. وأشار المحلل العسكري في صحيفة 'يسرائيل هيوم'، يوءاف ليمور، إلى أنه في الماضي كان يفضل النظام عدم الاعتراف بغارات عدوانية كهذه في سورية كي لا يكون مضطرا إلى الرد عليها.

واعتبر ليمور أن 'النشر الرسمي أمس، وهو الثاني خلال أسبوع، يدل على أنه في سورية ولبنان ليسوا مستعدين بعد الآن للمرور بصمت على هذه الهجمات. الآن هم يكتفون بالتصريحات، لكن في مرحلة ما قد تُستبدل التصريحات بالأفعال'.

ودعا المحللون الثلاثة المذكورون أعلاه إسرائيل إلى توخي الحذر، حيث وصف هرئيل هذه الغارات المتكررة بأنها 'مشي على حبل رفيع'، وأن 'آخر شيء تريده إسرائيل هو الدخول في صدام مباشر مع روسيا'. فيما حذر يهوشواع وليمور من رد محتمل من جانب حزب الله، خاصة بعد انتهاء المعركة في حلب.  

التعليقات