"إسرائيل شاكرة للسيسي"

تحليل إسرائيلي: التزام السيسي تجاه نتنياهو أكبر من التزامه تجاه الفلسطينيين. فهو يريد أن يدخل بقدمه اليمنى إلى علاقات مع إدارة ترامب، ونتنياهو تعهد بمساعدته على عودة مصر إلى مكانتها كأهم دولة بالعالم العربي!!

"إسرائيل شاكرة للسيسي"

تنفس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومساعدوه الصعداء، بعد ظهر أمس الخميس، بعدما أصدر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمرا للسفير في الأمم المتحدة بإرجاء طرح مشروع القرار حول وقف الاستيطان على طاولة مجلس الأمن الدولي إلى موعد غير معلوم.

وبحسب صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، اليوم الجمعة، فإن نتنياهو ومساعديه وكبار موظفي الخارجية الإسرائيلية شعروا بخطورة مشروع القرار المصري، وأنه في حال إقراره سيجر المسؤولين الإسرائيليين، من أكبرهم إلى أصغرهم، وكذلك مستوطنين، إلى محكمة الدولية الجنائية في لاهاي. فهم يعرفون أنهم يرتكبون جريمة باستيطانهم. لكن، بحسب الصحيفة، 'إسرائيل شاكرة للسيسي'.

وتحدثت 'يديعوت' عن الساعات التي سبقت إصدار السيسي الأمر للسفير بالأمم المتحدة. فقد جنّد نتنياهو الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، كما أنه جنّد قياديين في المنظمات اليهودية الأميركية، الذين تحدثوا مع السيسي كي يتراجع عن تقديم مشروع القرار الذي يطالب بوقف الاستيطان.

كذلك هاتف مساعدون لنتنياهو مع السيسي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن السيسي كان على علم بمشروع القرار لكنه 'لم يدرك تبعاته على إسرائيل'!

لكن محللة الشؤون العربية في الصحيفة، سمدار بيري، ذهبت إلى وراء الكواليس، التي تشكل خلفية لما حدث. وكتبت أن قرار السيسي بسحب مشروع القرار لم يكن وليد لحظته، وبسبب ضغوط مورست على الرئيس المصري، وإنما كان 'نتيجة تعاون أمني واستخباري بين إسرائيل ومصر، والتي تحولت إلى علاقات دافئة'.

وأوضحت بيري أن الحديث لا يدور فقط عن محاربة 'داعش' في سيناء، وإنما 'الحديث يدور عن حرب صراع بقاء النظام في القاهرة'، وأنه بعد خلافات بين مصر وبين السعودية ودول الخليج وتركيا، وأنه لم يتبق أحد 'يعرف ويفهم المصائب التي يغوص فيها سوى شخص واحد، في شارع بلفور في القدس' في إشارة إلى منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية الرسمي.

وأضافت بيري أنه خلال استقباله وفد قادة المنظمات اليهودية الأميركية، في قصر الاتحادية بالقاهرة، كان السيسي يتحدث عن نتنياهو ويذكر كنيته 'بيبي' وعن العلاقات الوثيقة بينهما.  

وتوقعت بيري أن يكون نتنياهو قد تحدث مع السيسي أمس، وأن يكون نتنياهو قد هدد السيسي بوقف جهود إسرائيل من أجل استمرار حصول مصر على المساعدات الأمنية الأميركية السنوية.  

وشددت هذه المحللة على أن التزام السيسي تجاه نتنياهو أكبر من التزامه تجاه الفلسطينيين. 'فهو يريد أن يدخل بقدمه اليمنى إلى علاقات مع إدارة ترامب، ونتنياهو تعهد بمساعدته على عودة مصر إلى مكانتها كأهم دولة بالعالم العربي'، كما أن 'نتنياهو نجح في إقناعه في الجانب الآخر، لا في غزة ولا في رام الله، لا شريك وليس ثمة ما يمكن التحدث عنه'.  

 

التعليقات