محللون: اعتماد إسرائيل على ترامب محدود الضمان

اعتبر محللون إسرائيليون أن العلاقات الإسرائيلية – الأميركية ستتحسن في أعقاب دخول ترامب إلى البيت الأبيض، لكنهم اعتبروا أن رد فعل نتنياهو ومهاجمة الدول التي أيدت القرار 2334 متسرع وتعليمات ليبرمان لا تنفذ

محللون: اعتماد إسرائيل على ترامب محدود الضمان

(رويترز)

اعتبر محللون إسرائيليون، من خلال مقالات نُشرت في الصحف اليوم، الثلاثاء، أن العلاقات الإسرائيلية – الأميركية ستتحسن في أعقاب دخول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل، وذلك على خلفية تدهور العلاقات بين إدارة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو إلى حضيض غير مسبوق، في أعقاب امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو لإحباط القرار 2334 ضد الاستيطان في مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة الماضي.

وتأتي هذه التحليلات في أعقاب الحالة الهستيرية التي أصابت نتنياهو في أعقاب المصادقة على القرار الدولي، الذي أكد عدم شرعية الاستيطان، وإعلانه عن رفضه استقبال زعماء دول صوتت إلى جانب القرار، وبينهم رئيس وزراء أوكرانيا، وتقليص العلاقات مع دول أخرى واستدعاء سفرائها لتقديم احتجاج شديد.

من جانبه، أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق والرئيس الحالي ل'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، في مقال بصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، إلى أن 'مشاعر الإذلال والخيانة والغضب (في إسرائيل) لا تشكل أساسا لسياسة مدروسة وفعالة. ولذلك ينبغي وقف ردود الفعل السياسية إلى حين دخول ترامب إلى البيت الأبيض. ومن شأن خطوات متطرفة أن تؤدي إلى تعميق عزلتنا السياسية'.

ورأى يدلين أن 'هجوم نتنياهو على الدول التي أيدت القرار هو خطوة متسرعة ومبالغ فيها. ومن الجدير أن نتساءل ما إذا كانت المصلحة الإسرائيلية هي تشجيع ذاتي لمقاطعة، والتي ستكون أكثر فاعلية من أية خطوة لحركة BDS حتى اليوم'.  

وأضاف أنه 'بدلا من الانفلات ضد دول قيادية في العالم، ينبغي العمل على وقف كرة الثلج ومنع خطوات أخرى ستسمح بها إدارة أوباما حتى نهاية ولايتها'.

ودعا يدلين إلى اعتماد إسرائيل إستراتيجية طويلة الأمد مقابل إدارة ترامب، تستند إلى ثلاث فرضيات: 'إدارة ترامب ستكون ودودة أكثر تجاه إسرائيل؛ العودة إلى المفاوضات ليست ممكنة بسبب الرفض الفلسطيني، قبل القرار 2334 وحصوصا بعده؛ الوضع القائم ليس جيدا لإسرائيل'.  

وأردف يدلين أنه 'لذلك، ينبغي المبادرة إلى تغيير يحافظ على أفق حل الدولتين، ولكن يقود إلى هناك بالطريقة الممكنة في الظروف الراهنة. أي التقدم نحو انفصال عن الفلسطينيين بصورة مدروسة وحذرة وصبورة، تحافظ على المصلحة الإسرائيلية بأن تكون دولة يهودية وديمقراطية وآمنة وعادلة، ترمم مكانتها السياسية والأخلاقية في العالم'.  

ودعا يدلين إلى أن تبادر إسرائيل إلى الاتفاق مع ترامب على 'التفريق بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة، حيث تجمد البناء فيها. وأن تثبت إسرائيل التزامها بأفق حل الدولتين'.  

من جانبه، وصف المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، ردود الفعل الإسرائيلية على القرار 2334 بأنها 'استلال مجموعة ردود فعل غاضبة'. وأشار بصورة خاصة إلى تعليمات وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لجيش الاحتلال بوقف الاتصالات المدنية مع السلطة الفلسطينية.

وشدد هرئيل على أن أوامر ليبرمان هذه 'لا تُطبق بكاملها. ووزير الأمن خبير كفاية لكي يعلم أن التعلق بين السلطة وإسرائيل متبادل. ومن دون لقاءات تنسيق دائمة، ستنشأ مشاكل ميدانية فورية، ستؤثر على الحياة اليومية للمستوطنين أيضا'.

وأضاف أن 'وقف القناة المدنية من شأنها التأثير على قناة التنسيق الأمني، البالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل. إذ أنه للسلطة الفلسطينية جزء هام في لجم عمليات الطعن والدهس هذه السنة'.

وأكد هرئيل على أن صدور القرار 2334 'يعكس تغييرا معينا من جانب المجتمع الدولي تجاه إسرائيل'، لافتا إلى أنه في أعقاب الإهانات التي وجهها نتنياهو إلى أوباما، في السنوات الأخيرة والذهاب إلى الكونغرس الأميركي من خلف ظهر الرئيس الأميركي، فإن 'ترامب حساس أكثر لكرامته الشخصية بصورة لا تقارن مع أوباما. وبالإمكان التكهن كسيف سيتصرف في المستقبل إذا شك، مثلا، بأن نتنياهو يدير من خلف ظهره قنوات اتصال بديلة مع الكونغرس'.  

التعليقات